وزير التموين: السيطرة على الفساد سواء في الدعم العيني أو النقدي شغلنا الشاغل    خريف 2024.. تقلبات جوية ودرجات حرارة غير مسبوقة هل تتغير أنماط الطقس في 2024؟    تعرف على شروط مسابقة التأليف بمهرجان الرواد المسرحي    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي ممثلي عدد من الشركات الفرنسية المهتمة بالاستثمار في مصر    غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    إبراهيم عيسى: السودانيين زي ما بيتخانقوا في الخرطوم بيتخانقوا في فيصل    بايدن يواصل تعزيز قيود اللجوء لمواجهة الانتقادات الخاصة بالحدود    طوني خليفة: لبنان مقسم لعدة فرق.. ومن يحميها هو الذي يتفق على رأسها    "أوتشا": العوائق الإسرائيلية تعرقل استعداداتنا لموسم الأمطار بغزة    استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مبنى سكني في غزة    القضية الفلسطينية..حسن نصرالله دفع حياته ثمنًا لها وبن زايد سخر طاقاته لتصفيتها وبن سلمان لا تعنيه    عادل عبد الرحمن: تعيين الأهلي محمد رمضان مديرا رياضيا «ليس قرارا انفعاليا»    نجم الأهلي يتخذ قرارًا مفاجئًا بالرحيل (تفاصيل)    مدرب الزمالك: احتفال ربيعة وعمر كمال حفزنا أكثر للفوز على الأهلى    رونالدو: هدفي في الريان له طعم مختلف..«يوم عيد ميلاد والدي»    توفيق السيد: محمد فاروق هو الأحق برئاسة لجنة الحكام    خالد عبد الفتاح يطلب الرحيل عن الأهلي وكولر يناقش القرار مع لجنة الكرة    160 جنيهًا تراجع مفاجئ.. أسعار الذهب اليوم الإثنين 1 أكتوبر 2024 في مصر «بيع وشراء»    دخلت بها ولم أرى أثر.. نص تحقيقات النيابة العامة في مقتل عروس أسيوط علي يد عريسها    ما حقيقة إلغاء منهج الفيزياء وتغيير منهج الأحياء لطلاب تانية ثانوية؟.. مصدر بالتعليم يجيب    وكيل تضامن الشيوخ: كفاءة برامج الدعم النقدي المباشر للمواطنين أثبتت كفاءة أعلى    "المهاجر إلى الغد.. السيد حافظ خمسون عامًا من التجريب في المسرح والرواية" كتاب جديد ل أحمد الشريف    مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء القادم    أستاذ دراسات إيرانية: المجتمع الإيراني راض عن اغتيال حسن نصر الله لأن جزءا كبيرا من دخل البلاد كان يوجه لحزب الله    السيطرة علي حريق شب في شقة بالمطرية    أماكن سقوط الأمطار غدا على 14 محافظة.. هل تصل إلى القاهرة؟    محمد الشامي: لم أحصل على مستحقاتي من الإسماعيلي    الموافقة على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني يوم السبت بالإسماعيلية    برج الميزان.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: تواصل مع الزملاء في العمل    برج العقرب.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: احرص على دراسة الأمور جيدا    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر: واجه التحديات الجديدة    «وحشتوني».. محمد محسن يشوّق جمهوره لحفله بمهرجان الموسيقى العربية    «هيئة الدواء» تعلن ضخ كميات من أدوية الضغط والسكر والقلب والأورام بالصيدليات    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    كيفية التحقق من صحة القلب    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    مباشر أبطال آسيا - النصر (0)-(0) الريان.. انطلاق المباراة    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مصرع شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق بمدينة نصر    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهداء لا يموتون.. ومصابون لا يعجزون
منال لطفي تحرص علي لقاء المصابين وأسر الشهداء وتوثيق بطولاتهم
نشر في آخر ساعة يوم 29 - 12 - 2015

سقوط نظام الرئيس الإخواني محمد مرسي، وانتشار العمليات الإرهابية وبخاصة في سيناء، كانت الفتاة المصرية منال لطفي التي تعشق تراب الوطن، وتقدر معني أبطال بلادها من أبناء الجيش، وجهاً حاضراً في الظل مع كل جندي أو ضابط مصاب أو مع أسرة أي شهيد فقد حياته دفاعاً عن أرض مصر في مواجهة عدوان أهل الشر من الجماعات الإرهابية التي لا تعرف سوي لغة الدم.. من فرط عشقها واحترامها وتقديرها لأبطال مصر من رجال القوات المسلحة، قررت منال لطفي تأسيس جمعية باسم «مصريات ضد الإرهاب»، بهدف مؤازرة مصابي العمليات الإرهابية وذوي الشهداء سواء من رجال الجيش والشرطة أو المدنيين، وخلال لقاءاتها المتعددة في أعقاب كل حادث كبير أو صغير، رصدت منال بالصور حكايات لن ينساها التاريخ عن بطولات لا يصنعها سوي الرجال ما بين شهداء لا يموتون ومصابين لا يعجزون.. في السياق نلقي الضوء علي جانب من هذه القصص.
والد الضابط الشهيد يتلقي العزاء
اسم الشهيد: الملازم أول محمد إمام مصطفي
محل الميلاد: قرية "اسنت" مركز كفر شكر - محافظة القليوبية
سنة الميلاد: 1989
الحالة الاجتماعية: متزوج وله طفل
تاريخ الاستشهاد: 19 يوليو 2014
مكان الاستشهاد: الفرافرة
تقول منال لطفي: كنت حريصة علي زيارة أهل الشهيد، حيث حكي لي والده أن الملازم محمد كان يعلم بالشهادة، وكان يبتسم قائلاً "عاوز ألحق مدرسة يتكتب عليها اسمي قبل ما يخلصوا"، وكان محمد إمام ظابطاً يعشق عمله في الجيش، وذات يوم وتحديداً في أول يونيو 2014 جاءت له استغاثة من جندي مفادها أن أحد الضباط ومعه خمسة مجندين خرجوا بعربة عسكرية من وقت الظهيرة وحتي حلول المساء لم يعودوا إلي موقعهم، فخرج الضابط محمد إمام بسيارة ومعه مجندون حتي رأي زملاءه شهداءً، ولكن بطريقة بشعة، حيث إنهم قتلوا وسُرقت سيارتهم، فبكاهم محمد بكاءً مريراً، وأعطاه قادته في الجيش إجازة طويلة، حيث كانت زوجته في هذه الأثناء علي وشك الولادة، فحضر ميلاد ابنه "سيف"، وبعد أربعة أيام عاد مُجدداً إلي وحدته العسكرية وهو يشعر بقرب موعد استشهاده.. وفي يوم 19 يوليو 2014 وقع حادث الفرافرة، عند كمين لحرس الحدود التابع للكتيبة رقم 14 بمنطقة "الدهوس" بالوادي الجديد، أثناء تواجد أفراد الكمين بالكيلو 100 بالمنطقة الواقعة بين واحة الفرافرة والواحات البحرية، ما أسفر عن مصرع 3 من المجموعات الإرهابية، التي هاجمت الكمين، واستشهاد 28 ضابطاً ومجندا، وكان من بينهم الضابط محمد إمام.
اسم الشهيد: المجند مصطفي شوقي فهيم
محل الميلاد: قرية المنشاة الصغري - كفر شكر - القليوبية
سنة الميلاد: 1990
الحالة الاجتماعية: أعزب
تاريخ الاستشهاد: 19 يوليو 2014
موقع الاستشهاد: الفرافرة
وتوضح الصور مدي مرض الأم التي لم تتحمل فقد ابنها المجند مصطفي فهيم، الذي راح ضحية الهجوم الإرهابي علي وحدته العسكرية، وكان من أوائل من سقطوا شهداء في حادث الفرافرة، وكان دائماً محل حب وعطف من قائده الشهيد في نفس العملية الضابط محمد إمام مصطفي، حيث كانا يسافران معاً في إجازاتهما.
الشهيد مصطفي كان في مطبخ الوحدة العسكرية، يجهز الإفطار لزملائه، حيث إن التفجير كان في نهار رمضان فذهبوا إلي ربهم صائمين
تقول منال لطفي: اصطحبني والده إلي شقة ابنه الشهيد العريس وفتح لي علبة الشبكة التي اشتراها لعروسه قبل استشهاده، وكذلك فتح لي كرتونة بها ملابس العرس، كما تابعت بألم وحزن شديد شقة مصطفي التي كان والده قد أوشك علي الانتهاء من تشطيبها للعريس الذي جاء إلي بيته ملفوفاً في كفنه.
اسم الشهيد: المجند السيد أحمد عليوة
محل الميلاد: قرية ميت جابر - مركز بلبيس محافظة الشرقية
تاريخ الميلاد: 1990
الحالة الاجتماعية: متزوج وله طفلة
تاريخ الاستشهاد: 20 ديسمبر 2013
مكان الاستشهاد: قرية المهدية - رفح
قصة المجند الشهيد السيد أحمد عليوة، من الصعب أن ينساها أحد، فهي قصة مؤثرة للغاية، حيث قتل أثناء مشاركته في إحدي العمليات العسكرية، وتم سحله والتمثيل بجثته من جانب جماعات الإرهاب المسلح في سيناء، وهو ما لا يقره الإسلام الذي يحترم الإنسان حياً وميتاً.
منال زارت أسرة المجند الشهيد وهناك عرفت تفاصيل استشهاده، حيث السيد عليوة في مهمة وباغتتهم خلية إرهابية من الخلف فاستشهد المجند تاركاً وراءه زوجة شابة (17 عاماً) وطفلة رضيعة عمرها لم يتجاوز وقتذاك 6 أشهر.
تتابع: حكي لي عم الشهيد عندما زرتهم في قرية ميت جابر التابعة لمركز بلبيس، أن المجند مات برفقة قائده، ولأن الجيش مؤسسة عسكرية عظيمة، كانت الإجراءات واحدة ومتساوية للشهيدين، وقد ثأر لهما الجيش بدك معاقل الإرهاب في قرية المهدية
بينما قال عم الشهيد إنه فتح كفنه ورأي الجثة وقد ظهرت عليها علامات السحل والتمثيل، لكنه فخور بأن ابن شقيقه بطل من أبطال العسكرية المصرية.
الأبطال الثلاثة
نادر ماهر نظمي - أسيوط
هشام صلاح - أسيوط
أحمد شعبان - الدقهلية
تاريخ العملية الإرهابية: رمضان 2015
مكان الحادث: سيناء
هؤلاء الشباب الثلاثة هم جرحي معركة الشيخ زويد الباسلة في رمضان 2015 حيث استهدف الكمين الذين كانوا يتواجدون فيه. تقول منال لطفي: دخلت عليهم مستشفي كوبري القبة العسكري فلم أتمالك نفسي وقمت باحتضانهم، وقلت لهم "شرفتونا ورفعتوا راسنا وحافظتوا علي الأرض والعرض، وسألتهم: "مفكرتوش تهربوا تجنباً للمواجهة مع الإرهابيين المسلحين؟ فردوا في نفس واحد: "إحنا جنود في الجيش المصري ماينفعش نهرب من المعركة".
سألت نادر: أنت مسيحي ماقلتش في نفسك أنا مالي ومالهم دول مسلمين في بعض.. الدواعش والجيش؟ فانتفض قائلاً: أبدا أنا روحي مع روح زملائي، وبعدين مافيش جندي يهرب من المعركة، أنا كنت باحمي أرضي وأهلي، فقلت له: "ربنا يبارك فيك يا ابن مصر".
تواصل منال: سألتهم عن تفاصيل المعركة وكيف بدأت، فقالوا إنهم كانوا متوقعين حدوث شيء لذا كانوا يتدربون يومياً، وفي يوم الحادث وتحديداً في السابعة إلا خمس دقائق تفاجأوا بهجوم الدواعش صارخين فيهم "انزلوا يا جيش الردة يا كفرة"، فقال لهم الجنود "يا إرهابيين يا ولاد الكلب"، وبدأت المعركة، وكان عددهم كبيرا وكانت معهم أسلحة لم نرها من قبل، ومع ذلك حصلنا عليها منهم وتساقطوا بفضل الله ما بين قتلي وجرحي، حتي امتلأ بهم المكان.
وقال المجند أحمد شعبان: بعد إصابتي جاءت قوات الإمداد، وكنت متكئاً علي زميل لي وأحاول التحرك في أرجاء المكان بصعوبة حيث كانت جثث الإرهابيين منتشرة في المكان و"كنت مستحرم أعدي علي جثثهم"، والجنود حملوا 65 من جثث الدواعش علي المدرعات وأصرينا علي اصطحابها معنا إلي القاهرة وسلمناها في مستشفي كوبري القبة العسكري، لتكون هدية لشعب مصر وحتي يعرف الشعب أن رجال الجيش قادرين علي حماية البلد.
اسم الشهيد: نقيب طيار أحمد أبوالعطا
محل الميلاد: بورفؤاد محافظة بورسعيد
سنة الميلاد: 1979
الحالة الاجتماعية: متزوج وله طفل
تاريخ الاستشهاد: 25 يناير 2014
مكان الاستشهاد: سماء العريش
وتعتبر قصة استشهاد الضابط الطيار أحمد أبوالعطا (شهيد الدفعة 76 جوية)، من القصص المؤثرة التي سيخلدها التاريخ، فقد استشهد مع زملائه في عملية إرهابية أسقطت طائرة عسكرية كانوا علي متنها في سماء مدينة العريش بسيناء، أثناء اشتباكهم مع إرهابيين.
منال لطفي قامت بعد الحادث مباشرة بزيارة زوجته في بورسعيد ووالديه في مدينة بورفؤاد، وقد حكي أهله كيف أنه ورفاقه علي الطائرة حين علموا أنه لا مفر من الموت نطقوا الشهادة، وحرصوا علي تجنب سقوط الطائرة فوق أحياء سكنية وهو ما فعله أبوالعطا بمهارته كقائد طائرة عسكرية.
تتابع: حكي لي والد الشهيد أنه لو عاد به الزمن مرة أخري سيقدم ابنه فداء للوطن، ورد علي أصحاب القلوب السوداء بالتسجيل الشهير الذي ملأ فضاء الإنترنت، حيث كان الشهيد ورفاقه يرددون الشهادة بقوة.
وظل والد الشهيد يحكي عن عشق ابنه للعسكرية وللجيش ولطائرته الحربية، ولزملائه، وقال إنه شفي قلبه عندما ثأر الجيش لابنه الشهيد، وعندما احتضنه الرئيس السيسي، الذي قال له «إنت اللي تعزيني في إبني.. ده إبني أنا وإبن مصر وإبن الجيش».. أما عمة الشهيد فحكت كيف أنه كان يكفل ابنتها اليتيمة في سرية متناهية، وأنه كان إنساناً كبير القلب معطاءً
اسم الشهيد: إسلام عبدالمنعم المسلمي
محل الميلاد: الزقازيق محافظة الشرقية
سنة الميلاد: 1992
الحالة الاجتماعية: أعزب
تاريخ الاستشهاد: رمضان 2015
مكان الاستشهاد: الشيخ زويد - سيناء
إسلام المسلمي (حاصل علي ليسانس الحقوق) هو أحد شهداء الهجوم الإرهابي الذي استهدف عدداً من كمائن الجيش في الشيخ زويد، خلال شهر رمضان 2015، حيث تم استهداف كتيبته بقذيفة آر بي جي، وتقول منال لطفي: عندما ذهبت لزيارة والدته في الزقازيق وجدتها قد انتهت للتو من إعداد مائدة إفطار كبيرة، حيث عزمت عليها أصدقاء ومحبي الشهيد إسلام، وكانت تطعمهم بيدها كما كان يفعل ابنها.
وحكت الأم سامية إمام (معلمة لغة عربية) كيف كان ابنها الشهيد يقول لها "سأجعلك سيدة النساء وهاخلي راسك مرفوعة وتكوني أحسن ست في الدنيا"، ولم تكن الأم تفهم المقصد من وراء هذا الكلام إلا عندما استشهد.
تتابع منال: حرصت الأم علي أن تجعلني أري غرف وملابس ابنها الشهيد الذي كان يحيا حياة رغدة كونه ابناً لأسرة ميسورة الحال، رداً منها علي ادعاء المغرضين بأن الجيش المصري يضحي بأبناء الفقراء والبسطاء، وقالت الأم: "والله ابني فداء مصر لكن نار الفراق هي اللي تعباني"، مضيفة: "أنا فخورة بابني الشهيد اللي رفع راسي حياً وميتاً".
اسم الشهيد: كيرلس فاضل حليم
محل الميلاد: الزقازيق محافظة الشرقية
سنة الميلاد: 1991
الحالة الاجتماعية: أعزب
تاريخ الاستشهاد: 24 أكتوبر 2014
مكان الاستشهاد: كرم القواديس - سيناء
تلك قصة بطولة أخري ترويها منال لطفي عن الفتي الوسيم شهيد الواجب الوطني كيرلس فاضل، الذي كان يعشق وحدته العسكرية ومات دافعاً عن تراب الوطن صائماً مع زملائه في شهر رمضان، وكان يتولي إعداد الإفطار لهم كما قال والد أحد الشهداء من زملائه.
تقول منال: كيرلس قبل أن توافيه المنية بأيام ذهب إلي كنيسة في الإسماعيلية زائراً ومصلياً، فجاء راعي الكنيسة إلي الشرقية ليؤدي العزاء فيه ويحكي عن صلوات كيرلس.
تواصل: والدة كيرلس أكدت لي أنه حادثها تليفونياً قبل الحادث بيوم واحد، وهو ما يؤكد أنه مات شهيداً في كتيبته حيث تقول "كان بعض المغرضين يدّعون كذباً أن كيرلس استشهد في ليبيا"، مشددة علي أنها غير نادمة علي ذهاب ابنها ليؤدي مهمته العسكرية
اسم البطل المصاب: أحمد محمد الشحات
محل الميلاد: مدينة أبوكبير - محافظة الشرقية
تاريخ العملية الإرهابية: رمضان 2015
مكان الحادث: سيناء
أصيب أحمد محمد الشحات خلال الهجوم الإرهابي الذي استهدف عدة أكمنة للجيش في سيناء خلال شهر رمضان الماضي، وكان بطلا من أبطال معركة شرسة، وتعامل حتي آخر لحظة ببطولة وثبات، وقد استشهد معظم زملائه وقائده البطل محمد درير ابن محافظة أسيوط.
تقول منال لطفي: حكي لي أحمد محمد الشحات الذي كان في حالة نفسية صعبة جدا
ورفض البقاء في المستشفيات العسكرية، وعندما سألته لماذا لم تبق في المستشفي حتي انتهاء فترة علاجك، قال لي "كنت عاوز أشوف أهلي وأمي اللي ماكانتش تعرف إني في سيناء، وكانت معتقدة إني في الإسماعيلية".
تواصل: محمد بكي قائده درير بقوة وقال عنه إنه كان بطلا من طراز فريد، شجاعاً يعشق الجيش ويحب جنوده ويسألهم عن أحوالهم يومياً، وأصيب دردير بالرصاص في ظهره ورغم ذلك رفض ترك موقعه وظل يقاتل لآخر لحظة في حياته، وأنا كنت أعمِّر له السلاح وأعطيه له وأنا في مكاني وماسك السلاح وحاولت أجري أنقذه قال لي لا تترك مكانك يا محمد.. الجندي لا يترك مكانه مهما حدث.
وبعد وصول الإمدادات وانتهاء المعركة بنصر من الله جريت علي القائد البطل محمد درير الذي ظل يردد الشهادة ويده علي سلاحه حتي لاقي ربه شهيداً مبتسما راضيا مرضياً بعد أن تهدم علينا المعسكر ولم ينل الإرهابيون منا بل إنهم هزموا شر هزيمة.
اسم الشهيد: المجند عبدالرحمن حسيني أبوالفتوح
محل الميلاد: قرية المانستلي - أبو كبير - محافظة الشرقية
سنة الميلاد: 1991
الحالة الاجتماعية: أعزب
تاريخ الاستشهاد: 20 نوفمبر 2013
مكان الاستشهاد: منطقة الشلاقة شمال سيناء
تقول منال لطفي: هذه واحدة من القصص المؤثرة للغاية، فالشهيد عبدالرحمن سافر إلي موقع خدمته بعد يومين فقط من حفل خطوبته، وحكي لي شقيقه الأكبر كيف أن البطل الشهيد قبل استشهاده ظل يتحدث في الهاتف معه متسائلا بلهفة عن صور الخطوبة، وظل في وحدته العسكرية في سيناء حتي جاء موعد إجازته، وبينما كان مشتاقاً للقاء أهله وخطيبته، كان في حافلة ترافقها مدرعة عسكرية لحماية الجنود، إلا أن سيارة مفخخة اعترضت الحافلة وانفجرت، فاستشهد عبدالرحمن مع 10 جنود من رفاقه وأصيب 37 آخرون، وذلك علي طريق العريش بشمال سيناء، ولقي عبدالرحمن ربه فداء للوطن.
شقيقه الأكبر قال إن عبدالرحمن أقسم عليه في المحادثة الهاتفية الأخيرة بينهما، بألا يري أحد صور خطوبته قبل أن يراها هو، وأضاف: أم عبدالرحمن قامت بتربيتهما بعد وفاة الأب وهما صغيران، حيث كانت تعمل خبازة في القرية لتربي أبناءها رجالا وتقدمهم فداء للوطن.
تتابع منال: حين دخلت علي أم عبدالرحمن لأقدم لها واجب العزاء، أحتضنتني بشدة قائلة «إوعي تكوني من قناة الجزيزة»،، فاقسمت لها إنني لا علاقة لي بهذه القناة، وهنا بدأت تتحدث معي فقالت: عبدالرحمن إبني العريس مات فداء لمصر، وأنا ماليش أي طلب غير إني أشوف السيسي وأحضنه وأقول له إنت ابني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.