اللواء ياسين طاهر حينما تسلك الطريق الرابط بين العاصمة القاهرة إلي محافظة الإسماعيلية، لن تخطئ عيناك رؤية أعمال البناء والتطوير المستمرة، والتي شملت توسعة الطريق، وإنارته، وتزيينه، وتجميله، وزيادة المسطحات الخضراء، إضافة إلي إعادة تأهيل وافتتاح عدد من الجسور والكباري الجديدة، وكلها أعمال تمت في غضون العام الماضي تزامناً مع أعمال حفر قناة السويس الجديدة، وتم الانتهاء منها استعداداً لافتتاح القناة، واستقبال عشرات الزعماء والملوك والوفود المشاركين في احتفال افتتاح قناة السويس الجديدة. كتيبة العمل داخل محافظة الإسماعيلية، التي تشهد واحداً من أهم الأحداث في تاريخ مصر الحديث، يقودها ببراعة اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، الذي حول مكتبه إلي خلية نحل استعداداً لعرس افتتاح القناة الجديدة. في سطور الحوار التالي، يحدثنا اللواء ياسين طاهر عن استعدادات المحافظة لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وخريطة المشروعات التنموية التي تستقبلها المحافظة ضمن مشروعات تنمية محور القناة.. كيف استعدت محافظة الإسماعيلية لحفل افتتاح قناة السويس الجديدة؟ تم أولاً رفع كفاءة الطريق الصحراوي، وتم تزويده من بداية نقطة التحصيل بشبكة إنارة عامة بمسافة لا تقل عن 35 كيلو مترا بتكلفة 4.5 مليون جنيه، وهناك جزء من التكلفة تحملتها شركات الكهرباء، وإضافة مسطحات خضراء بلغت مساحتها 15 ألف متر مربع علي جانبي الطريق، وخصوصا في الجزر الوسطي، ورفع كفاءة المسطحات الخضراء الموجودة، بجانب دهان البلدورات وأعمدة الإنارة، وأخيراً أعمال التزيين والتجميل باستخدام الأعلام، والبالونات الهليوم، والإضاءة الفسفورية. كيف تري حدث افتتاح قناة السويس الجديدة؟ هذا الحدث هو أضخم حدث في تاريخ مصر الحديث، وفي هذا اليوم سنرسل رسالة حب وسلام من علي أرض محافظة الإسماعيلية للعالم كله لتترجم المعني الحقيقي لهذا الإنجاز الذي تم في وقت قياسي عندما أعطي الرئيس السيسي البدء في تشغيل هذا المرفق العالمي والحيوي وبالتالي الاستعدادات كانت علي نفس قدر أهمية الحدث فالافتتاح مقسم إلي جزئين الافتتاح الرسمي وهذا عبارة عن افتتاحية وحفل نهاري سيكون جزء كبير من الحضور جماهيريا يمثل كل فئات الشعب المصري، وسيلحق به حفل مسائي لكبار الضيوف من مختلف دول العالم. كيف تعاملتم إعلامياً ودعائياً مع الحدث؟ الحفل سيحضره زعماء ورؤساء من معظم دول العالم ليشاركونا الفرحة، ونحن تعاملنا مع الحدث بأسلوب الدعاية العالمية سواء لحضور الحفل أو البث المباشر الذي سيكون في توقيت ملائم لمعظم دول العالم. هل كان هناك تنسيق بين المحافظة وهيئة قناة السويس بشأن الحفل؟ هناك لجنة مشكلة من عدة جهات معنية تقوم بعملية التنسيق بين الجهات وبعضها البعض للإعداد لحفل الافتتاح، وبالتالي لم نترك شيئاً للظروف فهناك تخطيط وإعداد جيد. ماذا عن المشروعات التي يُجري تنفيذها الآن ضمن تنمية محور القناة في الإسماعيلية؟ محافظة الإسماعيلية تحظي بمكانة متميزة بين المحافظات المصرية فهي مركز المشروعات الجديدة حيث تم إعداد خطة من ثلاثة محاور رئيسية للنهوض بالمحافظة وإدماجها بخطط التنمية المقامة بالإقليم للاستفادة منها فالذي يدار علي أرض مدينة الإسماعيلية ليس مشروعا قوميا واحدا بل هناك مشروع قومي آخر وهو تنمية محور قناة السويس، هذا المشروع مكمل بشكل كبير لقناة السويس الجديدة، والمشروعان معا بمثابة قاطرة تنمية لمصر كلها، والذي يخصني في الإسماعيلية مشروعان الأول هو وادي التكنولوجيا شرقا، والثاني هو مشروع ضاحية الأمل التنموية، وهي عبارة عن منطقة صناعية سياحية سكنية متكاملة مساحتها لا تقل عن ثلاثة آلاف فدان، وحاليا نضع اللمسات النهائية لجميع المرافق فيها إضافة إلي تمهيد الطرق لتكون جاهزة للمستثمرين عندما يبدون رغبتهم في الاستثمار بها. أما مشروع وادي التكنولوجيا فهو مشروع قائم بالفعل وأنفق عليه تقريبا 100 مليون جنيه، وتعثر لمدة أربعة عشر عاما، ونحن قمنا بإعطائه قبلة الحياة والهدف من هذا المشروع أن تكون مصر أحد الدول المنتجة للتكنولوجيا وهذا المشروع سيوفر فرص عمل كثيرة لشباب الإسماعيلية لم تحدث منذ فترة طويلة. كيف كان التنسيق مع القوات المسلحة للبدء في تنفيذ هذه المشروعات؟ القوات المسلحة تقوم بدور كبير فهي بجانب دورها في الجانب الأمني بالمحافظة كون محافظة الإسماعيلية تقع في نطاق أكبر تشكيل تعبوي للقوات المسلحة بقيادة الجيش الثاني تتولي أيضا المشاركة والإشراف علي المشروعات المهمة علي أرض المحافظة. ماذاعن مشروع مدينة الإسماعيلية الجديدة؟ مدينة الإسماعلية الجديدة تقام علي مساحة 5 آلاف فدان بإجمالي 58 ألف وحدة سكنية منها 34 ألف وحدة سكنية مختلفة المساحات، إضافة إلي المباني الخدمية، وقد تم التعاقد مع بعض الشركات للبدء في التنمية وحفر أساسات الوحدات السكنية، وبدأنا في تنفيذ أعمال شبكة الطرق بالمدينة، وتوصيل المرافق، وسيتم افتتاح المرحلة الأولي في شهر أغسطس الجاري. هل هناك تواصل مع شباب المحافظة للعمل علي تغيير ثقافة التشغيل لديهم؟ شباب محافظة الإسماعيلية أمامهم مستقبل كبير، وهناك تواصل بشكل مستمر معهم، وهناك برامج توعية لتغيير ثقافة التشغيل، وتغيير فكرة انتظار الوظيفة الحكومية حتي لا يكون هناك بطالة، وبعد إتمام مشروع محور التنمية سيفتح كنز كبير لهم حيث سيتم توفير العديد من الوظائف عن طريق المشروعات الكبري الاستثمارية التي ستقام ضمن مشروع محور وتنمية قناة السويس، والأولوية في هذه الوظائف ستكون لأبناء محافظة الإسماعيلية، خاصة تلك المشروعات التي تقام علي أرض المحافظة. ما حجم فرص العمل المتوقعة من هذه المشروعات؟ نحو مليون فرصة عمل علي مستوي المحافظات الثلاث. ماذا عن التنمية في القطاع الزراعي والسياحي؟ نحن لدينا 400 ألف فدان رقعة زراعية، وهي مساحة ليست كبيرة لكنها تمتاز بأن 50% منها يتم زرعها بمحاصيل غير تقليدية، وهذه نسبة غير موجودة في مصر كلها حيث يتم زراعتها بالفراولة والموز علي سبيل المثال، وهذه صنعت حالة رواج للمواطن الإسمعلاوي، وجعلته مزارع فئة أولي، وفي الصناعة لدينا منطقتان صناعيتان، هما منطقة القنطرة شرق، والمنطقة الحرة. أما بالنسبة لقطاع السياحة، فهذا جزء مازال بكراً رغم أن الإسماعيلية لديها مقومات سياحية عالية، لذلك هذا المجال لم يستثمر فيه إلي الآن، وأنا أعتبره الكنز القادم للإسماعيلية، لذلك فقد أقمنا مؤتمرا عن التنمية السياحية في المحافظة، وجمعنا فيه بعض الأفكار لبدء تطبيقها، وبعد افتتاح القناة سيكون هناك المؤتمر الثاني تتبناه جامعة قناة السويس في الإسماعيلية، وسيكون هناك توصيات يتبعها جزء تنفيذي لأننا نريد أن ننشئ مشروعات سياحية وفنادق لعمل تنمية سياحية، للمساهمة في عودة الإسماعيلية كما كانت في الماضي تمتاز بسياحة اليوم الواحد والسياحة السريعة. كنت مهتماً بملف العشوائيات عندما كنت نائبا ًلمحافظ القاهرة، فكيف تعاملت مع هذا الملف في الإسماعيلية؟ نحن في الإسماعيلية لدينا 22 منطقة عشوائية لا يوجد فيها مناطق خطرة لذلك خطتنا هنا في العشوائيات تسير لتغيير طبيعة المنطقة أي إعادة التخطيط وتغيير أسلوب الإدارة الخاطئ للقضاء علي العشوائيات نهائياً. ماذا عن مشكلة النظافة؟ النظافة ملف لا يغلق في أي مجتمع في العالم، وهي صراع أبدي بين مصدر ومنتج المخلفات، وهو المواطن، وبين الجهات المعنية بإزالتها، وبالتالي تكمن كلمة السر في "الجمع السكني" وإذا استطعنا تطويره بأن يكون فصل المخلفات من المنبع يكون الوضع أفضل كثيراً، وبالفعل لدينا مشروع في هذا الإطار، وتم الاستقرار علي 17 شركة بالفعل، وانا أنتظر الموافقة من مجلس الوزراء بالدعم المالي، لأن هذا الموضوع مكلف، ولكن هناك موافقة مبدئية.