أُقيمت علي كورنيش محافظة الإسكندرية فعاليات مهرجان "نسيم الرقص"، والذي انطلق هذا العام تحت عنوان "هبوط جامح" ل"أوليفيه دوبوا"، وهو مشروع للرقص المعاصر بالتعاون مع المعهد الفرنسي بالإسكندرية. ويدعم مهرجان الرقص المعاصر بالإسكندرية مؤسسة الثقافة الأوروبية، والسفارة الإسبانية ومعهد جوته بالإسكندرية، ومؤسسة جدران، ووكالة بهنا، ومدرسة ليسيه فرانسيه، والمعهد اليوناني بالإسكندرية، وعدد من المؤسسات الثقافية بالإسكندرية، وبدعم من وزارة السياحة، ومحافظة الإسكندرية، والاتحاد الأوروبي. أُقيمت فعاليات المهرجان بعدد من الأماكن العامة، وتضمنت عددا من الفعاليات الثقافية، والفنية، والاستعراضية. عرض "هبوط جامح" لمصمم الرقص والراقص أوليفيه دوبوا، والذي يُعد واحدًا من أفضل 25 راقصًا في العالم، يُعتبر معالجة معاصرة لباليه "بعد ظهيرة حياة برّية"، الذي كتبه ستيفان مالارميه كقصيدة عام 1878، وكان مصدرًا لإلهام كلود ديبوسي الذي ألف مقطوعة موسيقية بالاسم ذاته عام 1894، وقُدّم النص كعرض باليه صممه ورقص فيه فاسلاف نيجينسكي عام 1912. شارك في العرض 20 راقصاً وراقصة في الإسكندرية، تنقلوا من ساحة إلي أخري أمام ساحة سينما مترو، ومطعم "سانتا لوتشيا"، ثم خلف "أوبرا سيد درويش"، مرورًا بمعرض عمر أفندي، بجوار الكنيسة اليونانية، وفي شارع النبي دانيال أمام المعهد الفرنسي، وانتهت الفعاليات بميدان محطة الرمل، حيث ارتقي الراقصون سطح المحطة وتهاووا منها في جموح صاعد أذهل الجمهور. تقول هدير، إحدي الراقصات المشاركات في العرض، إن الاستعداد لهذه الفعالية تم من خلال ورشة تعليمية تدربت فيها مع زملائها علي الرقص التعبيري، وطريقة تحقيق الانسجام الدقيق بين الجسد والروح واندماجهما بالموسيقي، تضيف: "عندما تضيع الروح بين خبايا الجسد يتولد شعور بالتحرر من الذات والغوص في أمواج الموسيقي، ثم يبدأ الجسد التعبير عما تشعر به الروح". وعن رد فعل الجمهور أكدت اندهاش الجميع من رقصهم دون موسيقي، في حين أنهم كانوا يضعون سماعات ويرقصون علي موسيقي فعلية هم من يسمعونها ولكنها تندثر في زحمة المدينة وضوضاء الشارع، مشيرة إلي فئة من الناس استوقفوا المشاركين لسؤالهم عن العرض وما يثيره من سياقات واكتفي آخرون بالمشاهدة في صمت.