إذا كانت مصر تعيش الآن أزهي عصور الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط كشعب واحد مرتبط بالوطن والعادات والأخلاق في وحدة روحية نقية كصورة مشرفة لتلاحم عنصري الأمة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فقد تعرضت البلاد قبل ذلك لموجة من أعمال الشغب والعنف والتوترات الطائفية متمثلة في حرق عدد من الكنائس والاعتداء علي بعض الأقباط.. الهيئة الإنجيلية برئاسة المفكر القبطي الدكتورالقس أندريه زكي رصدت هذه الأحداث خلال الفترة من 25 يناير 2011 وحتي 30 يونيو 2013 في يوم 29 يناير 2011 تعرضت كنيسة "مارجرجس" بمدينة "رفح" لاعتداءات مسلحة، وعمليات نهب وسرقة وحرق من ملثمين مجهولين. وبعد ثلاثة أسابيع تقريباً، وبالتحديد يوم الأربعاء 23 فبراير 2011 كان صداماً مع الأقباط علي خلفية قيام رهبان دير "الأنبا بيشوي" بصحراء وادي النطرون ببناء سور علي الأراضي المحيطة بعد ضم عشرة أفدنة من ممتلكات الدولة! 4 مارس 2011 الاعتداء علي كنيسة الشهيدين مارجرجس ومارمينا بقرية "صول" مركز أطفيح إثر خلافات بين أسرتين إحداهما مسيحية وأخري مسلمة، حول علاقة عاطفية بين مسيحي ومسلمة، وتصاعدت المسألة لأعمال عنف طائفي. بداية اعتصامات ماسبيرو في اليوم التالي 5 مارس 2011 بدأ اعتصام ماسبيرو للتظاهر القبطي من أجل الضغط علي الجهات المسئولة للتدخل الفوري تجاه أزمة كنيسة "صول"، وفي مساء 12 مارس تدخلت الشرطة العسكرية لإنهاء اعتصامهم. يوم 8 مارس 2011 كانت أحداث المقطم عندما دعا عدد من شباب منطقة "الزرايب" بمنشية ناصر لتنظيم وقفة احتجاجية بجوار طريق الأوتوستراد من ناحية مدخل المقطم، اعتراضاً علي حرق وهدم كنيسة "صول" انتهت بأعمال شغب وعنف بين المتظاهرين وعدد من المسلمين أسفرت عن مقتل 10 مسيحيين و5 مسلمين فضلا عن 114 مصاباً من الطرفين. في 22 مارس 2011 قام العشرات من السلفيين بالتعدي علي "أيمن أنور متري" أحد أقباط محافظة قنا، وحرق سيارته وشقة يمتلكها ويؤجرها لمسلم، ووصل الأمر إلي أن قطعوا أذن المواطن المسيحي، وإصابته بقطع عرضي خلف الرقبة. أحداث أبوقرقاص أما أحداث "أبو قرقاص" فكانت في 19 أبريل 2011 عندما شهدت القرية اشتباكات بين مسلمين وأقباط أدت إلي مقتل وإصابة أربعة بسبب خلاف نشب بين عائلتي "الجزار" و"الديري" بسبب مطب صناعي أمام منزل مرشح الحزب الوطني المنحل في انتخابات مجلس الشعب، وتطورت إلي مشاجرة بالأسلحة النارية أدت إلي مقتل وإصابة أربعة أشخاص مسلمين وتجددت الاشتباكات بين العائلتين خلال تشييع جنازة قتيلين منهم"، وتم إحراق محال تجارية ومخازن أسمدة تابعة للطرفين! 4 مايو 2011 كانت أحداث إمبابة عندما حاصر السلفيون كنيسة "مارمينا" بمنطقة إمبابة، مطالبين بإعادة فتاة مسيحية أعلنت إسلامها (بحسب زعمهم) واسمها "عبير طلعت فخري". حرق كنيسة العذراء كما تم إلقاء القبض علي عشرة بلطجية ممن شاركوا في حرق كنيسة العذراء وعثر بحوزتهم علي أسلحة وسنج وزجاجات مولوتوف، وتبين أن أعمارهم تتراوح بين 17 إلي 19 عاماً، وسيطرت أجهزة الأمن علي الوضع بعد حرق الكنيسة، وألقي القبض علي العديد من الشباب ممن أحرق الكنيسة. وكان اعتصام ماسبيرو الثاني 8 مايو 2011 عقب الاعتداءات علي كنيسة السيدة العذراء بإمبابة، حيث دعا اتحاد شباب ماسبيرو لتنظيم اعتصام مفتوح أمام مبني الإذاعة والتليفزيون وذلك للضغط علي الحكومة والمجلس العسكري من أجل القبض علي الجناة وتقديمهم للعدالة، وكذلك لفتح الكنائس المغلقة، وتعرض الأقباط المعتصمون مساء السبت 14 مايو لاعتداءات من مسلمين من المناطق المجاورة، مما أدي إلي وقوع 78 مصاباً طبقا لتصريحات وزارة الصحة، الأمر الذي تكرر في 30 سبتمبر من العام نفسه حين فضت الشرطة العسكرية اعتصاما جاء احتجاجا علي هدم كنيسة مارجرجس "بالمريناب" بأسوان. معارك بلا إصابات لكن سرعان ما اندلعت أعمال العنف بين مسلمين ومسيحيين في نفس القرية "الماريناب" التابعة لمركز إدفو بأسوان بعد محاولة عدد من المسلمين هدم مبني قديم كان المسيحيون قد شرعوا في تحويله إلي كنيسة، مما جعل العشرات من المسيحيين يتصدون للمسلمين لمنع الاقتراب من المبني، وأسفرت الاشتباكات بين الجانبين عن احتراق كمية من الأخشاب وإطارات السيارات الموجودة داخل المبني، فيما لم تسفر المعركة عن إصابات بين الطرفين. في 9 أكتوبر 2011 كانت أحداث ماسبيرو بعد مسيرة احتضنت أعداداً من المسيحيين انطلقت من "شبرا" للتنديد بهدم أجزاء من كنيسة مارجرجس بأسوان، وقامت قوات من الجيش باحتواء الموقف، فيما أعلنت وزارة الصحة في اليوم التالي للأحداث عن حالات وفاة بلغت 24 حالة، وبلغ عدد المصابين 329 مصابا. وفي أوائل فبراير 2012 حدثت فتنة أخري بقرية "شربات" بمركز العامرية بالإسكندرية أسفرت عن تهجير 8 أسر قبطية بسبب تشهير شاب قبطي بسيدة مسلمة، وترويج مقاطع فيديو تظهرها في مواضع مخلة. أحداث طائفية بدهشور الأحداث الطائفية مستمرة من ثورة 25 يناير حتي 30 يونيو، ونتحدث هنا عن أحداث دهشور، عندما وقعت مشادات كلامية بين "كهربائي" مسلم، و"مكوجي" قبطي بسبب قيام الأخير بحرق قميص الأول، واستعان كل طرف منهما بأقربائه، فألقي المكوجي القبطي زجاجات المولوتوف علي أقارب الكهربائي المسلم الذين تجمعوا أمام منزله، مما أسفر عن إصابة مواطن بحروق بنسبة 75ونقل علي إثرها إلي المستشفي، كما تجمع قرابة ألف مواطن من المسلمين أمام منازل الأقباط، وأحرقوا منزل "المكوجي" القبطي، وعززت قوات الأمن من تواجدها أمام كنيسة مارجرجس تخوفاً من اقتحامها. وفي سبتمبر 2012 تم أيضاً تهجير عدد من الأقباط في "رفح"، وعقد المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية اجتماعاً برئاسة الأنبا باخوميوس القائم مقام البطريرك آنذاك لبحث أزمة تهجير بعض الأسر المسيحية من رفح بشمال سيناء بعد التعدي علي صاحب محل، وتلقي تلك الأسر تهديدات من عناصر تكفيرية بسيناء. وكانت اشتباكات "الفشن" الطائفية في أكتوبر 2012 بقرية "ماركو" بالفشن عقب أداء المسيحيين لصلاة قداس الأحد بكنيسة مارجرجس وأسفرت عن إصابة خمسة من الأقباط من بينهم فتاة. منشورات في ديرمواس وفي نفس الشهر (أكتوبر 2012) حدثت فتنة دامية عقب المنشورات التي قام بتوزيعها عدد من أهالي "ديرمواس" و"ملوي" بالمنيا تحت عنوان: (دم المسلم غالي) للمطالبة بأخذ الثأر من مقتل علي حسين الملقب ب"هولاكو" وإطلاق اسم شهيد الإسلام عليه، وكان من البلطجية، وقيل إنه كان يفرض إتاوات علي الأقباط، وقتل عقب مداهمة الأمن لوكره. وبعد هذه الفتنة بشهر، وبتاريخ 5 نوفمبر 2012 حدث اعتداء من سلفيين علي مشروع مبني الخدمات التابع لكنيسة "مارمينا" و"أبي سيفين" بشبرا الخيمة، وكانت قطعة الأرض التي يقام عليها المشروع تملكها الكنيسة منذ سنتين، وتم شراؤها بعقد رسمي (حسب كلام الأنبا مرقص راعي الكنيسة).. وفي منتصف فبراير 2013 اعترض أحد السلفيين علي وجود كنيسة بجوار منزل مسلم، فحرض الأهالي للهجوم عليها في قرية "سرسنا" التابعة لمركز "طامية" بالفيوم، وأشعلوا النيران بكنيسة مارجرجس، وقذفها بالطوب مما أسفر عن هدم جزء من قبتها، وكسر صليبها، وتدمير أجزاء بداخلها من مقصورة وأيقونات. كنيسة كوم أمبو أما أحداث كنيسة "كوم أمبو" بأسوان، فحدثت في 28 فبراير 2013 عندما تجمهر عدد من مسلمي القرية أمامها عقب اختفاء سيدة مسلمة مطلقة تدعي (سحر التوني) وتعمل معلمة عقب انتهاء اليوم الدراسي، وتقدم أهلها ببلاغ للشرطة، وبعد 3 أيام من الفشل في العثور عليها قام مسلمو المدينة بقطع طريق السكة الحديد، وطريق مصر أسوان، وأشعلوا إطارات السيارات علي الطريق السريع. واعتدي سلفيون علي كنيسة "مارجرجس" بمركز الواسطي ببني سويف وقذفوها بالحجارة.. حدث ذلك يوم 17 مارس 2013بزعم وقوف الكنيسة وراء اختفاء فتاة مسلمة تدعي "رنا حاتم"، رغم تكذيب الفتاة لتلك الأنباء عبر خطاب ومكالمتين هاتفيتين لأسرتها، ولم يسفر هذا الهجوم عن أي إصابات. وخلال الأسبوع الأول من شهر أبريل 2013 وقعت أحداث الخصوص بالقليوبية أسفرت عن مقتل 6 أقباط، وحرق كنيسة، إثر قيام أحد الأشخاص بالتحريض، وقد تعددت الروايات حول نشأة الاشتباكات، منها أن طفلين مسيحيين قاما برسم صليب معقوف علي السور الخارجي لمعهد أزهري. الاعتداء علي الكاتدرائية وفي 7 أبريل 2013 تم الاعتداء علي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة، بعد تشييع ضحايا أحداث الخصوص بالقليوبية التي أودت بحياة بعض الأقباط، حيث تم محاصرة الأقباط داخل الكاتدرائية. ونختتم هذه الدراسة عن أعمال الشغب والعنف والتوترات الطائفية من 25 يناير2011 وحتي 30 يونيو 2013بمحاكمة "دميانة" في 8 مايو 2013عندما أمرت نيابة مركز الأقصر باحتجاز "دميانة عبيد" وتعمل مدرسة، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، وممارسة التبشير بين طلاب مدرسة ابتدائية بالأقصر، وطلبت النيابة تحريات جهاز الأمن العام حول الواقعة.