[email protected] الأسبوع الماضي حدث تشاجر معتاد بين قائدي سيارتين وسط القاهرة، سرعان ما أبرز أحدهما مسدسه في وجه الآخر، لكن تدخل أولاد الحلال، وتم فض المشاجرة، المشهد يؤكد خطورة الظاهرة التي انتشرت في جميع أنحاء مصر، السلاح بمختلف أنواعه أصبح في يد الأطفال والصغار، قبل أيام أحبطت الشرطة محاولة لتهريب شحنة تضم دروعاً وصواعق كهربائية وخناجر وأسلحة بيضاء، بخلاف قضايا ضبط الأسلحة المهربة من سيناء وعبر دروب الصحراء الغربية ومن سيناء، طوفان من السلاح يجري تهريبه لمصر، من خلال مافيا منظمة، لا يتوقف فقط علي الأسلحة الخفيفة لكن أيضا صواريخ الكاتيوشا التي تم ضبطها في سيارتين قادمتين من ليبيا في صحراء أكتوبر، والأسلحة الثقيلة التي استخدمت في الهجوم علي قسم شرطة العريش، تجارة السلاح ليست جديدة، كان الثأر في الصعيد وتجارة المخدرات وعمليات اغتصاب الأراضي تحت ستار وضع اليد، تساهم في تمويل هذه التجارة قبل 25 يناير، وبعد الثورة كان الاستيلاء علي 32 ألف قطعة سلاح من أقسام الشرطة نقطة البداية لمرحلة مختلفة، شعارها إغراق مصر بالسلاح، حيث استغلت المصانع المحظورة الانفلات الأمني، وبدأت في إنتاج كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة المصنوعة محليا، وتعاون تجار المخدرات والمطاريد في الجبال لبناء أخطر شبكة للترويج والتصنيع والاستيراد، يستحيل أن تبدأ مصر صناعة مستقبلها في ظل استمرار تراكم الأسلحة بين مختلف طبقات المجتمع، لم يعد السلاح فقط في يد الإرهابيين وأصحاب النفوس الضعيفة، الشرفاء أيضا أصبحوا يبحثون عن اقتناء السلاح لحماية أرواحهم وممتلكاتهم، مطلوب حملة قومية لنزع السلاح من الجميع، وتجفيف مصادر تمويل هذه التجارة، قبل أن تتحول شوارع وأزقة مصر وحواريها ومدنها إلي ساحات للقتال وسفك الدماء.