قال قيصر صنع الله خان سكرتير أصحاب وملاك السينما في باكستان: صناعة السينما في بلادنا تموت بسرعة: وكانت باكستان تنتج ألف فيلم سنويا.. الآن تنتج 20 فيلما فقط. ودور السينما في باكستان تغلق الواحدة بعد الأخري حتي بلغ عدد ما أغلق منها المئات خلال السنوات العشر الماضية. السبب في ذلك أن »بوليوود« وهو الاسم الذي يطلق علي صناعة السينما في الهند تغري نجوم السينما الباكستانية ويسمونها »لولي رود« بالعمل في الأفلام الهندية التي يبلغ رأسمالها 820 مليون جنيه استرليني. وقال غلام محيي الدين وهو ممثل ومخرج باكستاني مثل ولمع في 400 فيلم في بلاده أن السوق في لاهور باكستان غمرته واكتسحته مئات الأفلام الهندية التي تتكلف كثيرا. وأصبح الشعب الباكستاني أسيرا ومتيما بأفلام الهند التي تنتج بميزانيات ضخمة ولم يعد الباكستانيون أسري لأفلام بلادهم التي تنتج بميزانيات ضئيلة قليلة.. ❊ ❊ ❊ المهم لم تتمتع السينما الهندية بوليوود« بانتصارها الساحق علي »لولي رود« فإن اللعنة لحقت بها. السؤال هو: كيف كان ذلك: الخسائر الضخمة أصابت »بوليوود« وقد بلغت 3 في المائة من إيرادات هذه الصناعة. خسرت سينما الهند 3 بلايين روبية أي 66 مليون جنيه استرليني هذا العام فقط. ويقع اللوم في هذه الخسارة علي صناع السينما في بوليوود أنفسهم. المنتجون السينمائيون جروا وراء الأرباح فحسب هذا العام. لم يهتموا بإنتاج سيناريوهات جيدة أو باختيار أفضل المخرجين لإنتاج أفلامهم بل اهتموا باختيار النجوم اللامعين لتمثيل الأفلام فحسب. واعتقدوا أن النجم الكبير أو النجمة اللامعة سيأتيان بأكبر الإيرادات لأي فيلم. ولكن هذه الاستراتيجية الجديدة لم تنجح، ولم يستطيع أي فيلم أن يحقق إيرادا لفيلم يبلغ 800 مليون روبية مهما كان النجم البطل للفيلم. والنجوم الأربعة الكبار في سينما بوليوود يعرفون باسم الأربعة خان: سمعان خان شارو خان صايف علي خان أمير خان إن هؤلاء الأربعة جعلوا نفقات إنتاج الفيلم، أي فيلم تتضاعف وفي الوقت نفسه تضاعفت الخسائر. وبين 180 فيلما أقيمت في الهند هذا العام فإن فيلمين فقط هما اللذان نجحا وحققا إيرادا من بين أفلام الخانات الأربعة. والسبب في نجاح هذين الفيلمين لا يرجع إلي بطولة الخانات الأربعة بل إلي السيناريوهات الجيدة فقد عرضا أزمة الناس من جنوب شرقي آسيا الذين يواجهون الحياة في أمريكا بعد انفجار البرجين الكبيرين في نيويورك في 11 سبتمبر. وقد أدت هذه الخسائر الضخمة في بوليوود إلي استعانة المنتجين بوجوه جديدة وأيضا إلي أن تكون السيناريوهات جيدة وجديدة ومحكمة. وفي الوقت نفسه تضاعفت في الهند المجمعات التي تضم أكثر من دار للسينما حتي تجذب أعدادا كثيرة من المتفرجين. وما حدث في سينما الهند هو نفس مايحدث عندنا الآن في صناعة السينما والتليفزيون. السينما تعتمد علي نجم كبير من نجوم السينما الجدد. أما التليفزيون فيعتمد علي نجم من نجوم السينما والتليفزيون القدامي والسيناريو متشابه في عقدته وتفاصيله في كل الحالات.. وقد أدي هذا إلي هبوط أعداد مسلسلات التليفزيون لأنها كلها تعتمد علي النجم. أما السينما فقد أصبحت تعتمد علي النجوم الشبان ولكنها لا تستمر في دور العرض فترة طويلة. ويحرص المنتجون عندنا وكلهم من القطاع الخاص علي إخفاء خسائرهم من أفلام السينما، ولكن سيضطرون إلي تغيير سياستهم حتي وإلي البحث عن كتاب للسيناريو. إما من الكُتاب ا للامعين القدامي في هذا الفن أو إلي الاستعانة بجيل جديد من كتاب السيناريو يعالجون في سيناريوهات مشاكل المجتمع المصري التي تطورت وتغيرت وزادت وتلاحقت!