كنت قد دعيت إلي مهرجان قرطاج في عام 2001.. وشاهدت فيلم اسمه »صمت القصور« إخراج مفيدة تلاتلي.. أعجبت بالفيلم وبالوجه الجديد الذي أراه لأول مرة علي الشاشة.. وهي بطلة الفيلم.. فتاة جميلة جذابة تختلف عن كل الفنانات تتمتع بابتسامة تنم عن أسنان تميزها عن أي فنانة.. إنها الفنانة هند صبري الممثلة التونسية التي أصبحت الآن من ألمع ممثلات جيلها من الشباب. وبعد مشاهدتي الفيلم التقيت بها في حجرتها في الفندق الذي أقيم فيه المهرجان.. تشعر حينما تلتقي بها لأول مرة أنها تعرفك.. فنانة غير كل الفنانات.. طبيعية جدا.. محدثة مشوقة ومتواضعة جدا.. كما تتميز أيضا بملابس عادية لا تظهر فيها مواهبها كنوع من الإغراء ولا يهمها الظهور في الحفلات الفنية. كان أول تعارف بيننا من خلال »صمت القصور« الذي كتبت عنه وقدمتها كممثلة بارعة.. تعرف الجمهور عليها أولا من الكتابة.. وعرض الفيلم في مهرجان السينما بالقاهرة.. وتعرف الجمهور لأول مرة علي »هند« من خلال الشاشة. ❊ ❊ ❊ اكتشفها فنيا المخرج داود عبدالسيد لأنها تختلف عن كل ممثلات جيلها.. وأسند إليها البطولة النسائية في »مواطن ومخبر وحرامي« الذي عرض قبل أن يعرض في المهرجان وفي دور العرض.. في عرض خاص للصحفيين والفنانين والنقاد. وتلقفتها »الجريئة« إيناس الدغيدي لتقوم ببطولة فيلم »مذكرات مراهقة« الذي تقوم فيه بدور رومانسي يثير الغرائز المريضة.. حيث تتمثل صورة مثالية لفتي أحلامها، وفعلا تراه في رحلة إلي الأقصر وهو رءوف »أحمد عز« الذي اكتشفته إيناس لأول مرة وهو شاب ابن أحد رجال الأعمال.. وتقع أسيرة حبه.. وتسلم جسدها لحبيبها الذي يعدها بالزواج.. لكنه يذهب لمعالجة أمه بالخارج.. لكن الحاقدات من زميلاتها أردن فضحها فصورنها في مشهد اللقاء الجنسي علي شريط فيديو.. وتفضح »جميلة« وهذا اسمها في الفيلم ليس هذا فقط ولكن صديق صديقتها يحاول اغتصابها بالقوة.. لينقذها رءوف في آخر وقت بعد عودته من الخارج ويطلب منها الزواج لكنها ترفض. في هذا الفيلم الذي يعتبر أول فيلم لها في مصر فازت بجائزة أحسن ممثلة للأفلام الروائية. ❊ ❊ ❊ ولا ننسي دورها في أحلي الأوقات الذي أخرجته هالة خليل.. واشتركت فيه معها حنان ترك ومنة شلبي.. وجاء اسمها رقم 3.. تؤدي دورا لا نستطيع أن نقول عنها كوميديانة.. ولكن الكوميديا تنبعث من الموقف الذي تؤديه ببساطة وطبيعية.. فهي طوال الفيلم ترتدي الحجاب.. وطوال الفيلم وهي حامل في شهرها الأخير إنها تذكرني بصوفيا لورين وأفلامها مع فيتوريو دي سيكا وبالرغم أن اسمها جاء في التيتر نمرة 3.. لكني أستطيع وبكل ثقة أن أقول إنها أهم الأدوار في الفيلم. أما دورها في فيلم »ملك وكتابة« مع الفنان محمود حميدة وإخراج كاملة أبوذكري. حيث يقع الأستاذ الأكاديمي المبجل في معهد السينما.. المعروف بصرامته.. ويحاول إعادة توازنه بعد أن خانته زوجته.. يتعرف علي هند الممثلة الشابة المتحررة التي تمثل في أحد الأفلام.. وحينما تناقشه في المحاضرة بأن التمثيل ليس دراسة أكاديمية فقط بل هو موهبة.. يحدث خلاف بينهما.. ثم يقع في حبها.. في نفس الوقت الذي تخرج فيه من علاقة فاشلة مع زميلها »خالد أبوالنجا« ويتعرف الأستاذ علي مجتمعها أنه عالم جديد لم يره من قبل عالم مبهر.. ترشحه الفتاة لكي يمثل دورا صغيرا ممكن أن يؤديه أي كومبارس لكنه يفشل فشلا ذريعا. ويحس أنه أخطأ في طريقة تدريبه بالأسلوب الأكاديمي.. بل فشل فشلا ذريعا في التمثيل.. لكنه يسمو بهذا الحب فوق العلاقة العادية بين الرجل والمرأة.. وقد أدرك أن فارق السن بينهما سيكون ظلما لها.. ويقرر أن يتركها كي تبحث بنفسها عن حياتها. ❊ ❊ ❊ وقد أثبتت هند أنها كوميديانة مائة في المائة حين قدمت للتليفزيون مسلسل »عايزة أتجوز«.. لكنها تقدم الكوميديا بشكل راق بعيدا عن التهريج والإسفاف.. وذلك حين تتناول قضية هامة في المجتمع وهي تأخر زواج البنات اللاتي يصلن إلي سن الثلاثين ويخشين أن يطلق عليهن لقب »عانس« وهي واحدة منهن.. يتقدم لها العرسان »السكة« الذين لا تتقبلهم لسلوكهم الاجتماعي المتدني الذي لا يتناسب مع شخصيتها كدكتورة صيدلانية.. واحد لابس صندل.. والثاني مع زوجتيه اللتين لقنتاها علقة ساخنة.. والواد بتاع الورد وغيرهم.. لكنها تستطيع أن تحل العقدة في النهاية وهي أن البنت يجب أن تهتم بعملها وأصدقائها ولا تفكر طوال الوقت بالزواج.. وكانت أكثر جملة كوميدية تراجيدية تأثرت بها في النهاية.. »أنا دكتورة.. صيدلانية.. أبحث عن نصفي الآخر الذي ذهب في مشوار لكنه لم يرجع.. لكنه بالتأكيد حيرجع« ويعتبر مسلسل »عايزة أتجوز« درسا جديدا في فن الكوميديا الراقية وليست الكوميديا التي تعتمد علي التهريج و»الشرشحة«.