فطبقا لآخر إحصائية صادرة عن مفوضية شئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في يونيو الماضي، فإن العالم يشهد الآن أعلي مستويات مسجلة للنزوح منذ إنشاء المفوضية وبدء تسجيلهم فيها حول العالم.. وطبقا للمفوضية فإن هناك 65.6 مليون شخص أجبروا علي الفرار من ديارهم وهو رقم لم يسبق له مثيل. ومن بين هؤلاء حوالي 21.3 مليون لاجئ أكثر من نصفهم دون سن ال 18 عاما، ويضاف لهؤلاء نحو 10 ملايين شخص من عديمي الجنسية، وقد حرموا من الحصول علي الجنسية والحقوق الأساسية مثل: التعليم والرعاية الصحية والعمل وحرية التنقل، وبلغة الأرقام أيضا: فإن هناك عالما ينزح فيه حوالي 34000 شخص قسرا في كل يوم نتيجة للصراعات أو الاضطهاد أي واحد من كل 113 شخصا من سكان العالم وللمفارقة فإن من بين كل هذه الأعداد لم يتم توطين أو إعادة توطين إلا نحو 189300 فقط في عام كامل! وحسب المفوضية.. فإن هؤلاء النازحين واللاجئين قسرا حول العالم يعيشون في: أفريقيا 30٪ منهم، الأميريكتان 16٪، وأوروبا 17٪، آسيا والمحيط الهادي 11٪ والشرق الأوسط وشمال أفريقيا 26٪. ونحو 5.5٪ فهم يأتون من 3 بلدان فقط هي: سوريا 2.5 مليون لاجئ، أفغانستان 2.5مليون ، جنوب السودان 1.4 مليون. أما البلدان الأكثر استضافة للاجئين حول العالم فهي: تركيا 2.9 مليون، باكستان 1.4 مليون، لبنان مليون لاجئ، إيران 980 ألفا، أوغندا 940 ألف لاجئ، أثيوبيا 790 ألف لاجئ. وبصورة تفصيلية فإن العديد من دول العالم شهد نزوحا هائلا لسكانها إما لخارج البلاد أو لداخلها في أماكن غير أماكنهم الأساسية هربا من اضطهاد أو حرب أو قصف أو نقص موارد، فعلي سبيل المثال لا الحصر: اضطر مايقرب من 600 ألف شخص عراقي إلي النزوح داخل بلدهم وبنهاية العام وصل عدد اللاجئين والنازحين منهم إلي رقم 4.20 مليون شخص بمن فيهم النازحون داخليا واللاجئون وطالبو اللجوء السياسي في دول أبرزها، أمريكا وأوروبا وبعض بلدان آسيا. وفي سوريا: أجبرت ست سنوات ويزيد من الصراع في البلاد نحو 12 مليون سوري علي النزوح، ليفوق الرقم أعداد النازحين من أي جنسية أخري ومن بين هذا الرقم هناك فقط 5 ملايين لاجئ مسجل داخل المنطقة العربية وحدها. وتسبب الصراع في اليمن: لنزوح نحو 2.1 مليون شخص، وللمفارقة فقد استقبل اليمن المأزوم بالحرب مئات الآلاف من لاجئين آخرين جاءوا إليه من بلدان القرن الأفريقي هربا من الحرب والمجاعة وقلة الفرص! وفي أفغانستان: هناك نحو 2.5 مليون لاجئ هاربين خارج البلاد.. يمثلون المرتبة الثالثة بعد اللاجئين السوريين، وفي المرتبة الثانية يأتي اللاجئون الفلسطينيون الذين يمثلون نحو 5.3 مليون لاجئ، ويمثل لاجئو الروهينجا المرتبة الثامنة بين البلدان الأكثر إفرازا للاجئين حيث وصل عدد اللاجئين منها إلي 490 ألفا في شهور قليلة أما في الصومال فقد اضطر نحو 2.6 مليون للنزوح منها بعد عقود من الصراع والحرب. وفي جنوب السودان: تفاقمت أزمة النزوح ومثلت النسبة الأسرع نموا في العالم والأكثر في أفريقيا بنحو 3.3 مليون اضطروا للفرار من ديارهم. ولم يكن الحال مختلفا في بلد مثل نيجيريا: التي أدي فيها العنف وانتهاك الحقوق في شمال شرق البلاد، والحرب المشتعلة منذ عقود بين القوات الحكومية وبوكوحرام المتطرفة، إلي نزوح 2.2 مليون شخص لداخل البلاد إضافة لنحو 230000 لاجئ نيجيري في بلدان مجاورة أبرزها: الكاميرون وتشاد والنيجر. • وفي بلدان أفريقية أخري.. لم يكن الحال أفضل ففي بوروندي والكونجو الديمقراطية وأفريقيا الوسطي.. أجبر العنف وانعدام الاستقرار السياسي.. إلي نزوح نحو ثلاثة أرباع المليون شخص، لتلك الدول ما بين لاجئ محلي أو قادم من دول مجاورة، أو هارب لخارج البلاد في أوروبا عبر قوارب الموت وعن طريق المهربين عبر الصحراء الأفريقية الكبري. ولم يقتصر الأمر عند تلك البلدان.. فقد امتد إلي أمريكاالجنوبية لدول ثلاثة هي: جواتيمالا والسفادور وهندوراس، التي اعتبر فيها عنف العصابات والجماعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة، إضافة لعصابات المخدرات خاصة في كولومبيا، السبب الرئيسي للكثير من طلبات اللجوء السياسي المعلقة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والمكسيك، والتي يقدر عددها بنحو 545.300طلب، أي بزيادة تعادل 27ضعفا لعدد الطلبات في السنة قبل الماضية. نفس التقرير يعود ليقول لك.. إن البلدان الأكثر استضافة للاجئين حول العالم، تضم قائمة أبرزها: تركيا التي استضافت أكثر عدد من اللاجئين حول العالم للسنة الثالثة علي التوالي، إضافة لدول مثل: أوكرانيا التي استضافت لاجئين، وصدرت لاجئين آخرين من البلاد نتيجة للقتال في شرقها ونزوح نحو 1.8مليون أوكراني بسبب ذلك.. وتأتي ألمانيا: بنحو ثلاثة أرباع المليون لاجئ، قامت باستضافتهم أغلبهم من السوريين والأفغان والعراقيين، وهناك من بين هؤلاء واحد من كل عشرين طلبا تقدم به طفل غير مصحوب أو منفصل عن ذويه، الذين ذهبوا كضحايا في الحرب.. وفي إيطاليا: هناك نحو 180 ألف لاجئ جاءوا إليها بحرا عن طريق ليبيا، وفي الرحلة للجوء إليها فقد شخص واحد حياته أثناء عبوره البحر المتوسط مقابل كل 40 شخصا نجوا وتمكنوا من الوصول للساحل الإيطالي. وفي بلدان مثل: كنداوأمريكا.. استقبلت أمريكا نحو 97 ألفا من اللاجئين، الذين أعيد توطينهم إليها، أي نحو 51٪ من المجموع العالمي للاجئين الذين أعيد توطينهم بالنقل.. أما في كندا التي استقبلت نحو 46 ألف لاجئ، فدخل أكثر من ثلثهم في برنامج الكفالات الخاصة الوطني.