مؤسس الفرقة، نور ناجح، 30 عاما، حاصل علي بكالوريوس تجارة، بدأ فكرته بإطلاق إعلان علي "فيس بوك" في بدايات عام 2015 طلب فيه منشدين وعازفين لإنشاء الفرقة، التي باتت اليوم تحظي حفلاتها بحضور كبير، خاصة من فئة الشباب، فهي أول فرقة مصرية للإنشاد الصوفي الجماعي، تتكون من 11 عضوًا تتراوح أعمارهم بين 20 إلي 40 عامًا، وجميعهم يعملون بوظائف أخري متنوعة كالتدريس، والعمل الإداري، والإمامة بوزارة الأوقاف، وتتميز بأنها الفرقة الوحيدة التي لها مستشار ديني تُعرض عليه قصائدهم أولًا قبل إنشادها. وتستخدم الفرقة ثلاث معدات موسيقية فقط هي الناي، والدف، والعود، ومن أشهر أعمالهم قصائد "حلفت بسرك الأسمي يميناً" للشيخ أحمد أبوخليل، و"إني جعلتك في الفؤاد محدثي" لرابعة العدوية، و"المسك فاح" للشيخ صالح الجعفري. وعن التجربة، يقول مؤسس الفرقة، إن هدفهم من إنشائها هو الحفاظ علي التراث الفني في مواجهة الأغاني المذاعة علي شاشات التليفزيون، التي أدت إلي تدني الذوق العام، والتأثير السلبي علي سلوكيات وأخلاقيات الشباب، مضيفًا: "قمت بتأسيس فرقة الحضرة للإنشاد الديني والمتخصصة في الإنشاد الصوفي فقط، حيث إن الإنشاد يتكون من ثلاثة أجزاء ابتهالات دينية يؤديها الشيخ بمفرده دون مصاحبة أي فرق موسيقية، وتواشيح يؤديها الشيخ بصحبة مجموعة من الشيوخ يرددون خلفه لكن أحيانا تتم بمصاحبة الآلات الموسيقية، والإنشاد الديني الذي ينقسم إلي جزأين هما، شعبي ينتشر في وجه بحري ولغته عامية، والآخر صوفي يستخدم اللغة العربية الفصحي ويسمي شعرًا صوفيًا ويصحبه آلات وإيقاعات، ونحن نسعي لنشر هذا التراث لأنه تراث مصري أصيل، وحتي لا يضيع ويندثر وسط الموجات الغنائية الرديئة. وعن ارتباط الإنشاد الديني بفكرة الموالد، قال إن هذا الارتباط نتيجة لتكثيف حفلات فرق الإنشاد في المناسبات الدينية كالهجرة، وشهر رمضان، وموالد الأولياء، مثل مولد الحسين، والسيدة زينب، ومؤخرًا خرج من حيِّز الموالد واتسع ليشمل الأندية الثقافية، وأماكن مثل ساقية الصاوي، والجامعات، والنوادي. نور، أشار إلي أن الإنشاد الديني له تذوق خاص وجمهوره مختلط من كل المستويات والأعمار، كما يهتم به الشباب بشدة ويحضرون حفلاته، ونحن نُلقي باللوم علي الإعلام لعدم اهتمامه بالإنشاد الديني وإهماله له، خاصة أن الإنشاد الديني أساس الفن لأنه اتخذ من عباءة القرآن الكريم أصل الفن، ويزعجني كثيرًا أنه في ظل المناسبات الدينية كالهجرة النبوية نجد الإعلام يذيع علي شاشاته أفلامًا قديمة، وعدم الاحتفال بهذه المناسبة بالشكل المفترض أن يكون عليه من خلال إحضار أهل هذه المناسبة كفرق الإنشاد الدينية، ويطالب أعضاء فرقة الحضرة، الإعلام والثقافة والأوقاف وكل من يهتم بالإنشاد الديني في مصر بالاهتمام بهذا التراث، مؤكدين أن هناك أصواتا رائعة تحتاج من يدعمها، وكنوزا بشرية كبيرة لم نستخدمها بالشكل الأمثل.