احترت في أمر زميلي الذي أحبه ولا أحترمه.. هل هو من الثوار أو من الأحزاب التي ظهرت حديثا؟ أم هو من الإخوان أو السلفيين الذين يتصدرون المشهد الآن؟ أو من الأحزاب الكرتونية القديمة التي تغني علي أطلالها! أو هو حتي من الفلول أو من أعضاء حزب "الكنبة".. حزب الأغلبية المصرية الصامتة؟! وزادت حيرتي حينما بادرني هو بقوله: "أنا كنكة".. يعني عضو في حزب الكنكة.. وقبل أن أسأل.. قال: ألا تعرفه.. إنه أقدم حزب في مصر منذ الفراعنة وإلي أن تقوم الساعة.. أعضاؤه من المتلونين الوصوليين المنافقين الانتهازيين الذين يبيعون شرفهم ومبادئهم لمن يدفع حتي ولو كان المقابل ضئيلا وهم عبيد لصاحب السلطة أي سلطة ولا يثورون أبدا اللهم إلا للحفاظ علي وضعهم القائم؟! وهم في السياسة مثل: الماء لا طعم لهم ولا لون ولا رائحة وهم وفديون مرة وناصريون مرة وإخوان وسلفيون في مرات أخري ولا مانع عندهم من أن يكونوا أعضاء في مجلس الأمة أو هيئة التحرير أو الاتحاد القومي أو الاشتراكي أو مجلس الشعب أو أن يكونوا مع الرجل الكبير الذي لا يصيبه الخطأ أبدا أو مع ملف توريث ابنه البكر الذي يمشي بيننا: كواحد من الناس! وفي المؤسسات الحكومية والخاصة والعامة تجدهم بكثرة وفي الصحافة أعضاء كثيرون منهم وهم أنواع" نوع منهم يمشي بجوار الحيط وتثور الدنيا ولا تقعد وهو لا يتغير أبدا وبتحدث الكل عن آلامه وآلام الوطن ويتحدث هو عن بيته وأسرته وحكايات أم العيال التافهة التي لا تنتهي أبدا! ونوع آخر اختار التملق لكل رئيس والصعود علي أجساد الزملاء بدق الأسافين و.. الزنب، أما أخطر الأنواع فهم من كانوا ضد الثورة والثوار ثم امتطوا جواد الثورة بقدرة قادر فأصبحوا رؤساء تحرير ما قبل الثورة وما بعدها كمان! والغريب أنك عندما تسأل أحدهم: من أين جاء بكل هذه الموهبة في النفاق والتلون والتحول؟! يقول لك: أنا ثوري أكثر من الثوار.. ألم تذهب للميدان؟ ألم ترني هناك؟ وقبل أن تقول له: أين؟ يؤكد لك أنه كان هناك في كل لحظة.. وفي أشهر بقعة في الميدان.. بجوار كنتاكي؟! .. كنكة.. كنكة!!