صخرة ديان "لا يمكنكم المجيء إلي الشيخ زويد دون أن تشاهدوا صخرة ديان".. جملة يقولها زميلنا الصحفي أحمد ماضي الذي رافقنا في رحلة العريش، محاولة ماضي لفتح باب الحوار حول الصخرة، تبدأ بتبادل نظرات بيننا توحي بالأسف علي بقاء تلك الإهانة الإسرائيلية حتي الآن.. حكاية الصخرة معروفة، تنسب إلي موشي ديان شيدت كنصب تذكاري لعدد من الطيارين من سلاح الجو الإسرائيلي الذين سقطت طائراتهم العسكرية في مدينة الشيخ زويد عام 1967 كانت الطائرة تقل أحد عشر طيارا وهي في طريقها لضرب المواقع المصرية. تم نحت النصب في صخرة ضخمة، جلبت من جبل موسي، كإضفاء نوع من القدسية.. ولها ثلاث واجهات، الأولي علي هيئة امرأة عربية تحمل طفلها وهي تهرول مذعورة باتجاه البحر كدليل علي خوف العرب من اليهود.. بينما تطل في الواجهة الثانية خريطة سيناء منكسة، أما الثالثة فهي علي شكل فلسطين كما يراها الإسرائيليون فضلا عن حفر أسماء الطيارين القتلي علي الصخرة بحروف عبرية.. ومن المفارقات أن صخرة ديان مقامة علي أرض لأحد أهم رموز المقاومة الشعبية في العريش هو المجاهد اسماعيل خطابي الذي اعترض علي إقامة الصخرة.. توقع خطابي إزالة الصخرة بعد انتصار أكتوبر وهو ما لم يحدث مما جعله يقوم برفع عدد من الدعاوي القضائية يطالب فيها بهدم الصخرة.. سنوات طويلة مضت، وما زالت الصخرة تتحدي من يقترب منها، نسيان الهدف من إقامتها جعل من يأتي إلي الشيخ زويد يذهب إليها باعتبارها مزارا سياحيا، بوصفها تطل باستعلاء علي البحر.. أما الإسرائيليون فقد اتخذوا منها حائط مبكي آخر يذرفون حوله الدموع علي من يسفك دماء شهدائنا.. الحنق علي وجود الصخرة ومطالبة المجلس العسكري بإزالتها مطلب لا يتفق عليه أهالي الشيخ زويد فقط، بل جميعنا!