جاء قرار تعيين مدحت البلتاجي مفوضا لإدارة المجلس القومي للرياضة بصفة مؤقتة حتي شهر مايو القادم 2012 بمثابة صدمة ومفاجأة غير سارة أو متوقعة للوسط الرياضي في مصر.. لأنه امتداد والوجه الآخر من حسن صقر حيث كان المخطط والمنفذ لسياسة الرياضة المصرية السنوات الماضية وتسببا في انهيار الرياضة ودخلا في العديد من الأزمات والدعاوي القضائية. فوجيء الوسط الرياضي المصري بقرار د. عصام شرف رئيس الوزراء المستقيل بإسناد مهمة ومسئولية إدارة الرياضة في مصر إلي مدحت البلتاجي المدير التنفيذي للمجلس القومي للرياضة بصفة مؤقتة حتي نهاية شهر مايو 2012 وهو قرار غريب وظروف إصداره أغرب وصياغته تدعو للدهشة.. فمن المعروف أن مدحت البلتاجي هو الذراع اليمني والمحرك الأساسي والرئيسي لحسن صقر رئيس المجلس القومي السابق وهو زميله في الملاعب والذي ولاه مسئولية المدير التنفيذي للجهاز الخطير.. وإذا كان الجميع اعترض علي حسن صقر وهاجموه واتهموه رسميا في بلاغات للأموال العامة والجهاز المركزي وغيرها من الأجهزة الرقابية.. وإذا كانت مئات المظاهرات والاحتجاجات والاعتراضات التي طالبت بإقالة صقر من منصبه وأجمع النقاد الرياضيون وخبراء الرياضة علي أنه أحد أهم أسباب فساد الرياضة في مصر السنوات الماضية.. ناهيك علي أن كل مؤهلاته هي أنه كان صديقا وشريكا وتابعا لرئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف ثم نجح في أن يكسب ود وحماية جمال مبارك وأحمد عز وعلاء مبارك وأصبح منفذا جيدا لأحلامهم وأوامرهم.. وخلط السياسة بالرياضة.. ورغم أن جميع أصدقائه وزملائه الآن في مزرعة طرة.. إلا أن صقر نجح في البقاء في منصبه دون سبب أو مبرر. والمعروف أن صقر ظل في مصادمات شرسة وقوية مع كل الأندية والاتحادات الرياضية وكسر اللوائح وحطم القوانين وتحدي الجميع وانهالت الدعاوي القضائية ضده والغريب أنه لم يكسب قضية واحدة من كل القضايا التي رفعت ضده والبركة في الشئون القانونية.. وبالطبع فإن مدحت البلتاجي كان المخطط والمنفذ والمحرك الرئيسي لكل قرارات صقر ويعتبر البوابة الرئيسية للدخول أو الخروج من جنة صقر.. ورغم ذلك أصدر د. عصام شرف قرارا بتولي مدحت البلتاجي المهمة الصعبة في الظروف الصعبة.. والأغرب أن القرار صدر عقب تقديم د. عصام شرف استقالته من رئاسة الحكومة وكلف بتسيير الأعمال لحين تولي وزارة جديدة يتم تشكيلها حاليا.. فما الداعي الملح والإصرار علي تولي البلتاجي المهمة بقرار عقب الاستقالة رغم أن المنصب شاغر منذ شهر أكتوبر ورفض المجلس العسكري ومجلس الوزراء رفضا منذ أيام الحاج البلتاجي استصدار قرار بأحقيته في التوقيع علي الشيكات المالية وبعدها بأيام وعقب استقالة الحكومة تم اسناد المهمة له في وقت يثير الريبة والدهشة والتعجب فإذا كان لم يصدر والوزارة قائمة فما العجلة لإصداره والوزارة مستقيلة.. كذلك ما الحكمة ألا يتم اختيار شخص آخر جديد له مؤهلات حقيقية وخبرة إدارية لتولي رئاسة المجلس القومي للرياضة وكانت العديد من الأسماء مطروحة طوال الفترة الماضية منها طاهر أبو زيد نجم الكرة السابق وخالد عبد العزيز عضو مجلس إدارة نادي الصيد.. ورشح البعض حازم إمام ونادر السيد والبعض ردد اللواء مصطفي كامل رئيس جهاز الرياضة العسكري الذي حقق طفرة رياضية للرياضة العسكرية ويمتاز بالحسم والخبرة الإدارية الكبيرة.. ولكن الجميع صدم بقرار تولي مدحت البلتاجي بصفة مؤقتة ولكن حتي شهر مايو .. وبالتالي سيبقي الوضع علي ماهو عليه وسينفذ نفس السياسة التي كان يتبعها وينفذها حسن صقر ومع نفس الأشخاص المقربين الذين فشلوا فشلا ذريعا في إدارة الرياضة المصرية طوال السنوات الماضية.. ولماذا لم يترك د. عصام شرف المنصب خاليا حتي تتولي الوزارة الجديدة المسئولية.. ربما كانت ستحول المجلس القومي إلي وزارة للشباب والرياضة أو حتي تختار شخصا قادرا علي إصدار تغيير وطفرة رياضية. من أولي المهام التي يتخذ فيها البلتاجي قرارا هي اعتماد ميزانية بعثة مصر المسافرة للاشتراك في الدورة العربية للألعاب بقطر.. وهي دورة كلها أهداف سياسية أكثر منها رياضية لأنها رسالة هامة للعالم الغربي أن أولميباد العرب قادرة علي زيادة الروابط والتقارب بين الأمة العربية. وعلمت آخر ساعة أن هناك حالة من التذمر والاستياء داخل العاملين بمبني ومديريات الرياضة بعد قرار تولي البلتاجي المسئولية وحذر عدد كبير من الناشطين الرياضيين من استمرار تدهور الرياضة وبدأوا في الدعوة إلي مظاهرة ووقفات احتجاجية ضد قرار التعيين.. وستسفر الأيام القادمة عن العديد من الأزمات في الوسط الرياضي.