لأن الاسكواش يجري في عروقه منذ أن كان صغيرا لا يتعدي عمره 8 سنوات شق محمد الشوربجي طريقه نحو النجاح بفضل امتلاكه لموهبة خارقة وقياسات جسمانية ونفسية متميزة.. وظلت عيون الجميع تلاحقه وهو يبهر الجميع بإمكانياته منذ أن بدأ الاحتراف الحقيقي للعبة بعد حصوله علي منحة دراسية في إنجلترا وهو في الخامسة عشرة من عمره.. وهناك حصل علي الثانوية بتفوق ودخل كلية الهندسة ولكنه بسبب الاسكواش.. غير مساره للدراسة في كلية إدارة الأعمال ويستعد الآن لمناقشة رسالة الماجستير وعلي مدار فترات قليلة مارس محمد الشوربجي هوايته في الفوز بالبطولات العالمية. وآخرها بطولة إنجلترا المفتوحة بعد أن أبهر الجميع بمهاراته وإمكاناته وتربع علي عرش الاسكواش العالمي وبات المصنف الأول عالميا للشهر السادس علي التوالي .. اقتربنا منه وحاورناه.. ماذا عن بداية علاقتك بالاسكواش؟ نشأت في أحضان أسرتي بالإسكندرية.. والداي مهندسان مدنيان عاشقان للرياضة وتلقيت تعليمي في مدرسة سان مارك الفرنسية بالشاطبي.. ورغم ممارستي لرياضة الجمباز والسباحة كنت أرافق خالي العاشق للعبة الاسكواش خلال ذهابه لأداء التدريبات.. فمن الطبيعي أن تورق الأشجار في بستان منزلنا ومن هنا بدأت اللعب وعمري 8 سنوات وتألقت داخل ملاعب الاسكواش بنادي سموحة وفزت ببطولة الجمهورية تحت 11 سنة وعمري 10 سنوات. ولكن يتردد أنه صادفتك معارضة أسرية للاستمرار في اللعبة؟ والدتي كانت خائفة أن تؤثرالرياضة علي دراستي ولكن مع تحقيقي تقدما ملحوظا في اللعبة لمست رغبتها في الدفع بي للتدريب داخل الملعب الزجاجي وكان لها الفضل في مساعدتي في اتخاذ قرار التفرغ للاسكواش استنادا لفوزي علي جميع من في مثل عمري من أولاد وبنات. وكيف حافظت علي التوازن بين الدراسة والرياضة؟ رغم أن مواعيد الامتحانات كانت غالبا ما تتزامن مع البطولات إلا أني كنت متفوقا دراسيا وأيضا رياضيا ونتيجة لتفوقي حصلت علي منحة دراسية في إنجلترا وعمري 15 عاما واستكملت دراستي الثانوية هناك بمدرسة بودفيلد التي تتمتع بشهرة عالمية لكونها أفضل المدارس الرياضية والعلمية علي مستوي العالم بخلاف أنها تضم كوادر تدريبية يعتبرون من أفضل مدربي الاسكواش علي مستوي العالم وكان لي الحظ أني تدربت علي يد واحد منهم ومازال هو مدربي حتي الآن.. ورغم بذلي جهدا غير عادي في التدريب إلا أن الجميع هناك ساعدوني في التركيز في الدراسة وحصاد التفوق في الثانوية العامة بمجموع كبير تخطي ال 90% ودخولي كلية الهندسة. ولكن ماحقيقة تركك للهندسة؟ دراستي للهندسة كادت أن تبعدني عن التدريب الجاد الذي كاد وقتها أن يؤثر علي ترتيبي.. ونظرا لرغبتي في التفرغ لاحتراف اللعبة قررت تحويل مساري للدراسة في كلية إدارة الأعمال وحققت فيها نجاحا كبيرا وأنا بصدد مناقشة رسالة الماجستير وأركز علي تحقيق مستقبل باهر في بطولات الاسكواش العالمية القادمة داخل الملعب الزجاجي. بمن تأثرت وتدين له بالفضل في بداياتك؟ منذ أن لفت نظري تلك الكرة الصغيرة التي تذهب وتجيء بهذا المضرب العملاق وحدث أن شاهدني الكابتن جمال عوض رحمه الله وهو بطل مصر والعالم فترة الثمانينيات.. تنبأ لي بمستقبل باهر لأن مهاراتي أكبر من عمري حسب رأيه وقال لي أنت لاعب تملك روح الفوز وتفكرجيدا بالملعب وهذه الكلمات زادتني إصرارا لأصل إلي القمة خاصة أنه غرس أساسيات اللعبة بداخلي بجانب إكسابي المرونة واللياقة والغيرة اللازمة لتحقيق الانتصارات كما أدين بالفضل الكبير لنادي سموحة برئاسة المهندس محمد فرج عامر رئيس مجلس الإدارة الذي دعمني وشجعني في مشواري الرياضي. أيهما تهاب اللاعب المصري أم الأجنبي في البطولات؟ دائما ما أتمني ألا ألتقي مع أحد زملائي من أبطال الاسكواش المصريين ليس خوفا أو قلقا منهم رغم إدراكي بموهبتهم في الأداء وحسن التوقع وعشقهم للفوز لكني ببساطة أثق في قدراتي وإمكاناتي وأفضل اللعب أمام الأجانب لأثبت للعالم أنني أستطيع الفوز علي أي لاعب ينتمي لأي دولة في أي مباراة. طالما انتقلت للعيش في انجلترا احك لنا عن أصل لعبة الاسكواش؟ لعبة الاسكواش لها قصة طريفة ترجع لوجود أحد السجناء في زنزانته في إنجلترا ولم يجد لنفسه سلوي بين الأربعة حوائط سوي لعب الكرة المطاطية بقطعة من الخشب حتي حضر له سجين آخر بالزنزانة وشاركه اللعبة وبعدها انتشرت في مدارس بريطانيا ثم في جميع أنحاء الإمبراطورية ومستعمراتها في العالم في ذلك الوقت ومن ضمنها مصر خلال الحقبة الاستعمارية. وبمرور الوقت كان المصريون والموظفون استخدموا ملاعب الاسكواش التي بناها الإنجليز في خارج ساحات العمل حتي أصبح عندنا أول بطل عالم في الاسكواش وهو عبدالفتاح عمر الدبلوماسي المصري الذي توج بطلا عالميا علي عرش بلاده لمدة 7 سنوات ومكافأه الملك فاروق بتعيينه سفيرا لمصر في إنجلترا.. وتوالي بعدها ظهور أبطال الإسكواش العظماء ومنهم محمود عبدالكريم.. الدرديري.. إبراهيم أمين.. أحمد صفوت..محمدعسران. لوحظ أنه كان يبدو عليك التوتر قبل المباريات؟ - ليس توترا وإنما نوع من القلق.. وهذا أمر طبيعي يحدث لي قبل أي مباراة لأني أبدأ التركيز التام في كل ما يتعلق بالمباراة وأسعي للتركيز علي المهارة واللياقة واستخدام الحيل التكتيكية ولا أفيق منها إلا بعد العودة من الملعب الزجاجي وأنا فائز بالمباراة. وهل الفوز بذهبية بطولة إنجلترا.. بداية جديدة للتألق في بطولات الكبار؟ - لا يغيب عني حلم حفر اسمي في جميع البطولات والاستمرار في احتلال الصدارة لكوني المصنف رقم 1 علي مستوي العالم في اللعبة وبإذن الله سأظل محافظا علي القمة والترتيب العالمي وهذا يتطلب مني المزيد من التدريب والتركيز والتنسيق ما بين دراستي للحصول علي الماجستير والرياضة. أي البطولات لها فرحة خاصة عندك؟ رغم فوزي ببطولات الاسكواش العالمية المفتوحة ومنها مؤخرا بطولات هونج كونج.. ماليزا أمريكاكولومبياالمكسيك لكني أري فرحتي الأولي نابعة من فوزي ببطولة أمريكا فيلادلفيا في نوفمبر الماضي والفرحة الثانية وقت فوزي ببطولة إنجلترا المفتوحة، وهي من أعرق البطولات في تاريخ الاسكواش وهي غالية علي مصر لأنه لم يحدث أن فاز بها المصريون منذ فترة طويلة وهذه البطولة مجموع جوائزها 150 ألف دولار وهناك فرحة ثالثة وقت تخرجي من كلية إدارة الأعمال وأنا ارتدي الروب وأتسلم الشهادات مع شقيقي مروان وللعلم هو المصنف رقم 13 عالميا في اللعبة وهو الذي تخرج معي في نفس اليوم وفي نفس الكلية. وما النصيحة التي تقدمها لناشئي الاسكواش؟ الثقة في النفس امتلاك عزيمة وإرادة فولاذية لتحقيق الفوز والسعي وراء هدف محدد وعدم الانشغال بأي شيء . ماذا عن هواياتك الأخري؟ التنس وكرة القدم وبالمناسبة أنا أهلاوي وأعشق تشجيع برشلونة وتشيلسي ومشاهدة صديقي الحريف قوي قوي.. محمد صلاح.. وبصراحة هو أعظم سفير للكرة المصرية في أوروبا.