يجب أن نصلح ما في أنفسنا ونضع مصلحة مصر في المقدمة من أجل أن نصل إلي التغيير المنشود.. إن معركة انتخابات الرئاسة القادمة ليست بالأمر الهين حيث إن منصب رئاسة الجمهورية في مصر بعد ثورة 25يناير ليس من أجل الوجاهة والزهو والرئيس القادم لمصر يتحتم عليه أن يرتفع إلي قدر المسئولية لأنه سوف يحمل أمانة كبري ويواجه تحديات ما أقصاها.. بهذه الكلمات بدأ عمرو موسي المرشح المحتمل للرئاسة حديثه أمام جمع من الشخصيات الهامة في ندوة أقامها مجلس الأعمال المصري الكندي برئاسة معتز رسلان والتي أدارها الإعلامي المعروف حافظ الميرازي.. واستكمل عمرو موسي حديثه قائلا: ونحن نجتمع في مناسبة هامة وهي الذكري الأولي لقيام ثورة 25يناير فإنني أتوقع وبرغم ما يعترض الفترة الحالية من توتر وقلق يشعر به الجميع بأن العام القادم ستكون مصر قد وضعت أقدامها علي طريق التقدم وأن مصر سوف تعبر كافة الصعاب وتبدأ الجمهورية الثانية التي تختلف جذريا عن الجمهورية الأولي والتي كان النظام بها ديكتاتوريا.. أما الجمهورية الثانية لمصر هي الجمهورية الديمقراطية التي سوف يعمها النشاط والانطلاق الرحب والتقدم والتنمية لأننا في مصر لا يمكن لنا أن نتراجع مرة أخري وعلينا واجبات جمة ومسئولية كبري في السنوات القادمة.. وأكد عمرو موسي أن ما تعرضت له مصر من مصاعب وفشل جميعنا مسئولون عنه ولابد أن نعمل سويا علي الانطلاق نحو الأمام.. فالرئيس القادم والبرلمان لابد أن يتم مد يد العون إليهما من كافة قوي المجتمع.. وأضاف موسي : في الخمسينات من القرن الماضي كان الحديث عن مشاكل مصر التي تنحصر في الفقر والجهل والمرض ولا يمكن وبعد مرور 60عاما أن تكون نفس هذه المشاكل بل وبنسبة أكبر هي نفس التحديات التي تواجهنا.. وأوضح موسي بأن انتقال السلطة إلي سلطة مدنية منتخبة سوف يعني الاستقرار ومع الاستقرار سوف تكون هناك فرصة متاحة لعمل اقتصادي مثمر لأن الجميع سواء في المنطقة العربية أو في أوروبا وكافة دول العالم علي استعداد لتمويل مشروعات التنمية في مصر ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان التحول بأسرع ما يمكن للدولة الجديدة المستقرة والبدء في إعادة بناء مصر.. فهناك ملفات كبيرة وكثيرة أمامنا في مجالات التعليم والصحة والصناعة والطاقة والتجارة ولابد أن نتشارك جميعا في العمل علي إنجازها.. وأوضح عمرو موسي بأن أخطر هذه الملفات هو ملف التعليم ولكنني أود أن أضيف إليه ملف بناء الإنسان المصري لقد حدث اهتزاز في الشخصية المصرية من ناحية الالتزام بأداء الوجب والالتزام بالقيم وبناء الإنسان لابد أن يكون موضوعا رئيسيا نهتم به لأنه لا يمكن بناء الدولة إلا علي أساس القيم.. هذه أمور علينا مواجهتها وبصفة خاصة ملف الإنسان المصري حتي يعود إنسانا يطلق طاقاته ويتحمل مسئولياته الكبري تجاه بلده وأسرته ونفسه.. إن إعادة بناء مصر ليست شعارا وإنما هو واجب وتكليف وهذه الأجندة تقوم علي أساس ثلاثة بنود رئيسية علي حد قول عمرو موسي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية وهي: أولا: الديمقراطية وهي ليست الصندوق الزجاجي فقط ولكنها تعني وكما أوضح موسي في حديثه الفصل بين السلطات واستقلال القضاء واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وتنفيذ أحكام القضاء كل هذه الأمور تسهم في بناء الديمقراطية.. ثانيا: فإن الموضوع الذي يتوازي مع الديمقراطية.. وكما أكد عليه عمرو موسي في حواره مع أعضاء مجلس الأعمال المصري الكندي هو الإصلاح الذي أضحي مسألة حياة أو موت وإذا لم نصلح فسوف نتراجع ونتدهور ومصر المحروسة لن تظل محروسة إلا من خلال العمل الجاد والنوايا الصادقة لأبناء شعبها.. أما فيما يتعلق بالنقطة الثالثة فهي تتعلق بالفساد وأشار موسي بأن الفساد له أسسه في القوانين المصرية خاصة تلك التي صدرت في السنوات الأخيرة عن طريق ترزية القوانين ولذلك لابد من إعادة النظر في عدد من القوانين لأن إصلاح الفساد يبدأ من القانون.. الانتهاء من صياغة الدستور هي مهمة ضرورية وأساسية وفيما يتعلق بهذا الأمر أشار عمرو موسي.. إلي أن معظم أبواب الدستور نمطية ونستطيع الانتهاء منها سريعا.. أما نقاط النقاش الحقيقة فهي ثلاث أو أربع نقاط.. إحدي هذه النقاط وأهمها تتعلق بسلطات رئيس الجمهورية وهل يصبح النظام رئاسيا أو برلمانيا أم مختلطا.. وأوضح موسي قائلا: وأود أن أؤكد بأن النظام الرئاسي لا يعني الدكتاتورية لأن الرئيس في الأنظمة الديمقراطية مسئول أمام الشعب والبرلمان.. والنقطة الأخري الهامة والمتعلقة بالدستور تتعلق بهوية الدولة وهذه مسألة تم بالفعل الاتفاق عليها بين الأزهر والكنيسة وهي التي تتعلق بالمادة الثانية من الدستور.. أما النقطة الثالثة والهامة تتعلق بوضع القوات المسلحة وهي التي لها دور رئيسي في الحياة المصرية وحماية مصر وبالتالي هي ركن هام من أركان بناء الدولة كمؤسسة من المؤسسات التي تشكل ركيزة من ركائز دعم الأمن القومي المصري. وأوضح موسي أن هذه النقاط هي الأمور التي سوف تحتاج إلي بعض الوقت في صياغتها ولكنها ليست صعبة علي العقول المصرية التي تتفهم طبيعة المرحلة الحالية.. وأكد عمرو موسي في حديثه أن نظام اللامركزية هو المفتاح الرئيسي لإدارة جيدة لمصر وأكد موسي أهمية اتسام السياسة الخارجية المصرية بالرصانة بما يتفق مع مكانة مصر ودورها الإقليمي والعالمي.. والرصانة تعني أن تكون بلدا يحترم تعهداته وفي نفس الوقت السعي جديا لحل قضية هامة كالقضية الفلسطينية لأنه لا يصح أن تظل هذه القضية بدون حل إلي ما لا نهاية.. وأوضح موسي بأن المرأة المصرية هي نصف المجتمع ودور المرأة لا يصح أن يهمل أو يتم التلاعب به.. فالمرأة المصرية التي ثارت ومارست دورا هاما في الحياة المصرية في أوائل القرن العشرين لا يمكن أن تعود للمنازل وإلي الوراء ويتراجع دورها في القرن الحادي والعشرين.. وفي نهاية حديثه قال موسي: بغض النظر عن توتر الوضع الحالي في مصر ولكن في النهاية أنا متفائل ولابد أن يتكاتف الجميع من أجل اختصار الوقت لكي نكمل بناء المؤسسات المصرية ونعمل علي أن نكون منتجين حتي يمكن أن نعيد مصر مرة أخري دولة قائدة ورائدة ولها ثقلها كما كانت دائما وأبدا..