بدأت السياسة تطل برأسها في انتخابات اتحادات طلاب الجامعات وبشكل واضح وأسرع مما يتخيل القائمون علي الشأن الجامعي والسياسي وبخاصة في محيط جامعات القاهرة وعين شمس والزقازيق وبنها والمنصورة والإسكندرية والمنيا. وعلي الرغم من التأكيدات والتصريحات الحازمة من مسئولي التعليم العالي والجامعات بأنه لا سياسة داخل الجامعات إلا أنه وعلي أرض الواقع أنه كانت في بداية العام الجامعي بعض التحركات السياسية من قبل بعض الأحزاب والحركات السياسية من خلال الأنشطة الطلابية وإن كان بشكل غير معلن. إلا أنه مع البدء الرسمي لفعاليات الانتخابات التي بدأت يوم الاثنين ظهر طلاب حزب مصر القوية الذي يرأسه الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح في عدد من كليات جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان مع تركيزهم علي اتحادات بعض الكليات من بينها اتحاد طلاب كليات الصيدلة والطب.. فيما ظهر في جامعة "عين شمس" ائتلاف طلابي أطلق عليه "تحيا مصر" خاصة بين أسر كليات الهندسة والعلوم وبعض الكليات النظرية ولهم ظهير متواجد في جامعات القاهرة والزقازيق.. أما "حزب مستقبل وطن" الذي يرأسه محمد بدران آخر رؤساء اتحاد جامعات مصر عام 2012 قام هو الآخر بتكوين ائتلافات طلابية لخوض الانتخابات في معظم الجامعات المصرية عن طريق ضم الأسر الطلابية المؤثرة في النشاط الطلابي العام الماضي، ويرتكز في جزء من عمله علي جامعة بنها الجامعة التي تخرج منها بدران وحصل باسمها علي رئاسة الاتحاد - ولم يغب طلاب جماعة الإخوان المسلمين عن المشهد ويعملون تحت أسماء "أسر طلابية" مختلفة عن تلك التي تم تجميدها في الأعوام الماضية ويسعي الطلاب المنتمون إلي حزب النور والجبهة السلفية إلي التواجد في هذه الانتخابات وبدأت الأسر التي تضم طلابا منهم التحرك بالفعل خاصة في الإسكندرية وجامعات الصعيد.. انتخابات اتحادات الطلاب في مختلف الجامعات والكليات والمعاهد العليا تعود بعد أن تم إلغاؤها خلال العامين الماضيين.. والجامعات ممثلة في الطلاب يريدون عودتها بعد أن حرموا منها خلال السنوات الماضية.. والقيادات الجامعية لا مانع لديها من استئناف هذا النشاط شريطة عدم العودة الي استغلالها كباب خلفي لممارسة العمل السياسي داخل الجامعات.. وفي المقابل تنظر الأحزاب والحركات السياسية لهذه الانتخابات كجزء من حالة الحراك السياسي المحلي. من جانبه قال لنا "الدكتور أشرف الشيحي..وزير التعليم العالي": نحن لن ندعم أي تكتلات طلابية وسنوقف دورات معهد إعداد القادة من الآن وحتي انتهاء انتخابات الاتحادات الطلابية للقضاء علي شبهات التوجيه السياسي أو التدخل الإداري.. ولن يتم شطب أي طالب من المرشحين في الانتخابات الطلابية بمختلف الجامعات المصرية وفي كافة مراحلها إلا المخالفين لشروط الترشح التي تضمنتها اللائحة الطلابية.. كما لن يتم استبعاد المنتمين لكيانات سياسية طالما لم يربطوا ترشحهم بانتماءاتهم الحزبية والسياسية.. ولن نسمح بتكتلات سياسية في الانتخابات الطلابية ولن يكون هناك تدخل للأجهزة الأمنية أو الإدارات الجامعية في اختيارات الطلاب أو دعم أي تكتل طلابي. وحول اعتراض بعض الكيانات الطلابية علي انفراد الوزارة بتعديل نصوص اللائحة الطلابية دون العودة للطلاب قال الوزير: التعديلات لا تؤثر علي اللائحة ذاتها ولا تستحق الرجوع إلي الطلاب وإذا انتظرنا فلن تكون هناك أي انتخابات مثلما حدث في الأعوام الماضية لأن الطلاب ليس رأيهم واحدا ومع ذلك إذا أراد الطلاب وقف الانتخابات لحين مناقشة اللائحة فنحن علي استعداد لذلك.. والتعديلات التي تم إدخالها علي اللائحة الطلابية بسيطة ولا تؤثر علي حقوق الطلاب في الترشح لافتا إلي أن المادة المستحدثة باستبعاد المنتمين للكيانات الإرهابية ستطبق علي من صدر في حقه حكم قضائي يؤكد انتماءه لتلك الكيانات أو إدانته بذلك في مجلس تأديب جامعي أو رصده عن طريق كاميرات المراقبة الجامعية أو أي وسيلة أخري في وقائع التخريب والشغب.