كلنا نذكر الأزمة الشهيرة الخاصة بالقمر الصناعي إيجبت سات 1 الذي فقدناه في الفضاء فكان مثار سخرية الجميع ، لنعرف بعد ذلك أن الأرض لم تتسع لفساد النظام فامتد للفضاء ، البرنامج الفضائي تعثر بسبب فساد نظام مبارك وخاصة وزيره للتعليم العالي هاني هلال الذي أعاق برنامج الفضاء علي حد تعبير الدكتور علي صادق الرئيس السابق لمجلس إدارة برنامج الفضاء ، تفتح آخر ساعة هذا الملف. بداية يقول أبوالفضاء المصري الدكتور محمد بهي الدين عرجون مدير برنامج الفضاء المصري أستاذ هندسة الطيران والفضاء بجامعة القاهرة إن البرنامج المصري متوقف، وأن مهندسيه بدأوا في التسرب نتيجة ضعف الإمكانات، وقلة الرواتب. . ويذكر أن مصر لم تمتلك برنامجاً للفضاء حتي عام 1997 عندما شعرنا أننا تأخرنا. وأشار إلي أن برنامجنا الفضائي مجرد جزء من مشروعات وزارة البحث العلمي بالإضافة إلي أنه ليس مدعوماً بالقدر الكافي مثل الدول الأخري وبالتالي استمراره ليس مضموناً وأوضح عرجون أن مصر بدأت أول مشروع لقمر صناعي مصري إيجبت سات 1 في عام 2001، وتم إطلاقه في 17 من أبريل عام 2007 بالتعاون مع أوكرانيا.. ولفت مدير برنامج الفضاء المصري إلي أن أهمية برامج الفضاء تكمن في أهمية البحث العلمي عامة، فهي تغطي تكنولوجيات واسعة حيث تمثل ثلث أو نصف العلم واختتم كلامه قائلا: أعطونا فرصة ودعونا نقم بهذا المشروع حيث إن نسبة المشاركة المصرية في إيجبت سات 1 كانت من 15-20٪ أما إيجبت سات2 فستكون المشاركة المصرية 60٪ مضيفاً أنه كان من المقرر إطلاق القمر المصري الجديد عام 2012 ليلحقه عام 2017 قمر Dessert Sat. أما الدكتور علي صادق الرئيس الاسبق لمجلس إدارة برنامج الفضاء المصري بعد أن أبعده الدكتور هاني هلال وزير البحث العلمي السابق كيف تري مستقبل البرنامج الفضائي المصري بعد أزمته الشهيرة بفقدان القمر إيجبت سات1؟ أجاب القمر لم يفقد ولكن الاتصال به أصبح متعذرا. ويرجع ذلك بالدرجة الأولي إلي التغيير الذي أحدثه الدكتور هاني هلال بوضعه العديد من العراقيل التي أدت إلي فقد علماء الفضاء الأمل في المستقبل، وكثير منهم تم تدريبهم في أوكرانيا، وهو ما أدي إلي ترك العديد منهم العمل في البرنامج. كما تركته أنا. ولقد اتضح توجهه هذا منذ الأيام الأولي لتوليه الوزارة، ومن أبلغ الأمثلة التي تدل علي ذلك أنه عندما قابل أحد كبار علماء مشروع إيجبت سات1- وللعلم هو كان من زملائه السابقين في كلية الهندسة- قال له (هتفضحونا إمتي) مستهزئاً بالعاملين في مشروع القمر إيجبت سات1 ومتخذا موقفا عدائيا ومتعاليا ضدهم، ومبشرا بأن المشروع سوف ينهار لدرجة أن ذلك سيكون فضيحة لمصر وللبحث العلمي. وهو ما ترجمه بعد ذلك إلي قرارات ضد برنامج الفضاء والعاملين فيه. مواقفه كثيرة من بينها أنه قبل موعد إطلاق القمر إيجبت سات1 بشهرين قام من تلقاء نفسه ودون أن يرجع إلي مسؤولي برنامج الفضاء المصري بالتنازل عن صاروخ الإطلاق الذي اشترته مصر من ثلاث سنوات من روسيا إلي ألمانيا، والذي سوف يحمل القمر إيجبت سات1 إلي مداره في الفضاء، بحجة أنها تحتاج أن تطلق قمراً صناعياً لها علي وجه السرعة، وليس عندها صاروخ جاهز لإطلاق قمرها. أما الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك فقال إن أمريكا وإسرائيل وضعتا ملامح برنامج الفضاء المصري في عام 2000 مع رسم خطوط حمراء لا يتم تجاوزها، وكان هناك عدد من المحاذير والاعتراضات من جانب إسرائيل فيما يتعلق بتصويرالقمرالصناعي البحثي إيجبت سات 2 بالأشعة تحت الحمراء، وسبب التخوف أن هذه الأشعة يمكنها التعرف علي حركة الدبابات ليلا مما يمثل خطرا علي إسرائيل. وأضاف: هذا كله غير صحيح فالأقمار الصناعية المصرية قدرتها التميزية ضعيفة جدا تتراوح مابين 5 إلي 9 أمتار في حين ان برنامج مثل جوجل إيرث يعطي صورا قدرتها التمييزية قد تصل إلي 3 أمتار. علي الجانب الآخر أشار إلي أن الأقمار الصناعية الإسرائيلية متطورة جدا، القدرة التمييزية لها بالسنتيمتر فقد كانت تستعين بالخبرات الأمريكية ولكن بعد حرب أكتوبر علمت قيمة الأقمار الصناعية عندما حددت الأقمار الصناعية الأمريكية الثغرة بين الجيش الثاني والثالث الميداني أو ما يعرف بالثغرة . أما الآن فلديها الكوادر العلمية بدليل أنها تملك الأقمار الصناعية أفق1 إلي أفق 7 ويتم إطلاقها عن طريق الصاروخ أريحا .