يسجل الأطفال بلا مأوي والأطفال المشردون أعدادا كبيرة في مناطق عِدة، وللقضاء علي الظاهرة وضعت وزارة التضامن الاجتماعي عدة خطط وآليات لمواجهة الظاهرة كان منها تشكيل فريق متكامل من شباب وفتيات مهمتهم إنقاذ وحماية المشردين في الشوارع والأطفال بلا مأوي وإيداعهم مؤسسات الرعاية المناسبة، ويضم الفريق نحو 114 شابا وفتاة تحت اسم "فريق التدخل السريع المركزي لمساعدة الحالات التي تحتاج إلي رعاية". ويعد هذا الفريق إحدي آليات وزارة التضامن التي تتيح التدخل السريع والفعال للمراقبة علي دور الرعاية وإنقاذ حالات تتلقي بشأنهم بلاغات من مصادر متنوعة، وهو ما يحد من ظاهرة الأطفال بلا مأوي والمشردين. تم إنشاء فريق التدخل السريع لإنقاذ الأطفال بلا مأوي منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وبدأ بفاعلية عمله خلال العام الجاري حيث ذكر بيان وزارة التضامن الاجتماعي أن عدد الذين تم إنقاذهم من الشوارع خلال الفترة من يناير حتي أكتوبر 2017 هو 170 حالة، بينما أنقذ خلال السنوات الثلاثة 577 حالة، وساعد 350 حالة، بالإضافة إلي إغلاق 15 مؤسسة رعاية اجتماعية ثبت إهمالها، ويتلقي الفريق بلاغات عن حالات بعينها عن طريق الأهالي علي أرقام الخط الساخن للوزارة أو الفريق وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يتوجه الفريق إلي المكان المحدد المبلغ عنه للتأكد من الحالة وإقناعها بإيداعها بإحدي مؤسسات الرعاية الاجتماعية حيث تتلقي الرعاية المناسبة . تنوعت الحالات التي تم التعامل معها مابين دور رعاية الأيتام، ودور رعاية الأطفال بلا مأوي، ودور رعاية المسنين، ودور الحضانة، ودور مراكز التأهيل الاجتماعي، وكان من ضمنها 60 حالة تشرد من كبار السن، تم إيداعهم في دور الرعاية الاجتماعية بجانب 12 طفلا. ومن بين الحالات التي أنقذها الفريق مؤخراً عجوز مسن ضعيف البصر، يقوم ببيع المناديل، ويستغله بعض الناس، لما يبدو عليه من ضعف ، كان العجوز يفترش الشارع بلا مأوي ويتردد علي منطقة كوبري غمرة ، تلقي فرق الإنقاذ بلاغا بتواجده وتوجه الفريق علي الفور إلي مكان تواجده، وقام الفريق بالتعامل معه لإقناعه بالتوجه معهم إلي دار لرعاية المسنين لتوفير الحماية الاجتماعية لهم وكافة أوجه الرعاية، حتي تم إقناعه بمساعدة أهالي المنطقة وتم اصطحاب المسن إلي دار لرعاية المسنين بحلوان وتم تقديم أوجه الرعاية والعناية له سواء ملابس جديدة ونظافة وتوجيه الرعاية الصحية له. كما تعامل الفريق مع خمس حالات لمشردين في الشارع بعد تلقي بلاغات بحالاتهم من خلال الخط الساخن للوزارة والخط الساخن للفريق ، وتمكن فريق التدخل السريع من إنقاذ حالة بينهم ووضعها بدار رعاية اجتماعية لتقديم الخدمات صحية لهم ، وأنقذ فريق الإنقاذ السريع مجموعة من الأطفال بإحدي دور الحضانة بمنطقة 15 مايو بعدما تم تداول بعض الصور التي ظهر فيها الأطفال نائمين علي الأرض في وضع سيئ ، فتوجه الفريق إلي الحضانة التي تبين أنها غير مرخصة، تبين أن المكان عبارة عن شقة صغيرة بالدور الأرضي يضم 39 طفلا وطفلة ووجه فريق الإنقاذ إنذارا للحضانة . من جانبه يقول علاء عبدالعاطي معاون وزارة التضامن ومسئول فريق التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعي ترتكز مهام الفريق علي حل المشكلات التي تتعلق بالمشردين بالشوارع أو الأطفال بلا مأوي أو أي شيء يخص دور الرعاية والمؤسسات الاجتماعية، والتوجه لهم علي الفور بعد الإبلاغ عن حالتهم خاصة الحالات التي تحتاج إلي تدخل سريع، ولدينا ما يؤهلنا لتطبيق القانون لحين تدخل النيابة، وتتنوع تخصصات الفريق ما بين اجتماعية وقانونية، ويعمل الفريق علي مدار 24 ساعة بنظام "نوباتجيات"، ولدينا أفراد من الفريق معنيون بالمحافظات علي مستوي الجمهورية. يضيف كما يهتم الفريق بأي شكوي يتم تقديمها ضد دور الرعاية، فعلي سبيل المثال إذا وردت شكوي ضد إحدي دور رعاية المسنين أو الأطفال الأيتام يتم تشكيل فريق عمل ويعطي لكل فرد دور خاص به للتحري والتأكد من حقيقة الشكوي، وفي حالة ثبوت الشكوي يتم توجيه خطابات إنذار للدار وعمل محضر وترك الأمر للنيابة بعد ذلك،أما في حالات المشردين فيتم تحرير محضر للحصول علي موافقة من وكيل النيابة وعمل فيش وتشبيه وإتمام الكشف علي المشرد وتقديم العلاج والرعاية الصحية اللازمة له إذا كان مصابا بأحد الأمراض، بعد ذلك نحاول إعادته إلي أهله من خلال نشر صوره علي مواقع التواصل الاجتماعي، وفي حالة عدم التعرف عليه يتم إيداعه بإحدي مؤسسات دور الرعاية للتعامل مع حالته خاصة أن معظمهم يعانون من مشكلات نفسية، مشيراً إلي أن الفريق نجح في عمله بسبب تعاون الأهالي معه والإبلاغ عن الحالات، مشيراَ إلي أن الفريق حتي الآن استطاع وضع 60 من المتشردين، وإنقاذ 584 حالة بمختلف المحافظات، بالإضافة إلي دور الرعاية التي تم إغلاقها نتيجة للإهمال الواقع بها. تابع أن الفريق تم تشكيله في البداية كتجربة وكان يتكون من 6 أعضاء وكان معنيا أيضاً بحل المشكلات الطارئة إلي أن نجحت التجربة فتم تشكيل فرق كاملة بالقاهرة والمحافظات . يضيف أن الفريق نجح في حل مشكلات معظم الحالات التي تعاملنا معها إما بإرجاعهم لذويهم أو بإيداعهم بدور الرعاية التي توفر لهم حياة كريمة ، ولكن هناك بعض الحالات وخاصة المسنين يكون لديهم تخوف أو اعتادوا علي الحياة المهملة ولكن هنا يأتي دور الأخصائي الاجتماعي في إقناع الحالة بالذهاب لدور الرعاية وذلك يحتاج إلي مجهود كبير ولكن في النهاية يفرح أعضاء الفريق عند النجاح في إنقاذ الحالات وإبعادهم عن الشارع خاصة أن كثيرأ منهم يتم استغلالهم بشتي الطرق سواء في التسول أو أشياء مخالفة للقانون. تؤكد شيماء محمد أخصائية اجتماعية وعضو من أعضاء الفريق المركز للإنقاذ السريع أن العمل ضمن الفريق شيء جيد لأننا نعمل علي مساعدة الكثيرين ممن لا ملجأ لهم أو فقدوا ذويهم لظروف اجتماعية ونفسية مختلفة سواء كانوا من الأطفال أو المسنين مع توفير الرعاية لهم ، فعلي مدار 24 ساعة نعمل علي حل مشكلاتهم ، مؤكدة أن الوزارة تعمل علي توفير كافة الاحتياجات اللازمة للفريق حيث يتم التحرك في سيارات جاهزة عند تلقي البلاغ عن حالة تحتاج التدخل للتوجه السريع لهم، كما أن الفريق نفسه يحتوي علي تخصصات متنوعة لسرعة حل المشكلة والاطمئنان علي الحالات. تضيف أن الفريق لا يعرف الفشل وحتي الحالات التي ترفض المجيء معنا لا نيأس منها، ونحاول بشتي الطرق إقناعها بالأمر من خلال أعضاء الفريق الذين تتنوع تخصصاتهم ومهامهم ، فهناك مجموعة مهمتها التحري عن الحالة عند الإبلاغ ومجموعة معنية بالتعامل مع الحالة النفسية، وآخرون يتابعون الحالة بعد وضعهم بمؤسسات الرعاية. يقول محمد عثمان المشرف علي الفريق إن التعامل مع المشردين والأطفال بلا مأوي بإيجابية بجانب إنقاذهم سيحد من الأعداد التي ترد علي مسامعنا كل يوم، وذلك شيء ليس من السهل إنجازه ولكن الفريق مدرب علي ذلك وعلي التعامل مع كافة الحالات وطريقة إقناعهم، للوصول إلي أفضل النتائج، كما أننا نحب ما نفعل ونحرص علي إنقاذ الحالات والوصول بها إلي بر الأمان بشتي الطرق. وأشار عثمان إلي أن هناك الكثير من الحالات التي تم إنقاذها تحيا حياة كريمة في الوقت الحالي حيث كان معظمهم منذ فترة طويلة بالشارع، وكان من ضمن الحالات سيدة مسنة عجوز تقطن بالشارع منذ خمسينيات القرن الماضي حسب راوية أهل المنطقة بروكسي مصر الجديدة ونجح الفريق في إنقاذها.