جديد تظهر وثائق تؤكد دعم الولاياتالمتحدة للإرهاب، والعمل علي نشره في الدول التي تريد إبقاءها علي جمر من نار، فكثيرة هي الأدلة التي تأتي بين وقت وآخر حول السياسة الخارجية الكارثية التي اتبعها أوباما، ووزيرة خارجيته السابقة، هيلاري كلينتون، التي نتج عنها تحول ليبيا إلي معقل للإرهابيين والجماعات المتطرفة، بداية من الشكوك التي أكدتها رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالبيت الأبيض مروراً بتحقيقات المكتب الفيدرالي الأمريكي، وأخيراً كتاب رئيس لجنة الاستخبارات السابق بالكونجرس الذي يتهم الإدارة الأمريكية بالتسبب في تحول ليبيا إلي مستنقع ومأوي للإرهاب. هويكسترا: ليبيا تحولت لمعسكر للإرهابيين ومخزن وموزع للأسلحة في الشرق الأوسط لا يوجد شيء يعلو فوق المصالح الأمريكية، فسواء الجمهوريون أو الديمقراطيون داخل الولاياتالمتحدة لا يعملون إلا من أجل إعلاء دولتهم في أن تظل القوة العظمي.. ومع اقتراب ماراثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها العام المقبل إلا أن كلا الحزبين يحاول إفشال سياسة الآخر في إدارة الدولة علي الرغم من أن هدفهم وأطماعهم واحدة وهي إبقاء الشرق الأوسط في صراع دائم.. ومنذ الاعتداءات التي استهدفت البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي في 12 من سبتمبر 2012 التي أدت إلي مقتل السفير "كريستوفر ستيفنز" وثلاثة آخرين، عكف الكثيرون من الساسة الأمريكيين علي معرفة ما حدث ومحاولة الوصول إلي حقيقة عما إذا تستر أوباما وهيلاري علي أحداث الهجوم علي القنصلية ومعرفتهم بالهجوم قبل وقوعه أم لا. فيما انتقد آخرون إدارة أوباما الوضع في دول الربيع العربي ومساندته للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ودعمهم لاعتلاء السلطة في هذه الدول؛ وكان "جيمس جاي كارافانو" نائب رئيس مؤسسة "التراث" الأمريكية من بين من وجهوا انتقادا إلي البيت الأبيض، حيث قال إن سياسة الإدارة الأمريكية باتت مزرية وكارثية ليس فقط في الشرق الأوسط بل وعلي واشنطن أيضاً، بعد أن ساهمت في نشر الإرهاب والفكر المتطرف، الذي سيضر بمصالح أمريكا. هذا بالإضافة إلي رأي "جون بولتون" السفير الأمريكي السابق لدي الأممالمتحدة، الذي يري ضرورة إعادة قراءة وتحليل مايجري في الشرق الأوسط خاصة شمال أفريقيا ومناقشته مع المواطن الأمريكي كمحاولة لإيجاد سياسات جديدة مع قرب انتهاء ولاية أوباما، وهذا ما فعله "بيت هويكسترا" الرئيس السابق للجنة الاستخبارات بالكونجرس، من خلال كتابه الجديد "معماري الكارثة.. دمار ليبيا" الذي يروي القصة الحقيقية وراء الأحداث المأساوية في أحداث ليبيا مستنداً بوثائق ومعلومات توضح التخاذل والخلل الأمني المتعمد من الصقور الأمريكيين ومن ثم خدمة مصالحهم السياسية وأطماع واشنطن الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. كما يوثق الكتاب، الذي يتكون من 178 صفحة، الدور الذي لعبه أوباما، الذي يفتقد الخبرة ووزيرة الخارجية المسيسة، حسب وصف الكاتب، في نشر الفوضي وتحويل ليبيا إلي ساحة لتدريب الإرهابيين وملاذ آمن للجماعات الجهادية وتهريب الأسلحة في المنطقة ودعم المتطرفين في سوريا مقابل التضحية بدماء باردة برجالها في بنغازي. ويتساءل الكاتب عن كم الأسلحة الكيميائية من غاز الخردل والكبريت التي حصل عليها الإرهابيون عقب الإطاحة بالقذافي. ووفقاً لهويكسترا، فإن مأساة السياسة الأمريكية غير الشرعية في ليبيا مستمرة وبدأت تتكشف يوماً بعد يوم، ومنذ غزو العراق عام 2003، ووفقاً لشهادة بعض المسؤولين التي ذكرها الكتاب، أن أوباما وهيلاري شهدا مخاوف القذافي وتخليه عن برنامجه النووي ودفع تعويضات لضحايا تفجير طائرة "بانام 103" الأمريكية فوق مدينة لوكربي، الاسكتلندية. و كعضو في لجنة الاستخبارات، سافر هويكسترا إلي ليبيا عام 2003، بناء علي طلب من إدارة بوش، لتحديد ما إذا كان ما يفعله القذافي حقيقيا أم لا. ويقول هويكسترا "خلص الجمهوريون والديمقراطيون بالإجماع في تلك المرحلة إلي أن الزعيم الليبي كان خائفاً من الإطاحة به، سواء من الولاياتالمتحدة، أوالمخاوف من الجهاديين المتطرفين. ولم تكن هذه المرة الأولي التي تكشف عن مثل هذه المعلومات، بل كان هناك عشرات التقارير التي تؤكد تورط جماعات تابعة للقاعدة في الهجوم، وأن وكالة الاستخبارات المركزية ووزيرة الخارجية وقتها كانت علي علم بها. وفي إحدي رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بأعضاء البيت الأبيض عقب أيام من الاعتداء، طلب "بن رودس" نائب مستشار الأمن القومي من "سوزان رايس" السفيرة الأمريكية لدي الأممالمتحدة آنذاك أن تقول إن أعمال العنف نجمت بشكل تلقائي من حشود غاضبة من الفيلم المسيء للرسول الذي تم بثه علي الإنترنت، ولم تكن من تدبير متشددين إسلاميين. وتبين بعد ذلك أن الاعتداء كان مخططاً له من قبل مسلحين. وحين ثبت أن رواية رايس غير صحيحة، اتهمها أعضاء الكونجرس من الجمهوريين بأنها تحاول حماية أوباما خلال حملته الانتخابية الثانية آنذاك التي كانت تقوم علي أنه وجه ضربات قاسية لتنظيم القاعدة، وأن التنظيم انتقل إلي مرحلة الدفاع والفرار. وكان نواب الحزب الجمهوري قد أكدوا طوال الثلاث سنوات الماضية أن إدارة أوباما تسعي إلي طمس الطابع الإرهابي لهذا الهجوم. فيما اتهم النائب الأمريكي "تيري جاودي"، إدارة أوباما وهيلاري العام الماضي، بالتضليل المتعمد عن الهجوم، أثناء تقديم الأخيرة شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ. فيما أكد السيناتور "راند بول" أن لديه ما يفيد تورطها في تهريب أسلحة إلي سوريا من ليبيا عبر تركيا، كما تحدث عن تعمد وكالة الاستخبارات المركزية تدمير موقع الأحداث وطمس الأدلة، حتي لا تتمكن اللجنة من فحصه بحيادية. كما كشف صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت علي إرسال شحنة أسلحة من شركة "فريسنو" بكاليفورنيا إلي ليبيا، للإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 رغم من تحذيرات الأممالمتحدة. ونشرت الصحيفة هذا التقرير المدعوم بالوثائق التي تكشف عن دور الدبلوماسيين الأمريكيين في بنغازي بتأمين شحنات أسلحة للمجلس الانتقالي والحركة الليبية التي تسعي للإطاحة بالقذافي وتشكيل حكومة جديدة، مؤكدة علي علم هيلاري حينما كانت تشغل حقيبة الخارجية، بالجهود الرامية لتسليح المتمردين الذين يسعون للإطاحة بالقذافي. وفي هذا السياق، تناول هويكسترا موقف المرشحة للانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة هيلاري حيث قال إن الأخيرة تعد بمكافحة الإرهاب لكنها علي الرغم من وعودها فإن أداءها ساعد ودعم الإرهابيين. وخدم هويكسترا بالكونجرس لمدة 18 عاماً عن ولاية ميشيجان في الفترة من 1993 وحتي 2011. وقد تم تعيينه كرئيس للجنة الاستخبارات منذ عام 2004 وحتي يناير 2007، وخلال هذه الفترة كان مسؤولا عن إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية ووضع التشريعات في أعقاب أحداث 11 سبتمبر والإشراف علي العمليات السرية الأمريكية، والآن عضو بمشروع "Shillman" الأمريكي للتحقيق في قضايا الإرهاب.