فشل فريق الأهلي في حسم موقعة كازابلانكا لصالحه.. وخسر الفريق الأحمر بطولة كانت شبه مضمونة بعد مشوار من التعب والمواجهات الصعبة ابتعد الأهلي عن منصة التتويج بعد اللقاء الذي تعادل فيه الفريق مع الوداد ببرج العرب ومعه اقترب الفريق المغربي من الكأس، تجمعت مجموعة ضخمة من الأسباب التي أدت إلي الهزيمة في لقاء العودة وفقدان كأس البطولة المحببة إلي عشاق الفانلة الحمراء. وسيطرت مجموعة من المبررات الواهية التي ساقها بعض مسئولي القلعة الحمراء لهزيمة الفريق وعدم تمكنه من إحراز اللقب ومن قبل حسم بطولات ومواقف أصعب منها بالروح المعنوية العالية التي كان عليها اللاعبون وقتها والتي كانت من أهم سمات الفريق سواء في المباريات المحلية أو العربية أو الأفريقية، وانخفاض الروح المعنوية كانت علي رأس الأسباب التي أدت إلي عدم التركيز وعدم الاتفاق في المواقف الصعبة أمام مرمي الخصم، واهتزاز الرغبة في تحقيق الفوز والخوف والرهبة من الموقف الذي واجهه اللاعبون في الملعب وذلك علي عكس ما كان يحدث من نجوم الأهلي من قبل وتجيء إشارات وإيحاءات البدري مع بداية المباراة إلي حكم المباراة بكاري جاساما بأنه غير عادل ولايحكم بالعدل بين الفريقين وأن قرارات ظالمة تصب في صالح الفريق المغربي، كل هذه التلميحات تشبعت بها نفوس لاعبي الأهلي أثناء المباراة وبات لديهم المبرر القوي لأي نتيجة سلبية بأن الحكم ضدهم من أول المباراة، وكرر البدري هذه الإشارات مع كل كرة يتم احتسابها ضد لاعبيه.. والهزيمة جاءت أيضا بسبب الحالة "الفنية" غير الموفقة لمعظم اللاعبين الذين كانوا خارج الخدمة بالفعل باستثناء لاعب أو اثنين علي الأكثر وانخفضت الإمكانات الفنية للاعبين بسبب حالة الإرهاق الذهني والبدني التي يعاني منها أغلب النجوم المصريين خاصة لاعبي الأهلي الذين يعانون من تلاحم المواسم الكروية وكثرة المشاركة في البطولات المختلفة، ومازال تأثير المشاركة في البطولة العربية للأندية واضحا علي اللاعبين الذين وقتها كانوا في أشد الحاجة للحصول علي راحة سلبية بعيدا عن كرة القدم والشد العصبي والنفسي الذي يلازمها!!. هزيمة الأهلي جاءت أيضا بسبب حالة التشبع التي أحاطت بمعظم اللاعبين خاصة النجوم الذين وصلوا إلي كأس العالم وكأنهم وصلوا إلي أقصي درجات النجاح ومايجيء بعد ذلك فهو يجيء في المرتبة الثانية.. والجماهير قد شاهدت لاعبا مثل عبدالله السعيد نجم الأهلي والمنتخب وهو غير قادر علي الحركة في أوقات كثيرة وليس لديه الرغبة في بذل مزيد من الجهد من أجل تحقيق اللقب الأفريقي رغم كفاءته وقدرته علي العطاء.. حالات الغياب عن الفريق بسبب الإصابات مثل حسام عاشور وعلي معلول وصالح جمعة وكل منهم له دور مميز في الأداء والحركة مع الأهلي وللأول والثاني الخبرة الكافية والكاملة في المباريات الأفريقية والمواقف الصعبة وتأثر الأهلي بغيابهما كثيرا لدرجة أن الفريق لم يرسل أي كرة عرضية من الناحية اليسري طوال الشوط الأول علي الأقل مما أثر علي الحالة الهجومية العقيمة للفريق. وتسببت حالة "التوهان" التي ظهر عليها لاعبو الأهلي في خط هجومه في إهدار الفرص السهلة الواحدة تلو الأخري ولم يعان أي لاعب من ضياع هذه الفرص للتركيز فيما هو آت ولكن بقي اللاعبون علي ذات الطريقة والاستهتار واللامبالاة مع الكرات السهلة التي لاحت للمهاجمين ولاعبي خط الوسط للتسجيل.. وقد ازداد موقف اللاعب المغربي غموضا فمازال آزارو يمثل علامة استفهام بمشاركته في كل المباريات رغم إضاعته للأهداف السهلة!!. أما من ناحية إدارة المباراتين ذاتهما فقد تبين ووضح أن المدرب المغربي درس فريق الأهلي جيدا واستطاع ربط مفاتيحه والسيطرة عليها ودعوة لاعبيه بعدم الفلسفة الزائدة أمام لاعبي الأهلي الأكثر خبرة وقوة لذا وقع الأهلي في العديد من الأخطاء خلال لقاء برج العرب وزادت أخطائه في لقاء كازابلانكا، والغريب أن أخطاء المدافعين هي نفس أخطاء مدافعي الفريق الوطني في المباريات الدولية الودية والرسمية وذلك بعدم التعامل بكفاءة وقوة وإتقان مع الكرات العرضية في منطقة المرمي.. وقد ظهرت حالات استبعاد عديدة بين لاعبي الفريق وجهازهم الفني بسبب الظلم التحكيمي وهو مادعا حسام البدري المدير الفني للأهلي بالتنبيه علي كل اللاعبين بعدم التحدث عن الحكام حتي لايتعرض أي منهم لعقوبات وأن عليهم الاستعداد مجددا لما هو قادم ويقصد تفرغ اللاعبين الدوليين لمعسكر المنتخب الاول استعدادا للقاء غانا في تصفيات كأس العالم في الجولة الأخيرة، وطلب من اللاعبين التركيز خلال المرحلة القادمة لاستكمال مباريات الدوري والدخول في معمعة المنافسة الحقيقية علي البطولة مؤكدا أن كل لاعب من وجهة نظره قد أدي ماعليه تماما خلال المباراتين القوميتين أمام الوداد المغربي في نهائي كأس أفريقيا، وكان البدري قد توجه من المغرب إلي كندا مباشرة من أجل الاطمئنان علي ابنته والتي تعرضت لحادث منذ أسبوعين ورفض ترك الفريق والسفر إلي هناك وقتها من أجل استكمال مسيرة الفريق في البطولة الأفريقية. ومن ناحية أخري رفض محمود طاهر رئيس النادي الأهلي ورئيس بعثة الأهلي التعليق علي أي أداء حكام المباراة والظلم الواضح الذي تعرض له الأهلي خلال المباراة الأخيرة مشيرا فقط إلي أن حكم المباراة الجامبي من الصعب أن يمثل أفريقيا في نهائيات كأس العالم كما يتردد.