مازالت جدران الجامعة العربية شاهدة علي الواقعة الشهيرة للدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين الأسبق للجامعة حينما رفض مقابلة وزير خارجية إسرائيل وقت توليه المنصب.. وقال حينها له إنه أمين عام للجامعة العربية ويمثل في منصبه هذا كافة الشعوب العربية ولا يمثل الحكومة المصرية التي ترتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل.. وهو مبدأ أرسي به عبدالمجيد مكان ومكانة من يتولي عمادة الدبلوماسية العربية التي ربما لم يحددها تحديداً دقيقاً الميثاق الذي أنشئت علي أساسه الجامعة عام 1945 وإنما اكتسب عبر الزمن والمواقف التي دشنها يوماً بعد يوم الأمناء السابقون الذين كانت لكل منهم بصمة تاريخية. وإذا كان الدكتور نبيل العربي قد شهدت حقبته عديداً من الأحداث التي كانت أكثر من القوة الفاعلة للجامعة.. فكانت الفترة العاشرة في عهد الجامعة كان العربي جزءاً منها لزهده في المنصب من البداية لإحباطه في تحقيق تقدم في أي ملف ساخن شهدته فترة ولايته سواء علي المستوي العربي أو الدولي. وإذا كان ترشيح أبو الغيط قد يثير اعتراضات من جانب بعض الدول العربية خاصة أنه من المحسوبين علي نظام الرئيس السابق حسني مبارك وما حدث عام 2011 بعد ثورة 25 يناير، حيث رشحت مصر كلاً من الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية الأسبق ومصطفي الفقي عضو البرلمان السابق وسكرتير الرئيس الأسبق حسني مبارك للمعلومات ورفضهما بعض الدول العربية التي قالت أيضاً للمشير حسين طنطاوي الحاكم العسكري للبلاد وقتها «إنه لا يعقل ترشيح وزراء أو شخصيات محسوبة علي نظام قامت ثورة ضده في بلده لذلك حسمت مصر أمرها بترشيح الدكتور نبيل العربي. بعض المراقبين يرون أن فرص ترشيح الوزير سامح شكري وزير الخارجية المصري الحالي هي الأقوي حين وصلت الدبلوماسية المصرية في عهده لدرجة من النجاح تمثلت في الجهود الجبارة التي أوصلت مصر لمقعد غير دائم في مجلس الأمن واستعادت دورها الإقليمي والدولي، وكذلك تم اختيار مصر مؤخرا لرئاسة 3 لجان متخصصة في مجلس الأمن وهي لجنة مكافحة الإرهاب ولجنتا عقوبات الأممالمتحدة المتعلقتان بجمهورية الكونغو الديمقراطية والعراق. وتؤكد مصادر أن هذا الاختيار وارد بقوة لو رأت مصر أن الدول العربية ربما لا توافق بالإجماع علي أبو الغيط لسابق عمله في عهد مبارك.. وهو ما قد يدفع مصر لترشيح شكري للحفاظ علي مصرية المنصب. إلا أن مصادر دبلوماسية أكدت أن ترشيح وزير الخارجية المصري الأسبق أحمد أبو الغيط جاء قبل انعقاد القمة العربية الماضية في مدينة شرم الشيخ وتم التوافق علي ذلك وحسم المقعد لصالحه ليكون خلفاً للدكتور نبيل العربي إلا أن أحداث اليمن وبدء عاصفة الحزم تزامناً مع أعمال القمة أدت إلي تأجيل طرح الوزير أبوالغيط والتوافق حوله إلي القمة العربية المرتقبة، والتي لم يتم تحديد موعدها بعد عقب اعتذار المغرب عن استضافتها. وأكدت المصادر أنه تم التوافق بشكل مبدئي علي طرح اسم أحمد أبو الغيط مجدداً للتوافق عليه من قبل الدول الأعضاء في الجامعة العربية حيث تم التنسيق مع السعودية أولاً، ثم باقي الدول الأخري للاتفاق عليه والدفع به للفترة المقبلة.. ونفت المصادر وجود أي ترشيحات من قبل الدول العربية الأخري أو طرح اسم بديل للدكتور نبيل العربي حتي الآن موضحة أن المشاورات تجري بين الدول الأعضاء للاستقرار علي أحد الاسمين اللذين طرحتهما مصر.