عامان مرا علي زواجي أشعر أنهما لم يزيدا زوجتي إلا ابتعادا ونفورا ولا أدري ما السبب.. أفعل كل ما في وسعي لإرضائها.. ما إن تلمح بحاجتها لشراء أي شيء إلا وأسرعت بتقديمه لها.. لم أفوت مناسبة إلا وأهديتها.. لم تكن هدايا رمزية كما تشكو الزوجات بل كنت أشتري كل ما يخطر علي بالها.. لم أحسبها يوما ليقيني أن المال وهبني الله إياه لننعم ونسعد وندخل السعادة عملي أولادنا وأهلنا.. ومثلما لم أبخل بالمال لم أبخل بالحب ولا بالاهتمام والحنان كان كل وقتي بعد عملي لها ولأولادي.. أنتهز فرصة الإجازات لنسافر.. إما في رحلات للخارج أو للداخل حسب الظروف ماذا يمكنني أن أفعل أكثر من هذا؟! سؤال تحول إلي لغز.. شيء ما يقف بيني وبينها لا أدري ما هو.. كتومة هي لأقصي حد.. ظننت أن ذلك ميزة حتي لا تفشي أسرار بيتنا كما تفعل معظم الزوجات الأمر الذي يؤدي إلي حدوث كوارث ومشاكل كبيرة لكن الأمر بدا مبالغا فيه وعندما يصل لدرجة أنها لا تفتح قلبها حتي لي حاولت كثيرا أن أعرف مايدور في نفسها لكني لم أفلح.. أشعر أن الهوة بيننا تزداد والعلاقة تسير من سيئ لأسوأ خاصة أن صبري بدأ ينفد.. لجأت إلي الأهل لكن أحدا لم يصل معها لحل عقلي يصور لي أحيانا أمورا غريبة شيطاني يصور لي أن قلبها ربما يميل لآخر.. راقبتها لكنني لم أكتشف إلا كل ما يثبت التزامها وخلقها وتدينها.. لم يكن مفاجأة لي ذلك .. لكن كما قلت شيطاني صور لي ذلك واستجبت للشكوك.. دفعني عجزي عن الوصول لقلبها.. حتي الآن لا أعرف كيف أخرجها من هذه الشرنقة التي تعيش فيها؟ لصاحب هذه الرسالة أقول: لا أستطيع إخفاء دهشتي من رسالتك فمن الصعب تصور أن زوجا يعجز عن أن يقتحم قلب ونفس وعقل زوجته ليعرف مابداخله فالزوج هو أقرب إنسان لزوجته أو هكذا من المفترض أن يكون وبالرغم من كل عطائك لزوجتك إلا أن هناك شيئا ما يحول بينكما.. ويبدو أنك لم تبذل جهدا كافيا لفهمها.. صحيح أنت تقدم كل ما تتصور أنه يرضيها من إغداق بمال وهدايا وفسح وخلافه من المؤكد أن كل القارئات ستحسد زوجتك عليك.. لكن يبقي شيء ما تفتقده هذه الزوجة وهي بالطبع لا تصرح به أو ربما هناك من صفاتك شيء ما يزعجها ويضايقها لكنها ترفض التصريح به.. لا أعتقد أنه من الصعب الوصول إلي ما يعكر صفو حياتكما.. وعليك أن تبذل جهدا أقرب للوصول إليها.. وليس بجديد تذكيرك أن سنوات الزواج الأول غالبا ما تكون أصعب مرحلة في حياة الزوجية هي بداية احتكاك حقيقي بين مانرغب أن تكون عليه صورة الآخر وماهي عليه بالفعل بين ما نحب فيه ومايجب أن نسلم به كأمر واقع.. بين ما نتمني وبين ما تصدمنا به العشرة.. لا تخلو حياة أي زوجين من المشاكل المهم هنا أن يبذل كل طرف جهدا في التعرف علي الآخر مايحبه وما يكرهه ما يرضيه مايرفضه وأن يعمل كل مايدخل السعادة علي قلبه بالشكل الذي يريده الآخر لا بالطريقة التي يظن أنها تسعده.. الأمر يحتاج منا لقدر من الذكاء والصبر حتي نجتاز كل مرحلة صعبة تمر بها حياتنا الزوجية.. فالزواج يحتاج لسياسة النفس الطويل ومع الأيام نزداد خبرة في تعاملنا مع شريك الحياة. فصبرا جميلا.