أثار القرار الأخير الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم بتطبيق نظام "البوكليت" في امتحانات الثانوية العامة خلال العام الحالي، ردود فعل متباينة، فيما أكد الدكتور مجدي أمين، رئيس المركز القومي للامتحانات، التابع لوزارة التربية والتعليم، أن الورقة الامتحانية الجديدة لطلاب الثانوية ستتكون من 14 إلي 17 صفحة مدونا بها كل سؤال وأسفله فوارغ محددة للإجابة عليها، وستشمل كل المنهج، مضيفاً في حواره ل"آخرساعة" أن العام المقبل سيشهد إلغاء كنترولات الثانوية، حيث تتفاوض الوزارة مع شركات مصرية لاستيراد آلات تكنولوجية تتولي عملية التصحيح.. وإلي نص الحوار. • ما أبرز ملامح النظام الجديد لامتحانات الثانوية العامة؟ - النظام الجديد لا يختلف كثيراً عما كان يتم تطبيقه في السنوات المقبلة، الجديد العام الحالي أننا وضعنا الأسئلة والإجابات في ورقة واحدة، كما أن شكل الأسئلة التقليدية لم يختلف كثيراً. فقد ركزنا بشكل أكبر علي أسئلة الاختيار من متعدد والصح والخطًأ فيما وجدت أسئلة المقالات لكن بدرجة أقل من السنوات الماضية، وألغينا الأسئلة ذات النقاط المتعددة ليبقي كل سؤال بمفرده، ما سينعكس علي زيادة أعداد الأسئلة في الامتحان الواحد. هل ستتم مراعاة الأخطاء التي يرتكبها الطلاب داخل الورقة ومحاولة تعديلها؟ - الورقة الامتحانية تتكون من 14 إلي 17 ورقة حسب كل مادة، ونراعي من خلالها أن نترك أكبر مساحة ممكنة للطالب للإجابة علي جميع الأسئلة بما لا يمثل ضغطاَ عصبياً أو نفسياً عليه، وبالتالي تركنا ورقة أو ورقتين في آخر كل امتحان كمسودة أو كأداة مساعدة للحل، كما أننا سنوفر أوراقا متعلقة بالرسومات البيانية بالنسبة لطلاب الرياضيات. مواصفات الورقة الامتحانية هل اختلفت العام الحالي عن ذي قبل؟ - بالنسبة لطلاب الثانوية العامة لم تختلف العام الحالي، ولكن علي العكس النظام الحالي سيتيح تطبيقها بشكل سليم، فهي تحتوي أسئلة من الكتاب المدرسي، وتكون شاملة جميع أبواب المنهج الدراسي بشكل متساوٍ، وتوزع الدرجات بالتساوي علي الأسئلة، وتحتوي علي سؤال للمتميز بحيث يشتمل السؤال علي معلومات متوافرة في منهج العام الحالي، لكن يتم تطبيق حلها من خلال نظريات أخري من سنوات ماضية. وماذا عن الأسئلة المعتمدة علي الفهم؟ - ما سيحدث العام الحالي هو زيادة نسبة أسئلة الفهم التي ستتخطي حاجز ال 30٪ من إجمالي الأسئلة، وذلك بشكل مبدئي، فمن المقرر أن تزيد النسبة تدريجياً العام القادم لتصل إلي 100٪ خلال السنوات القليلة المقبلة، إذ إن نظام البوكليت بالأساس يقيس مهارات الفهم. هل هناك دول تطبق هذا النظام؟ - هناك أكثر من 100 دولة تطبق هذا النظام من الأسئلة وأغلبها بلدان بدول الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلي بعض البلدان العربية مثل الإمارات وعمان والبحرين، كما أن هذا المقترح كان متواجداً بالمركز منذ فترة طويلة ولكن إدخال التغيير علي الرأي العام المصري ومدي قبوله أو رفضه يؤخر تطبيق القرار. لكن النظام الجديد طُبِّق في منتصف العام الدراسي دون أن يكون هناك تدريب جيد للطلاب عليه، والمناهج لم يتم تعديلها؟! - قبل اتخاذ القرار خضنا مناقشات لمدة أربعة أشهر وكانت هناك أفكار متعددة اخترنا الفكرة الأنسب للتطبيق، ما أدي لتأخير الإعلان عن القرار، كما أن ذلك القرار تم عرضه أيضاَ علي مجلس الوزراء والبرلمان اللذين أقرا تطبيقه، كما أن التأخير ناتج أيضاً عن الدراسات المتأنية التي قام بها المركز علي النظام الجديد، كما أننا سنبدأ الأسبوع الجاري بعمل اختبارات تجريبية ونشرها علي موقع الوزارة حتي يكون هناك متسع من الوقت لتدريب الطلاب عليه، ومن المقرر أن يكون هناك نموذج شهر للطلاب علي موقع الوزارة بالإضافة إلي نماذج تدريبية قبل الامتحانات، وشكل الامتحان سيكون مطابقاً لما سيتم تدريب الطلاب عليه. وماذا عن المناهج التي ظلت دون تغيير؟ - شكل ورقة الامتحان الحالية ليس له علاقة بالمنهج الدراسي الذي يتم تدريسه، فالنظام الجديد سيطبق علي مراحل حتي يتم إلغاء جميع الأسئلة المقالية واعتماده علي الفهم بشكل كلي وهو ما سيتم تطبيقه وفقاً لما سيتم تعديله في المناهج التي بدأت العام الحالي ومن المقرر استمرارها خلال العام المقبل، علي أن يوازي ذلك تدريبات للمعلمين والموجهين. كيف تم إعداد مستشاري المواد وواضعي الأسئلة علي النظام الجديد؟ - سيكون ذلك أيضاً من خلال الاختبارات التجريبية التي سيشارك فيها واضعو الأسئلة وأعضاء المركز القومي للامتحانات، حتي تكون هناك خبرات في طرق وضعها، ما سينعكس علي شكل الورقة الامتحانية النهائية التي لن تختلف في الشكل عن الاختبارات التجريبية. برأيك كيف سيقضي النظام الجديد علي الغش بجميع أشكاله في امتحانات الثانوية العامة؟ - هناك 4 نماذج للأسئلة (أ، ب، ج، د) وكل نموذج بداخله الأسئلة كما هي ولكن بترتيب مختلف، وسيتم توزيع النماذج طبقاً لأرقام الجلوس، بحيث يختلف ترتيب الأسئلة داخل الورقة الامتحانية بالنسبة للطلاب داخل اللجنة، كما أن كبر حجم الورقة الامتحانية يصعب من تصويرها كلها إذ إن ذلك سيكون مستحيلاً في 17 ورقة. لكن العام الماضي شهد تسريباً للامتحانات قبل بدئها؟ - الطباعة تم إسنادها العام الحالي لإحدي الجهات السيادية بالدولة، كما أن فتح مظاريف الورقة الامتحانية لن يكون سوي قبل بدء اللجنة مباشرة وسيتم وضع كل 20 كراسة أسئلة داخل أكياس مختومة ومغلقة بالشمع الأحمر حتي لا يمكن فتحها. هل يوجه النظام الجديد ضربة قاصمة للدروس الخصوصية؟ - بالنسبة للعام الحالي فإنه لن يؤثر فالطلاب بدأوا الدروس منذ الصيف الماضي، كما أن المعلمين سيعتمدون علي النماذج التجريبية التي ستطرحها الوزارة لتدريب الطلاب عليها، ولكن النظام الجديد سينهي بعبع الثانوية العامة منذ أن يتم تطبيق أسلوب البوكليت بشكل كلي بحيث يعتمد علي الفهم بصورة نهائية ويكون خالياً من الأسئلة المقالية، وبالتالي فإن الطلاب لن يكونوا بحاجة لأخذ دروس أصلاً. ثمة تخوف من طول أسئلة النظام الجديد مقارنة بالتوقيت المخصص للإجابة عنها؟ - الدراسات التي أجريت علي النظام الجديد تثبت أن الوقت يكفي للإجابة علي جميع الأسئلة بحسب عددها في كل مادة مع وجود وقت للمراجعة، كما أن طول الامتحان الذي يخشاه البعض يأتي في مصلحة الطالب، فالدرجات ستكون موزعة بشكل أكبر علي الأسئلة وبالتالي فإن الخطأ في سؤال لن يؤدي إلي فقدان كم كبير من الدرجات كما تم إلغاء الأسئلة الاختيارية ليظل كله إجباريا فيما عدا سؤال التعبير في اللغة العربية الذي سيتيح للطالب الاختيار بين موضوعين للكتابة عنهما. هل هناك عدد محدد للأسئلة؟ - يختلف ذلك الأمر من مادة لأخري لكن في بعض المواد النظرية سيصل عدد الأسئلة إلي 60 سؤالاً، كما أنه سيتم مراعاة امتحانات الرياضيات بالنسبة لعدد الأسئلة حتي يكون هناك وقت للتفكير في حل المسائل، كما أن النظام سيتم تطبيقه علي جميع المواد بما فيها المواد الخارجة عن المجموع. ماذا عن تعميم التجربة في باقي المراحل الدراسية؟ - في البداية ننتظر نتائج تطبيق النظام العام الحالي ومن ثم سيتم مناقشة تعميمه سواء علي المرحلة الثانوية أو ما يسبقها من مراحل، إذ إن تطبيقه علي مختلف المراحل العمرية سيكون له أثره الإيجابي علي نتائج المشاركات المصرية للطلاب في الخارج، فهناك مشكلات كبيرة يعانيها الطلاب المصريون نتيجة عدم تدريبهم علي هذا النوع من الامتحانات. هل هناك خطط مستقبلية لتطوير نظم الامتحانات بشكل عام؟ - في بداية الأمر تدرس الوزارة جدياً الاستعانة بإحدي الشركات المصرية المستوردة لإحدي الآلات التي تكون مهمتها تصحيح ورقة البوكليت بشكل تكنولوجي بعيداً عن تدخل العنصر البشري بما فيها الأسئلة المقالية، وتتم عملية التصحيح هذه بصورة سرية من خلال رقم سري لكل طالب وتستغرق عملية التصحيح من أسبوعين لثلاثة أسابيع، ما سيوفر مبالغ طائلة للوزارة، وسيقضي أيضاً علي مشكلات التظلمات المتفاقمة كل عام، كما أن المركز لديه حلم يسعي إلي تحقيه ويتعلق بتطبيق جميع اختبارات الثانوية العامة أولاً ومن ثم جميع المراحل إلكترونياً ولكن ذلك يستلزم مزيداً من الوقت والإمكانيات حتي يجري تطبيقه.