أنعشني خبر.. دعوة لإنشاء فضائية بالاكتتاب الشعبي علي طريقة طلعت حرب.. ياقوي علي كل قوي.. فالمصري لا يغلبه غلاب.. يغزل بأكثر من رجل وساعد وعقل يخرج من طيات اليأس ألف طاقة نور.. ولكن.. أفزعني الخبر.. تحويل مايكل نبيل لمستشفي (المجانين) للتأكد من سلامة قواه العقلية بعد اتهامه بالإساءة للمؤسسة العسكرية أو التحرش بالأديان السماوية.. ينفع كده؟ تاني ياحكومة.. ياسلطة.. يا أمن دولة.. يافلول..؟ ساذج من يتصور أن المصريين سيدخلون الجحور ويمشون جنب (الحيط) مرة أخري.. منكر للواقع.. وواهم.. يعيش أحلام يقظة (مباركية) من لم يقرأ تغير (المصري) بعد الثورة وقدرته علي مقاومة كل أنواع الغدر والنذالة بتوليفة مصرية أصيلة استوعبت غزاة وهضمتهم ثم لفظتهم خارج رحمها وشرفها وأرضها في الوقت المناسب. ولكن هل يقرأ (الحكام) الجدد.. المؤقتون بحكم الثورة والإعلان الدستوري.. وواقع ثورة قامت ولن تنهار مهما فعلوا بها الأفاعيل.. فكل الرسائل والإشارات التي يرسلها كل أطياف الشعب الذين يطالبون بالعدل الاجتماعي والأمن اليومي والأمل السياسي لم تصل.. وبأن دوام هذا الحال المؤقت لا يمكن أن يستمر وأن علي الدولة ومؤسساتها أن تعمل علي حماية دعائم الدولة علي أساس (صح) الظاهر للأسف لا أحد يقرأ أو للأسف أيضا لا أحد يفهم أو ربما لا يريد أن يفهم.. بئس المستشارين.. وبئس الشياطين.. الذين يتصورون بأن الشعب لن يصبر طويلا علي (قلة الرزق) وقلة الأمان ومن ثم سوف يستسلم سريعا سريعا.. لمن يحقق له الأمان ولو علي حساب كرامته.. ولكن المفاجأة.. أنه رغم كل ما وضع في طريقه من عراقيل (لكعبلته) وقرارات لتيئيسه فإنه سرعان ما يستفيق من هول الضربات غير المتوقعة من الذين وثقنا فيهم (بسذاجة سياسية نحسد عليها ونعمل العقل المصري الذي لم ينجح أحد علي القضاء عليه تماما ويخرج من كهوفه حلولا غير تقليدية تحارب كل أنواع طيور الظلام. وإليكم أجمل تخريجة مصرية بعد الهجوم علي حرية الإعلام وقفل المحطات الفضائية وترهيب الإعلاميين بالتحقيق معهم في النيابات العسكرية.. ومصادرة بعض أعداد من الصحف المستقلة.. وغدر أصحاب المحطات بمذيعيهم ربما لهم العذر في الخوف علي رأس مالهم أو عدم الرغبة في تحدي المجلس العسكري ومن ثم استسلموا إلي الأوامر المشددة بعدم استضافة بعض الشخصيات (المعينة) المشهور عنها صلابتها وشجاعتها في مواجهة أعتي السلطات دفاعا عن مطالب الثورة.. أو لفت نظر (الناس) إلي خطايا الحكام الجدد.. أو عدم تيؤسهم مما يرونه أمامهم في كسر نفس الثوار.. بأن يشعروهم بأن المقاومة المستمرة للثورة المضادة.. وقرارات الحكام الجدد هي جزء من رحلة الثورة المستمرة للوصول ببر مصر إلي ما قامت من أجله الثورة حرية.. عدالة اجتماعية.. ديمقراطية.. ❊ ❊ ❊ كانت الدعوة إلي الاكتتاب العام من أموال المصريين بجد لشراء الأسهم حتي لا تعود مرة أخري لسيطرة رأس المال علي الإعلام بشرة خير وطاقة أمل للناس جميعا وأعني أن نملك أمرنا في أن نسيطر علي حقنا في المعرفة وفي إعلام (جاد) لا يضحك علينا ولا يكذب ولا يدعو إلي فتنة طائفية ولا ينظر للحكام أيا كان نوعهم علي أنهم آلهة ولا يبرر سوء استخدامهم للسلطة.. إنما ينبههم ويحذرهم ويوصل لهم رأي الشارع بجد وأن يكون مرآة للرأي العام المصري.. ويعرف بقدراته علي حماية طلباته.. إذن خابت كل المؤامرات لتيئيس المصريين. فالحلول غير التقليدية هي ولادة طبيعية لرجال الثورة.. ووقوف كثير من الإعلاميين إلي جانب الموقف المشرف للإعلامي الراقي يسري فودة وبجانب كثير.. كثير.. من المشاهدين القادرين علي فرز الإعلام المحترم.. الصادق من الموجه المبرر للسلطة أي سلطة وأيا كان الذي يجلس علي كرسي الحكم.. لذلك.. كان رد الفعل.. هو محاولة حماية حرية المعرفة.. بأيدي مصريين باكتتاب المستوحي من موقف رجل الاقتصاد الشريف الوطني طلعت حرب.. (ألم أقل لكم.. يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) أجد تلك الآية الكريمة.. تطل عليّ في كل موقف متأزم لتشعرني بالأمان بأن الله معنا ومع كل صاحب حق.. علي شرط أن نسعي أن نعمل عقولنا ألا نيأس وكانت تلك الدعوة التي تدعو كل الناس أن يشاركوا في إنشاء إعلام يخصهم باكتتاب. بعشرة جنيهات: تضمن لك بضاعة جيدة.. تري ثمارها أمام عينيك.. تمدك بالحقائق وتصل بصوتك لأكبر عدد من الناس.. إذن فشلت خطتهم للسيطرة علي الإعلام.. والفكرة من الأساس (مضحكة) ففي عصر الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات وFace book لا يمكن أن تخبئ الحقيقة.. تستطيع بسهولة فضح السذج والذين يتصورون.. أن ما مضي.. ممكن أن يعود.. ألم يتعلموا شيئا من عصر مبارك الرهيب وعصاه الأمنية وممارسات أمن الدولة التي تخجل منها ممارسات العصور الوسطي؟ فلم ينجحوا في ترويضنا؟ ألم يتعلموا شيئا مما حدث مع القذافي؟ المخلول؟! ليدرسوا نهايته.. وحكمته سبحانه وتعالي.. سلط عليه عقله لينتهي تلك النهاية المأساوية.. المعبرة عن صفة الله الجميل.. القوي.. المنتقم.. والمفرحة للشعوب المقهورة.. وسر في أذنك!! لقد شعرت بالغيرة حقا منهم.. خلصوا الموضوع في رصاصتين له ولابنه ووزير دفاعه.. والباقي سيدخلون الجحور.. فمنهم من سيعزل من سيشنق من سيسجن.. ويبدأ العهد الجديد.. علي نظافة. ونحن ماذا فعلت بنا طيبة قلبنا!! ماذا فعلت بنا سذاجتنا السياسية؟ ولكن ملحوقة.. ويموت المعلم.. ويتعلم. ❊ ❊ ❊ ولكن.. يأتي.. خبر تحويل (مايكل نبيل) إلي مستشفي العباسية.. كلطمة قوية جعلتني أضرب علي صدري كنساء العشوائيات.. وأقول.. يالهوي.. يامصيبتي.. لهذه الدرجة وصل الاستهانة بالثورة وثوارها.. أنعود لأبشع الأزمنة.. حيث كان يخيل للحكام إن من يعارضونهم لابد أن يكونوا مختلين بجد!! وأن الموضوع ليس انتقاما وترهيب من يفكر في تحديهم فيكونون عبرة حتي يدخل الشعب إلي الحرملك.. ولكن أتصور أنهم تصوروا في قمة خيلائهم وغرورهم.. وشعورهم بأنهم يملكون الأرض وما عليها وأنهم فوق الحساب وأن الله أستغفره وأتوب إليه ليس موجودا.. وإلا لماذا لم يخشوا من يوم حسابه ومن انتقامه منهم وجعلهم آية للعالمين؟ ولكن أن يحدث ذلك دون أن تعلن رسميا شهادة وفاة الثورة وتحويل نساء الثورة إلي جواري تباع وتشتري في سوق النخاسة الصحراوية.. فأمر يدعو.. فعلا.. إلي استشارة طبيب أمراض نفسية لمعرفة.. كيف تفتق أذهان مستشاري السوء علي هذا القرار (المجنون)؟ ولكن لأن مصر الثورة والمصريين الشرفاء بجد.. الذين وثقوا أن عصر الخوف والجبن قد انتهي بالنسبة لعدد لا يستهان به من أبناء مصر المحروسة.. فلقد وقفوا جميعا وليس بسمة عبدالعزيز فقط.. أطباء الشرف ضد تلك الممارسات وحفاظا علي سمعة المستشفي من استخدامها في ترويع الناشطين.. وقال.. د.أحمد حسين مدير إدارة حقوق المرضي.. بالأمانة العامة للصحة النفسية.. إن إحالة الناشطين وأصحاب قضايا الرأي إلي مستشفيات الصحة النفسية بدعوي تقييم قواهم العقلية... قد يعيد إلي الأذهان الحقبات المظلمة من تاريخ الإنسانية.. سامعين؟ هل يمكن أن يتصور أحد مهما كان أننا نعيش الآن بعد الثورة حقبة مظلمة من تاريخ الإنسانية!! يامثبت العقل والدين.. يارب.. ❊ ❊ ❊ ولأن الأمر بالأمر يذكر.. فإن سيناريو خطف النشطاء وسجنهم في أماكن مجهولة واستجوابهم من جهات يقال عنها سيادية أو عند أهل المصحصحين اللهو الخفي ثم إنكار الداخلية أن ليس لها أي دخل مما حصل... السيناريو خائب لم يفلح قبل الثورة.. فلماذا يتصورون أنه سيفلح بعدها؟ إيه الخيابة دي؟ لقد قام الناس بالثورة وأقبية أمن الدولة ملئية بأجساد المصريين الذين عذبوا عذابا لا يوصف.. وألقوا في المعتقلات بالعشرين سنة وأكثر وتم القضاء تماما علي مستقبلهم.. وأزيلت أسر بأكملها من الوجود.. ومع ذلك انتفض الناس وقاموا بالثورة.. ألا يعلمكم هذا شيئا علي الإطلاق؟ حكمنا بقانون الطوارئ 30 سنة ومع ذلك قام الناس بعد صبر أيوب.. ليقولوا للمجرمين (كنوا) ولكن للأسف لم يعدموهم وهم الذين يستحقون الإعدام ألف مرة بما فعلوه بأجيال وراء أجيال.. فلماذا يتصورون بعد كسر جدار الخوف ودفع ضريبة الدم.. أن الناس سوف تخاف من خطف ناشط وترهيبه أو تحويل الثوار إلي محاكم عسكرية.. أو تجويع الشعب بالبطالة.. أو ترهيبه بحجج الأمن علي حياته وعلي حياة أولاده.. سيجعلهم يعودون إلي (ظل الحيط).. ياسادة.. يامحترمين.. إن تلك الممارسات تدفع بقوة إلي ثورة ليست سلمية أتريدونها؟ وتحققوا مقولة (ناس كثيرين) أنهم ندموا علي تلك السلمية وأنهم لو حاربوا مثل الليبيين.. لما وصل بنا الحال.. بأن نشحت.. مطالب الثورة.. وفعلا كان الأستاذ هيكل علي حق.. لا توجد ثورة.. لا يحكم من قاموا بها.. وكان خطؤها أنها تركت الميدان وكان خطؤها أنها لم تشكل (مجلس قيادة الثورة.. الشعبية) ليشاركوا المجلس في إدارة البلاد.. فرفقا أيها الوطنيون ومن تضعون في أيديكم كل قوة السلطة التنفيذية والتشريعية.. فالبلاد في خطر (من قراراتكم) فلا تدفعوا البلاد باختياراتكم السيئة للمستشارين والمنفذين.. إلي حافة الحرب الأهلية.. فمصر مليئة بملايين الوطنيين في كل المجالات.. مفكرون.. سياسيون.. اقتصاديون.. علماء اجتماع وأهل الخبرة من فقهاء وسطيين يستطيعون أن يعيدوا البلد إلي بر الأمان إذا توفرت الإرادة السياسية فهل توفرونها.. يرحمكم الله..