»أمير الظلام» أو »آية الله مايك» هذا هو اسمه في سجلات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية »IA »القاتل الصامت» تلك هي أهم صفاته، الاغتيالات محددة الهدف ذلك هو عمله؛ إنه الرجل الخطير »مايكل داندريا» الذي تم تعيينه مديرا للعمليات الإيرانية ب»»IA»، وبهذا المنصب سيبدأ سلسلة جديدة من عمليات التصفية والتصعيد التي لن تنتهي إلا بعد أن تحقق الولاياتالمتحدة هدفها نحو الملف الإيراني. هذا هو الاسم الجديد، الذي يعد أول إشارة قوية علي اتباع الإدارة الأمريكية المنهج الصارم الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي »دونالد ترامب» تجاه طهران وإجبار قطر علي الامتثال لسياسات الخليج ضد الميليشيات والجماعات الجهادية والتنظيمات المتطرفة.. فالمنطقة كبركان منفجر يطلق شظاياه وحممه في الهواء، وفي وسط ذلك البركان جاء هذا الرجل ليدير الملف الإيراني. مايكل داندريا، هذا الرجل الذي كان مسئولاً عن مطاردة زعيم القاعدة »أسامة بن لادن»، وأسقطه عام 2011، وكذلك غارات الطائرات من دون طيار التي أسفرت عن مصرع الآلاف من المتطرفين ومئات المدنيين. وتري صحيفتا »نيويورك تايمز» و»انترناشيونال بوليسي دايجست» الأمريكيتان أن تعيين داندريا جاء بعد ضغط مسئولين أمريكيين؛ من أجل وجود سياسة أمريكية لتغيير النظام الإيراني؛ علي رأسهم »عزرا كوهين واتنيك»، كبير مسئولي المجلس لشئون الاستخبارات، وهو ضابط الاتصال الرئيسي بين البيت الأبيض ومختلف أجهزة الاستخبارات الأمريكية، الذي أخبرهم بضرورة انتهاج سياسة أكثر قوة وصرامة من حيث التجسس والعمليات السرية خاصة في ظل قيادة »مايك بومبيو»، الرجل الجمهوري المحافظ عضو الكونجرس الأسبق، الذي يترأس وكالة الاستخبارات المركزية في الوقت الراهن. وكان بومبيو، المدافع الأول عن العمل العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية رافضاً الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأمريكي السابق »باراك أوباما» والنظام الإيراني، فكتب في الصيف الماضي أي قبل تعيينه من قبل ترامب مدير وكالة المخابرات، مقالاً في مجلة »فورين بوليسي» بعنوان »إن الأصدقاء لا يسمحون للأصدقاء بالتعاون مع إيران»، قائلاً إنه: »يجب علي الكونجرس أن يعمل علي تغيير السلوك الإيراني خاصة، ونظام الدولة عامة». فيما يتبع عدد من المسئولين في إدارة ترامب، ومنهم وزير الدفاع »جيمس ماتيس»، نهجاً متشدداً تجاه الجمهورية الإسلامية. وتقع تحديات تحويل رؤي الرئيس ترامب تجاه طهران إلي واقع ملموس علي عاتق داندريا، المدخن الشره الذي اعتنق الإسلام بعد تعرفه علي زوجته المسلمة خلال عمله في الخارج، فهو يملك خبرة واسعة وسجلا حافلا، وربما لا يوجد في وكالة الاستخبارات الأمريكية بأسرها رجل هو أكثر تحملاً لمسئولية تقويض أركان تنظيم القاعدة من هذا الرجل. قالت بعض التقارير إنه لديه العديد من العمليات السرية في مواجهة إيران، بالإضافة إلي مشاركته في تعذيب المشتبه بهم وعدد من المعتقلين لاستجوابهم، أثناء حكم الرئيس الأمريكي الأسبق »جورج بوش» بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وقد أدين في تقرير صادر عن مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2014 بتهمة عدم الإنسانية، كما إنه لعب دوراً رئيسياً في استهداف »عماد مغنية»، القيادي في حزب الله اللبناني، والذي اغتيل في دمشق في عملية مشتركة مع الموساد عام 2008. كما كان مسئولاً أيضاً عن تصعيد الهجمات الجوية الأمريكية في أفغانستان واليمن، والتي استهدفت الميليشيات. ووفقاً للصحيفة الأمريكية وكاتب التقرير الصحفي »جيمز دورسي»، فإن تعيين أمير الظلام جاء بالتناسق مع استراتيجية تصعيد السعودية لحروب الوكالة مع إيران. يبدو أن إدارة ترامب قد اتخذت هذه الخطوة من أجل دعم الجهود التي رسمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لزعزعة استقرار إيران؛ وربما إسقاط حكومتها الإسلامية؛ وإجبار قطر علي أن تتماشي مع سياسات جيرانها من دول الخليج. ومن ناحية أخريوعقب الإعلان عن تعيين داندريا، رفضت وكالة الاستخبارات الأمريكية التصريح بأي معلومات توضح حقيقة هويته، إلا أن صحيفة »نيويورك تايمز» استطاعت أن تصل إلي هويته وذكر اسمه لأنه سبق أن كشفت عن اسمه عام 2015، بعد مقتل رهينتين في قصف قامت به طائرة من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات. وخلال رئاسة أوباما أدار أمير الظلام برنامج »الاغتيالات محددة الهدف» والذي أتاح قتل مئات الجهاديين مع مدنيين في باكستانوأفغانستان بواسطة طائرات من دون طيار.. ومثلما واجهت مسيرته نجاحات وكان بها أيضاً انتكاسات منها قيام أحد مصادر وكالة الاستخبارات المركزية الذي كان يعمل سراً مع تنظيم القاعدة بتفجير نفسه في قاعدة أمريكية في أفغانستان ما أدي إلي مقتل سبعة عملاء للوكالة، في أكثر الحوادث الصعبة التي واجهت الاستخبارات الأمريكية خلال 5 عقود الماضية.