رئيس جامعة المنصورة يستقبل السفير الأردني لبحث سبل التعاون المشترك    رئيس جامعة دمياط يشهد حفل تكريم أحد العاملين لبلوغه السن القانونية    «أمن المعلومات»: العالم خسر 2.5 مليار دولار بسبب الهجمات السيبرانية    البيت الأبيض: هناك طرق أفضل لإعادة الإسرائيليين لمنازلهم في الشمال    تريزيجيه يتحدى حمدي فتحي فى تشكيل الريان ضد الوكرة بالدوري القطري    أخبار الأهلي: قرار هام في الأهلي قبل مواجهة الزمالك في السوبر الإفريقي    تشكيل نانت – مصطفى محمد على مقاعد البدلاء ضد أنجيه بعد تعافيه من الإصابة    جرعة زائدة.. كشف لغز العثور على جثة شاب وسط الزراعات بالوراق    يوسف عمر يبدأ تصوير «مملكة الحرير»    "اليوم" يرصد انطلاق العام الدراسي الجديد في معظم مدارس الجمهورية    اعتماد نتائج أعمال شركات «النصر والعامرية للبترول والبتروكيماويات المصرية» خلال 2023-2024    كيف تُحقِّق "التعليم" الانضباطَ المدرسي في 2024- 2025؟    "لما تتكلم عن الزمالك اتكلم باحترام".. نجم الأبيض السابق يوجه رسالة نارية لأحمد بلال    وزير التموين يوضح لوفد البنك الدولي خطةَ ملف الدعم والحماية الاجتماعية    نزلات معوية بأسوان.. الصحة تكشف آخر التطورات بعد المرور على 163 منزلًا    الجنايات تعاقب "ديلر العجوزة" بالسجن المؤبد    لندب خبير.. تأجيل محاكمة متهمي "ولاية الدلتا الإرهابية" ل 11 نوفمبر    عاجل| مصر تحذر المواطنين من السفر إلى إقليم أرض الصومال    السفير الصينى بالقاهرة: العلاقات بين بلدينا تمر بأفضل مراحلها فى التاريخ    يسرا تحيي ذكرى وفاة هشام سليم: يفوت الوقت وأنت في قلوبنا    كريم الحسيني: «محمد رمضان أصابني بذبحة قلبية»    صحة الشرقية تختتم فعاليات البرنامج التدريبي لمسئولي خدمة المواطنين    إنفوجراف| كل ما تريد معرفته عن متحور كورونا الجديد «XEC»    المقاولون العرب يضم الفلسطيني طارق أبوغنيمة    نور الشربيني تتوج بلقب بطولة باريس للإسكواش    مسؤول أمني إسرائيلي كبير: الوضع الحالي في الضفة الغربية يقترب من نقطة الغليان    رانيا المشاط تلتقي الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا لمناقشة الجهود المُشتركة في دفع التنمية الاقتصادية    من يدفع ثمن اختراق البيجر في لبنان؟.. المنطقة على فوهة بركان نشط    وزير التعليم يختتم زيارته للأقصر بعد جولات فى 5 مدارس ومعرض «بداية»    بعد حذف مشاهد المثلية.. منع فيلم أحمد مالك «هاني» من العرض في مهرجان الغردقة    رئيس جامعة حلوان يشارك في مؤتمر دولي بفرنسا لتعزيز التعاون الأكاديمي    ب 6 ملايين و669 ألف جنيه.. افتتاح مدرسة كفر الدير الإعدادية بالشرقية    البورصة تواصل ارتفاعها بمنتصف التعاملات مدفوعة بمشتريات عربية وأجنبية    ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41 ألفا و431 شهيدا    مشاركة منتدى شباب العالم في «قمة المستقبل» تتويج لجهوده.. منصة تبادل الأفكار والرؤى حول قضايا التنمية والسلام العالمي    ضبط فتاة زعمت تعدى 5 أشخاص عليها لزيادة نسب المشاهدات    أونروا: مخيمات النازحين تعرضت اليوم لأول موجة أمطار فى خان يونس جنوب غزة    وجعت قلبنا كلنا يا حبيبي.. أول تعليق من زوجة إسماعيل الليثي على رحيل ابنها    الانتهاء من نقل أحد معالم مصر الأثرية.. قصة معبد أبو سمبل    الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح بلغة الإشارة    التعليم العالي: بحوث الإلكترونيات يطور منظومة تصوير بانورامي ثلاثي الأبعاد    الرئيس السيسى يتابع خطط تطوير منظومة الكهرباء الوطنية وتحديث محطات التوليد وشبكات النقل والتوزيع ومراكز التحكم ورفع مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين بشكل عام.. ويوجه بمواصلة جهود تحسين خدمات الكهرباء بالمحافظات    الصحة تنظم ورشة عمل لبحث تفعيل خدمات إضافية بقطاع الرعاية الأساسية    فرصة لشهر واحد فقط.. موعد حجز 1645 وحدة إسكان ب8 مدن جديدة «التفاصيل»    أدعية للأم المتوفاه.. دار الإفتاء تنصح بهذه الصيغ (فيديو)    شقيق زوجة إمام عاشور يثير الجدل بسبب الاحتفال بدرع الدوري.. ماذا فعل؟    خبير علاقات دولية: نتنياهو يزيد التصعيد كلما زار بلينكن المنطقة    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 150 مواطنا بقافلة طبية بالأقصر    المنوفية تستعد لتدشين المبادرة الرئاسية "صحة وطن"    بالبالونات والشيكولاتة، مدرسة ابتدائية بالغربية تستقبل التلاميذ في أول أيام العام الدراسي (بث مباشر)    متصلة تشتكي: ابني طلب يحط إيده على منطقة حساسة.. وداعية ينصح    بعد إنقاذهم حياة سيدة تعرضت لعدة طعنات.. رئيس جامعة قناة السويس يُوجه الشكر للأطقم الطبية بالمستشفى    بداية فصل الخريف: تقلبات جوية وتوقعات الطقس في مصر    انتظام الطلاب داخل مدارس المنيا في أول يوم دراسة    مواعيد مباريات الأحد 22 سبتمبر - سيتي ضد أرسنال.. ومنافس الأهلي في إنتركونتيننتال    "كلامه منافي للشرع".. أول تعليق من على جمعة على تصريحات شيخ الطريقة الخليلية    خطيب المسجد النبوي يُحذر من الشائعات والخداع على وسائل التواصل الاجتماعي    خالد جلال: الأهلي يتفوق بدنيًا على الزمالك والقمة لا تحكمها الحسابات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخبير الاقتصادي عبدالخالق فاروق
مطلوب لجنة تقصي حقائق لكشف الفساد بالصناديق الخاصة
نشر في آخر ساعة يوم 03 - 04 - 2012

عبدالخالق فاروق مليارات الصناديق ضائعة بسبب تورط الحكومة وعجز البرلمان
اتهامات النائب أشرف بدر الدين للحكومة صحيحة والاعتذار أضعف المجلس
مفتاح أزمة مصر الاقتصادية في الصناديق وأشياء أخري
لأنه أول من أثار قضية الصناديق الخاصة.. ومن أكبر المتحمسين لفتح هذا الملف الخطير الذي يصفه بأنه أحد أهم ركائز فساد النظام السابق.. ولأنه يدرك حجم الأموال بهذه الصناديق والتي يقدرها بأكثر من 005 مليار جنيه ويقدر تماما أنها يمكن أن تساهم في حل جزء من الأزمة الاقتصادية الطاحنة وتغنينا عن سؤال اللئيم.. لكل ذلك توقعت رد فعل الخبير الاقتصادي عبدالخالق فاروق مدير مركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية.. توقعت حجم غضبه ورفضه لما حدث في البرلمان عندما أجبر النائب أشرف بدر الدين علي تقديم اعتذار للحكومة بعدما أشار لتورط بعض الوزراء في جريمة فساد الصناديق الخاصة فالاعتذار في رأيه لم يكن مطلوبا والنائب لم يخطئ وكل ما أراده هو الإشارة ضمنا لتورط الحكومة في هذا الملف ولايقصد وزراء بعينهم.. ولأن الحكومة ب(تتلكك) بالعنت في غضبها لكسب نقطة علي حساب البرلمان والمؤسف أن الأخير استجاب لهذا الضغط واضطر النائب بدر الدين لتقديم الاعتذار.. في أسوأ رد فعل يمكن توقعه من وجهة نظر فاروق، أما الموقف الصحيح والمفترض أن يتخذه البرلمان هو الإسراع بتشكيل لجنة تقصي حقائق للكشف عن حجم الفساد في تلك الصناديق وكشف المتورطين فيها والمستفيدين منها.. هذا لو كانت النية والإرادة متوفرة لمواجهة هذه القضية الخطيرة.. لكن لأن (لو) تفتح عمل الشيطان اكتفي البرلمان بالاعتذار حتي إشعار آخر وحتي يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في الصناديق الخاصة.. ويعطينا وإياكم طول العمر.
❊❊ كنت أعرف أنني أنكأ جرحا مؤلما وأنا أطرح تساؤلاتي عليه.. وأقدر إلي أي مدي هو مهموم بهذا الملف بدا ذلك واضحا خلال لقاءاتي به في أكثر من حوار صحفي كانت كل القضايا تنتهي في الغالب لتصب في ملف الصناديق الخاصة التي يراها إحدي ركائز الفساد.. لذلك كنت أشعر بغضبه وهو يعيد إلي ماسبق أن فجره فورا عن حكاية هذه الصناديق وإن جاء صوته هذه المرة يكشف عن غضب أكبر.
وضعت يدي علي كارثة هذه الصناديق أثناء بحثي التحليلي المتعلق بمؤسسة الفساد في عصر مبارك.. كان ذلك منذ عامين وثقت هذا العمل في كتاب حمل عنوان اقتصاد الفساد في مصر من 48 وحتي 0102 لم ير النور بالطبع إلا بعد شهر تقريبا من ثورة يناير 1102.. وتركز البحث علي محاولة فهم آليات الفساد والإفساد التي كان يمارسها النظام السابق واكتشفت أن أحد أهم هذه الآليات هي الصناديق الخاصة أو ما يمكن أن نطلق عليه (النظام المالي الموازي للموازنة العامة للدولة.. تضم هذه الصناديق مبالغ هائلة تم استقطاعها من المواطنين سنويا بأشكال مختلفة منها علي سبيل المثال المنح والقروض الخارجية.. وفي تقديري أن حجم الحركة المالية بها لاتقل عن تلك الموجودة بالموازنة المالية العامة للدولة أي أنها لاتقل بأي حال من الأحوال عن 005 مليار جنيه سنويا.. وهذه هي جملة الفوائض المالية المتوفرة بهذه الصناديق.. فعل سبيل المثال فقط فإن حجم حساب تلك الصناديق في البنك المركزي فقط يزيد عن 63 مليار جنيه.. هذا بالطبع خلاف الصناديق الموجودة بالبنوك التجارية وهي الأخطر.
❊❊ من فتح الباب الخلفي لاستنزاف الموازنة العامة وأعطي الشرعية لهذه الصناديق؟!
وزير المالية الأسبق الدكتور يوسف بطرس غالي هو من قام بذلك من خلال تعديل قانون المحاسبة الحكومية الذي يحمل رقم 751 لسنة 15 وتم تغييره بقانون آخر يحمل رقم 931 لسنة 6002 والذي سمح بإنشاء حسابات خاصة في البنوك التجارية بشرط موافقة وزير المالية.. وكانت هذه هي البداية لخلق شبكة مصالح لانعلم حتي الآن الكثير من التفاصيل عنها لكنها من المؤكد أنها تشكل جزءا خطيرا لتمويل شبكة الفساد للنظام السابق.
❊❊ هل توقعت أن يثير النائب أشرف بدر الدين هذه القضية في مجلس الشعب وماهو تقييمك لما حدث فيها؟!
لم تكن المرة الأولي التي يفجر فيها بدر الدين قضية الصناديق الخاصة فسبق أن فجرها في البرلمان السابق 5002 0102 ففي أكتوبر 0102 كانت المرة الأولي التي يكشف فيها النائب عن حجم الفساد في الصناديق الخاصة وإن لم يكن لديه وقتها أرقام دقيقة حيث قدر حجم ما فيها بأكثر من تريليون جنيه.. وهو بالطبع رقم مبالغ فيه.. لذلك أسرعت بالاتصال به وأوضحت له حقيقة الأمر وشرحت له أن هذا الرقم بضم إجمالي الحركة المالية للحسابات الموجودة بالبنك المركزي.. وأن هناك فرقا بين حجم الحركة المالية وحجم الإيرادات والمصروفات ورصيد الصناديق الخاصة وحتي نقدر حجم الأموال بالصناديق للخاصة علينا أن نحسب الفائض المتوفر في نهاية العام.. وهو الفرق بين الرصيد في أول السنة وآخرها.. علي سبيل المثال لو افترضنا أن رصيد هذه الصناديق علي مدار العام كان 05 مليار جنيه وأنه علي مدار العام أيضا تم إدخال مائة مليار جنيه أخري بينما تم صرف 07 مليارا فمعني هذا أن حجم الصافي بها 08 مليار جنيه وهو ما نطلق عليه رصيد آخر المدة أو بلغة المتخصص هو حجم الفوائض المتاحة وفي تقديري أنها لاتقل عن 001 مليار جنيه في صندوق البنك المركزي.. هذا بالطبع خلاف الصناديق الموجودة بالبنوك التجارية والتي لم يتم حصرها حتي الآن.. والتي لاتقل في تقديري أيضا عن 06 مليار جنيه.
❊❊ ما هو السبب في رأيك وراء إحجام إثارة الحكومة لهذا الملف؟
عدم توفر الإرادة السياسية لدي وزير المالية أو رئيس الوزراء فكلاهما عاجز عن اتخاذ أي قرار بشأن هذه الصناديق.. ويبدو أن وزير المالية غير بعيد عن التورط من الاستفادة من تلك الصناديق منذ أن كان يعمل بوزارة المالية.
❊❊ إذن الاتهامات التي أطلقها النائب أشرف بدر الدين صحيحة من وجهة نظرك.. فلماذا إذن تراجع عنها بالاعتذار؟!
هي بالطبع صحيحة لكن لأن مجلس الشعب ضعيف واستن سنة سيئة بدأها بالنائب زياد العليمي والذي أطلق مثلا شعبيا يدخل في إطار حرية التعبير عن رأيه في المشير طنطاوي حدث ذلك خارج البرلمان ومع ذلك أصر المجلس علي معاقبة زياد وطلب منه الاعتذار .. هذه المسيرة السيئة من الاعتذارات التي بدأها البرلمان أصبحت فيما بعد أمرا طبيعيا في أدائه.. ولاينتبه هؤلاء أن هذا الطريقة لن تؤدي إلا لإضعاف هيبة المجلس وأعضائه.. وفي رأيي أن النائب أشرف بدر الدين كان محقا في مجمل ماقاله وعندما أشار إلي الوزراء فكان يعني إدانة الحكومة ولايقصد وزراء بعينهم .. لكن الحكومة (إتلككت) واعتبرت الأمر إهانة وطالبت بالاعتذار.
❊❊ ربما لأنه تبين أن النائب لايمتلك دليلا!!
أنا أرسلت له بعد الجلسة مايثبت تورط أحد كبار المسئولين ممن حصل علي أموال من تلك الصناديق وتحديدا من مجلس إدارة بنك ناصر والذي حصل منه علي 87 ألف جنيه!! لكن بصرف النظر عن هذه الواقعة فإن حجم الفساد بالصناديق الخاصة خطير وكان يتطلب رد فعل أكثر جدية ومسئولية من مجلس الشعب مشجعا لفضح هذا الفساد لامجبرا النائب الذي يحاول كشفه بالاعتذار.
❊❊ ماهو رد الفعل الذي كان من المفترض علي المجلس اتخاذه!
أن يطلب علي الفور تشكيل لجنة تقصي حقائق تضم خبراء وقضاة تكون مهمتها التفتيش في هذه الصناديق الخاصة وفتح ملفاتها ومعرفة المتورطين فيها والمنتفعين منها وبالتأكيد كان من السهل عليهم اكتشاف تورط بعض الوزراء الذين يحصلون علي مكافآت منها.
❊❊ من هم هؤلاء المسئولون؟
لا أستطيع تحديدهم الآن.. لكن لجنة تقصي الحقائق يمكنها بسهولة التوصل إليهم لو توفرت الإرادة والنية لكشف الفساد.. لكن المؤسف أن البرلمان لم يقدم علي هذه الخطوة الجادة.. وبدلا منها يؤثر المواقف الضعيفة التي تنال منه ومن أعضائه ويخسر بأدائه المصداقية والتأييد الشعبي له.. وبالطبع تنتهز الحكومة الفرصة للتهرب من المحاسبة والمساءلة وغلق أي باب يمكن أن يفتحه أحد لإثارة مثل هذه القضية الخطيرة.. وهي تدرك تماما أنها تلعب مباراة مع برلمان ضعيف الأداء والمستوي.. لذلك سرعان ما كشرت عن أنيابها واستجاب رئيس البرلمان الدكتور الكتاتني وكذلك رئيس الأغلبية حسين إبراهيم اللذان أسرعا بدفع بدر الدين لتقديم الاعتذار.
❊❊ لكن في إطار ما أطلقت عليه المباراة بين الحكومة والبرلمان لماذا لم يستغل مجلس الشعب هذا الملف الخطير لإدانة الحكومة خاصة في ظل إصراره علي إقالتها؟
لأنه برلمان يفتقد الخبرة والرؤية في التعامل مع مثل هذه القضايا الخطيرة ولايجيد اللعب بأوراق القوة التي بين يديه.. فالحكومة بلا شك متورطة في الصناديق الخاصة وأكبر دليل علي ذلك أنها لم تتخذ أي إجراء لفتح هذا الملف وتكشف حجم الأموال بالصناديق الخاصة وبدلا من ذلك تسرع الخطي للاقتراض من الخارج.. وتتجاهل تماما أن هذه الصناديق مثلا كانت جزءا من الأزمة الاقتصادية هي أيضا جزء مهم في حل هذه الأزمة.
❊❊ ربما تتعمد الحكومة ذلك فالكل يعلم أنها حكومة أقرب للثورة المضادة منها للثورة؟!
بالطبع فتعقيد الأزمة إحدي الوسائل المعروفة لنظام حكم مبارك والذي أدمن سياسة إدارة الأزمات المفتعلة.. علي نفس النهج تسير الحكومة الحالية تدخل الناس في أزمة الخبز ليخرجوا منها علي أزمة البنزين وتليها أزمة البوتاجاز وهلم جرا.. هي تفعل ذلك استمرارا لسياسة النظام السابق وليس في نيتها كشف ولامواجهة الفساد.. وهي تدرك أن هناك مسئولين كبار وؤرساء جامعات ورؤساء بنوك.. هي شبكة فساد ومصالح كما قلت لك.
❊❊ إلي أي مدي يستفيد أعضاء هذه الشبكة من الصناديق الخاصة؟
يختلف ذلك علي حجم ورصيد الصندوق.. والمعروف أن هذه الصناديق تختلف أرصدتها من مكان لآخر.. فالصناديق الخاصة برئاسة الجمهورية تختلف عن تلك الخاصة بوزارة الخارجية عن غيرها الخاصة بالبنوك والجامعات.
علي سبيل المثال يمكن القول إن جملة مايحصل عليه 05 شخصا فقط من قيادات البنوك الأربع الحكومية الرئيسية يصل إلي 002 مليون جنيه سنويا.. ويقدر قيمة ما يحصل عليه رؤساء البنوك علي 061 ألف جنيه شهريا.
أيضا يمكن تقدير ما يحصل عليه رئيس جامعة القاهرة من هذه الصناديق ب 052 ألف جنيه شهريا هذا إذا ما افترضنا أن هناك 05 صندوقا خاصا تابعا للجامعة ورصيد رئيس الجامعة من كل صندوق خمسة آلاف جنيه فقط وبالطبع بالرقم قابل للتضاعف!
❊❊ لجوء الحكومة إلي تثبيت العمالة في الصناديق الخاصة ألا يعد بابا للتحايل علي إبقاء هذه الصناديق؟
بالطبع وفي رأيي أن اتجاه الحكومة لذلك يعد غباء سياسيا ومؤامرة لتخريب البلاد.. فبدلا من كشف الفساد بتلك الصناديق تم تعيين الفلول وعصابات المحليات حتي وصل العدد لمائة ألف شخص والآن تسير الحكومة علي نفس نهج الحكومات السابقة وكل من هب ودب يعملون له عقود تعيين علي حساب الصناديق الخاصة بهدف تخريبها وحتي يصعب إغلاقها وكشف حجم الفساد فيها . ما يحدث يعد شكلا من أشكال التخريب والدمار المتعمد بالاقتصاد المصري.
❊❊ أمام هذه الجريمة هل تري أن الباب قد أوصد تماما أمام أي محاولة لكشف جريمة ما يحدث في الصناديق الخاصة؟!
لم يغلق الباب بعد .. ومن المؤكد أن النائب بدر الدين سيستمر لأ مصداقيته أصبحت علي المحك وأعتقد أنه سيستكمل مشواره لكشف الفساد ومن المؤكد أيضا أن الأيادي الشريفة ستمتد له بالمساعدة وسيتقدم كل من لديه وثائق سواء من الجهاز المركزي للمحاسبات أو من غيره لمساندته وفضح هذه الجريمة.. يجب أن نراهن علي أن حاجز الخوف قد انكسر تماما بعد الثورة وأن وعي الناس وإدراكهم لحجم الفساد سيدفعهم للتعاون علي كشفه. أيضا نحتاج إلي سن تشريع لإلغاء كل المواد الخاصة التي تسمح بانشاء الحسابات الخاصة وفي مقدمتها المادة 02 من قانون الموازنة العامة.
❊❊ إلي أي مدي يمكن أن تساهم حجم أرصدة الصناديق الخاصة في حل الأزمة الاقتصادية؟
هي جزء من الحل وليس وحدها أداة للحل.. وهي إحدي آليات حل الأزمة وستساهم بالطبع في جزء مهم لكننا نحتاج أيضا إلي آليات أخري إلي جانبها منها إعادة هيكلة الموازنة العامة وتطبيق الحد الأدني والأقصي.. وإعادة هيكلة الهيئات الاقتصادية للموازنة العامة وتطهير قطاع البنوك والبترول من قياداته الفاسدة.
❊❊ لماذا تأخرنا في التعامل مع ملف الصناديق الخاصة؟!
لعدم توافر الإرادة.. فأنا نبهت منذ أكثر من عام للفساد والتخريب وإهدار المال بهذه الصناديق لكن للأسف لم يستجب أحد لصوتي ولاغيري ممن تبنوا هذه القضية.. لم يستجب عصام شرف وفي رأيي أن صمته وسكوته علي هذه الجريمة يدفعنا للمطالبة بتقديمه للمحاكمة.. حتي لو لم يثبت تورطه بالفساد لكن يكفي أنه غض الطرف عنها وترك الفاسدين دون محاسبة.
أيضا لم يكن أداء الجنزوري أفضل حالا فهو يفتقد الرؤية والخبرة والإرادة السياسية.. وهو مجرد موظف حكومي تم تصعيده بوزارة التخطيط لايمتلك سوي عقلية متواضعة لاتؤهله لمواجهة أزمة وطن في مثل هذه اللحظة التاريخية.. مشكلة الجنزوري أنه لايتعامل سوي مع المذكرات التي يقدمها له وكلاء الوزراء فقط.. ومحدودية رؤيته تلك ومصادره في المعرفة هي سبب المشاكل التي نعاني منها والتي تتضح من ضعف الأداء الحكومي وفشله في مواجهة الأزمات.
❊❊ إنت تتفق إذن مع مطالبة الإخوان بإقالة حكومة الجنزوري؟
من اليوم الأول ونحن نطالب بذلك لكن للأسف آثر الإخوان اللهاث وراء مصالحهم الخاصة وتحقيق مكاسب محدودة وبحساباتهم الضيقة أثروا التمسك بالحكومة وغضوا الطرف عن مصالح الوطن العليا.
هذه البراجماتية جعلتهم يخرجون من حفرة ليقعوا في أخري أخطر منها.. المؤسف أن المجتمع هو من يدفع الثمن من أمنه باقتصاده.
❊❊ وهل تتوقع نجاح الإخوان الآن في إقالة الحكومة رغم أن المجلس العسكري سيحول دون ذلك في إطار المعركة الدائرة الآن بينهما؟
يجب أن ندرك أن المجلس العسكري طرف في المعادلة ولايشكل كل الأطراف.. معني ذلك لو أن هناك موقفا صلبا وواعيا ومدركا للمصلحة الوطنية وبعيدا عن التناحرات الحزبية فإنه من المؤكد سينجح في إقالة الحكومة ولايمكن لأي طرف مهما كانت قوته الوقوف أمام هذه الإرادة القوية فقط لو توفرت النية الصادقة.
والمهم أيضا أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة بمعايير الكفاءة وليست بمعايير تشكيل اللجنة التأسيسية التي يبرز فيها منطق المغالبة والاستئثار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.