مبني اتحاد الإذاعة والتليفزيون »ماسبيرو« دولة داخل دولة له كيان سياسي وقوانين تحكمه كان مرتعا للفساد في عهد النظام السابق من انتشار الرشوة والمحسوبية في اعتلاء المناصب القيادية بدون كفاءات وبتدخل الأجهزة الأمنية لصعودهم منبر الإعلام لغير المؤهلين وأصحاب الأجندات الخاصة فأصبحت إدارة ماسبيرو »سمك لبن تمر هندي« هذا ما أكدته رواية شبه دولة ل»محمد جراح« كبير مذيعي شبكة الشباب والرياضة والتي رصد فيها كل صغيرة وكبيرة تحدث بمبني ماسبيرو ورؤيته لإنشاء نقابة للإعلاميين وجهاز قومي للإعلام هذا ما أكده في الحوار التالي.. ❊ لماذا اخترت »شبه دولة« عنوانا لروايتك وما مضمونها؟ لأن ماسبيرو عبارة عن دولة داخل دولة مبني له سلطان وكيان سياسي وقوانين تختلف عن غيرها والرواية ترصد منظومة إفساد الإعلام المصري منذ بداية الثمانينات عندما تولت عناصر غير مؤهلة لقيادة دفة الإعلام بكل صوره من المسموع والمرئي وابتعدت عن الحقيقة واختلفت سياسة التهويل والتهريج والعمل علي غير أساس من الصحة والواقعية.. وتظهر الرواية كيف كان المال والجنس وغيره من الوسائل الأخري غير الشريفة هي المؤهل الأساسي لتولي كافة المناصب القيادية في كثير من الأحيان. ❊ ماذا عن تفاصيل الرواية؟ الرواية بها 73 فصلا وتبدأ من شاب يلتحق بالعمل في التليفزيون كقارئ نشرات ويمر خلال رحلته بكثير من المحطات يري ويرصد فيها صعود أشخاص وكيف أتوا وتولوا المناصب سواء بالرشاوي أو بالنفوذ وهو لا حيلة له لضعفه ثم يرصد قيام بعض الشخصيات التي احتلت المناصب وهو يعلم صلتها بجهات أمنية سواء داخل وخارج ماسبيرو وتتناول أيضا الرواية شخصية انتهازية كانت تعمل بالمبني استطاعت أن تحدث فتنة طائفية تم بارتدادها عن ملتها ودخولها في الإسلام لمكاسب شخصية وينتهي بها الحال إلي الاختفاء وخروج المظاهرات الإسلامية المطالبة برجوعها. وبطلة الرواية سالي شخصية متسلقة استطاعت بكل ما أوتيت من حيلة أن تصل إلي المسئولين وأن تجني الثمار من ورائهم جميعا وأن تبطش فيما بعد بمن كانوا يأخذون بأيديها ومن عجب أنها رغم ذلك تضطر إلي الحج وهي تظن بذلك أنها غسلت ذنوبها في حق العباد الذين آذتهم. ❊ هل تري هذه الرواية قد تناولت كل فضائح ماسبيرو؟ بالتأكيد لا وأتوقع خلال السنوات القادمة ستظهر الكثير مما كان يدور داخل قلعة وأروقة ماسبيرو والتي تحولت في غفلة من الزمن إلي شبه دولة. ❊ أهم الإيجابيات التي تناولتها الرواية؟ قيام الثورة في النهاية بعدما كان البطل أو الراوي الرئيسي محيدا طوال الوقت لكنه استطاع في النهاية أن يجد نفسه وسط الجموع الهادرة والهاتفة بسقوط النظام. ❊ هل مورست عليك ضغوط قبل الثورة في تقديم برامج لمدح النظام؟ لم تكن هناك أي ضغوط ولكن توجد توجيهات بأن نقف علي الحياد وخاصة مع احتدام المظاهرات وتوالي البيانات الصادرة عن الرئيس السابق. ❊ هل أنت مع إلغاء وزارة الإعلام؟ أنا مع وجود وزارة لفترة وجيزة حتي يتم ضبط إيقاع العملية الإعلامية وبعدها يجب أن تسارع الدولة إلي إنشاء مجلس قومي للإعلام يتبع مجلس الوزراء علي غرار كل ما هو موجود في دول العالم المتقدم. ❊ ما آخر تطورات نقابة الإعلاميين؟ أتمني أن تنشأ نقابة للدفاع عن حقوق الإعلاميين المهدرة ولكن نرجو ألا يسطو عليها رجال كل العصور لأن وجودها في صالحنا. ❊ هل تري أن كثرة القنوات الفضائية ستؤثر علي التليفزيون؟ سوف تغلق معظم القنوات وخصوصا التي طل منها الوجوه القديمة عندما تنفد أموالهم وأموال الجهات الداعمة، ولكن القنوات القوية تفرض نفسها بمادتها وبرامجها وتغطيتها الإخبارية ومهنيتها وأتمني أن أري قنواتنا المصرية سواء الرسمية أو الخاصة تصل للمعايير المهنية الصحيحة. ❊ متي ينصلح حال ماسبيرو؟ لن ينصلح الحال إلا بأبناء ماسبيرو فالمبني غني بالكفاءات التي تم تهميشها وتطفيشها.. أما عمليات الترقيع واستيراد المذيعين من الخارج ومقدمي البرامج هذا تهريج ولن يؤدي إلا إلي مزيد من الاحتقان والتدهور المهني.