ظهر في الآونة الأخيرة عدد من الحملات التي تطالب بترشيح شخصيات عدة لمنصب رئيس الجمهورية لكنها تختلف تماما مع الأهداف التي قامت من أجلها ثورة 25يناير. ولعل أغربها تلك التي انطلقت لترشيح المشير طنطاوي رئيسا وهو ما يتعارض مع حلم الدولة المدنية التي دعت إليها الثورة، وحملة أخري طرحت اسم اللواء عمر سليمان أحد أكبر رموز النظام السابق وحملة تدعم ترشيح الفريق أحمد شفيق الذي علق عليها البرادعي قائلا إذا كان الفريق أحمد شفيق سيترشّح للرئاسة بعد الثورة، فمن الأحري أن نستخرج شهادة وفاة للثورة أيضاً! استعرضنا آراء القائمين علي هذه الحملات لنعرف دوافعهم.. كانت البداية مع حملة المشير حسين طنطاوي رئيسا للجمهوية حيث طالب محمود عطية المنسق العام لحملة ترشيح المشير رئيسا المجلس العسكري بترشيح المشير أو أحد القيادات العسكرية لرئاسة الجمهورية، وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده بمنطقة الظاهر تحت عنوان (نعم للعسكرية بفكر الدولة المدنية) أنه إذا رفض المجلس هذا الطلب فنؤيد ترشيح أي شخصية ذات طابع عسكري. وقال عطية في بيان أصدرته الحملة عقب المؤتمر، إن أعضاء الحملة لا يرفضون الحكم المدني أو أن يكون الرئيس القادم لمصر مدنيا، ولكنهم يطمئنون أكثر إلي ترشيح أحد القيادات العسكرية في هذه المرحلة وأضاف أننا لا نخشي وصول المؤسسة العسكرية للحكم لفترة انتقالية واحدة لأنهم من وجهة نظرنا الأجدر علي العبور بنا خلال هذه المرحلة وهذا لا ينقص من تقديرنا واحترامنا لأي مرشح آخر. وأوضح عطية أن حملته تؤيد الدولة المدنية بالانتخاب الحر المباشر الذي لا يمنع ولا يميز بين المصريين. ونوه المنسق العام لحملة ترشيح المشير رئيسا إلي أن أعضاء حملته لا يسعون لنفاق المجلس العسكري ولا غيره ولو كنا نسعي لذلك ما جهرنا برأينا ليستعدي علينا البعض من المنادين بالحرية والديمقراطية، ويتهموننا زورا بأننا متآمرون ونريد الوقيعة بين الجيش والشعب. واستنكر عطية مهاجمة بعض السياسيين والإعلاميين لحملته قائلا: ما ينفعش خروج المؤسسة العسكرية من العمل السياسي في هذا الوقت. ونأتي بعد ذلك لحملة (عمر سليمان رمزا للأمن والاستقرار) لدعم اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، للترشح للرئاسة حيث أوضح اللواء سعد العباسي لواء أركان حرب سابق مدشن الحملة، أنه تحدث مع سليمان وأطلعه علي تفاصيل الحملة والأسباب التي علي أساسها جمع نحو 6 آلاف عضو بالحملة حتي الآن لتأييد سليمان، وكشف العباسي أن سليمان وعده بالتفاعل المباشر مع الحملة، ولكنه ألمح إلي عدم الظهور حاليا لحين تحديد ملامح قانون انتخابات الرئاسة المقبل، ووعد سليمان بلقاء خاص مع أعضاء الحملة قريبا لإطلاعه بآخر التطورات. وأضاف العباسي في أول تجمع للحملة أن عمر سليمان هو الأجدر لرئاسة مصر وحمايتها وأنه سيترشح في حال اتخاذ قرار نهائي لفترة رئاسية واحدة فقط، ولن يطمع في الكرسي كما فعل الرئيس السابق، مضيفا أنه الأنسب للرئاسة وسط كل الأسماء المطروحة، معتبرا أن عمل سليمان في مناصب عليا بالنظام السابق لا يعني انتماءه له، مستشهدا بتصريحات سليمان الأخيرة بشأن تحميله الرئيس السابق ووزير داخليته تهمة قتل المتظاهرين، خير دليل علي عدم انتمائه للنظام السابق، وأنه صاحب كلمة حق، داعيا إلي النظر إلي شخص سليمان وليس علي أنه جزء من النظام. واعتبر العباسي الأحزاب التي وصفها بالكارتونية بأنها ركبت الموجة تحت مظلة الثورة لم يعل صوتها إلا بعد أن دفع الشباب أرواحهم ثمنا للحرية والعدالة الاجتماعية، واتهمها بأنها خطفت ثورة الشباب، وطالبها بأن تبتعد عن الساحة وتترك المجال أمام من قادوا الثورة الحقيقيين الذين لديهم القدرة علي الحفاظ علي البلد وحمايتها. ومن جانبها أوضحت ياسمين أحمد، أحد المؤسسين للحملة أن حملة تأييد عمر سليمان لرئاسة الجمهورية بدأت بتاريخ 14فبراير، أي بعد ثلاثة أيام فقط من تنحي الرئيس السابق، حيث تم إنشاء صفحة علي الفيس بوك وموقع كامل خاص بالحملة، بالإضافة إلي إنشاء منتدي للتفاعل بين أفراد الحملة والمواطنين وقناة علي اليوتيوب ولجان استشارية، مضيفة أن الحملة ستمتد عبر لجان بكل محافظة لعقد ندوات بشكل دوري واستقبال الأعضاء حتي تتحقق رؤية الحملة وأعضائها وهي جلوس سليمان علي مقعد رئاسة الجمهورية وحصول برنامجه الانتخابي علي أعلي تقدير وتقييم من الشعب والمثقفين. أما بالنسبة للمجموعات التي تأسست لدعم الفريق أحمد شفيق فكان بعضها خلال تولي شفيق رئاسة الوزراء والأخري عقب تقديم استقالته. تحظي هذه المجموعات بقبول الآلاف من الشباب الذين انضموا اليها مثل (حملة دعم الفريق أحمد شفيق رئيس لمصر) ومجموعة (نعم للفريق أحمد شفيق) ومجموعة (نطالب الفريق أحمد شفيق بالترشح لانتخابات الرئاسة).. و(آسفين يا سيادة الفريق أنت من أفضل الرجال في مصر) و"معاً لجعل الفريق أحمد شفيق يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية" مع العلم بأن أعداد أعضاء المجموعات في ازدياد . ويحاول مسؤولو المجموعات المختلفة التنسيق فيما بينهم من أجل دعم الفريق شفيق حيث قاموا بتأسيس صفحة بعنوان الصفحة الموحدة لدعم الفريق أحمد شفيق لرئاسة الجمهورية 2011.. لتكون هذه الصفحة هي المتحدث الرسمي باسم ترشح شفيق لانتخابات الرئاسة. وقال عبدالله دياب مؤسس صفحة معا لترشيح الفريق أحمد شفيق رئيسا أنه رشح شفيق نظرا لخبرته الطويلة في العمل كوزير مؤكدا علي أنه كان من أنجح الوزراء في مصر ولم تظهر أي أخطاء في وزارته. وأوضح دياب الذي يدرس في كلية طب الأسنان أن الفريق شفيق نجح في تطوير وزارة الطيران وجدد مطارات مصر، والجميع في وزارة الطيران يشهد له بالكفاءة في وزارته التي نجح في تطويرها وتحقيق أرباح لها بصورة كبيرة. ولفت إلي أن الشباب في الوقت الحالي يقومون بتجميع أنفسهم من خلال صفحة واحدة تم تأسيسها لجمع جميع مؤيدي ومحبي شفيق مؤكدا علي أنهم سيجمعون أنفسهم في البداية قبل أن يبدأوا في الحوار معه. وأضاف أن شفيق بخبرته الكبيرة قادر علي إخراج مصر من أزماتها الحالية وأنه أفضل الأسماء المطروحة علي الساحة للترشح إلي هذا المنصب الرفيع مؤكدا أن شفيق ظلم ولم يأخذ حقه.