ما الجديد الذي دفعك لتقديم شخصية الصحفي في زوجة مفروسة؟ - في المقام الأول شعرت بمرارة نظرة المجتمع لمشاكل الحياة الزوجية وارتباطها بمشاكل أخري كثيرة في قلب المجتمع، ولذا قررت تقديمها وتسليط الضوء عليها كنموذج صارخ في الحياة من خلال دوري كفنان مع بقية فريق العمل المتميز لتوصيل فكر المؤلفة الكاتبة الصحفية أماني ضرغام في استعراض حي لهذه المشاكل مع إعطاء الفرصة لكل الأزواج في البيوت للانطلاق والنجاح في الحياة بعد كشف زوايا مختلفة غائبة في نسيج هذه المشاكل.. وفي المقام الثاني أن المسلسل عبارة عن حلقات منفصلة متصلة تحتوي علي 30 حدوتة مختلفة.. وأعتبرها 30 فيلما قصيرا ظهرت من خلالها صعوبة الكتابة لأن الزوجين يعيشان كل يوم موقفا جديدا، بالإضافة لأن العمل كان جيدا في تقديمه لكوميديا هادفة لا يوجد فيها مناظر خادشة للحياء أو إفيهات خارجة.. وبصراحة استمتعت بالتمثيل في العمل لأنه جاء علي هواي في تقديم الكوميديا الراقية التي أحبها وأعشقها. ولكن يقال إنك أخرجت فلسفتك الخاصة لتقديم الشخصية؟ - منذ بدأت قراءتي للسيناريو.. ومن خلال إلمامي بنوعية المشاكل الزوجية الحياتية امتلكتني مشاعر وأحاسيس جديدة دفعتني لوضع خطوط عريضة لشخصية الصحفي «علي» في ذهني حول مستواها الثقافي والاجتماعي وتكوينها النفسي والملابس التي تتناسب مع طبيعة عمله.. وبالفعل انتزعتني الشخصية من نفسي بنسبة 70% وأنا في طريقي إلي الاستديو وعندما أواجه الكاميرا تتلاشي نسبة ال30% الباقية وبحكم خبرتي التمثيلية التي عملت فيها خلال 17سنة مع كبار النجوم الذين تعلمت منهم الكثير والكثير.. تعايشت مع الشخصية ولم أبخل علي الدور بأي شيء منذ بداية تصوير العمل وحتي نهايته مستندا في كل ذلك إلي التفاهم الخاص مع مؤلفة العمل الكاتبة الصحفية الكبيرة أماني ضرغام والمنتج والمخرج أحمد أنور وباقي نجوم العمل ومنهم سمير غانم وداليا البحيري ورجاء الجداوي وإيمان السيد ومروة عبدالمنعم. يتساءل الكثيرون عن سر قلقك أثناء تصوير زوجة مفروسة؟ عندما يكون رصيدي نجاحات مستمرة في جميع أدواري الفنية.. فالمفترض المحافظة علي موقعي ومستواي الفني علي الساحة.. وهذا يفسر سبب قلقي الشديد في البحث واختيار الأدوار التي تحمل قيمة فنية وتحترم عقلية المشاهد وتعزف علي أوتار قضايا جوهرية من نبض المجتمع وقد استمر هذا القلق بشكل أكبر خلال تصوير دوري في زوجة مفروسة أوي نظرا لأنه أول بطولة مطلقة في التليفزيون.. وللعلم هذا القلق يزول حين ألمس ردود الفعل عند المشاهدين. وهل نجح العمل في تقديم العبرة والدرس النافع؟ المسلسل نجح في جذب قاعدة كبيرة جدا من المشاهدين نحو معرفة نوع المشاكل الزوجية والأخري التي تحيط بالمجتمع ومنها الإسفاف وتقديم الفن الهابط والنصب واستغلال النفوذ والظروف ضد البسطاء.. ونوعيات الصحافة الصفراء.. والتحولات التي عاني منها المجتمع مؤخرا.. ومن خلال التشويق الدرامي والمواقف الكوميدية لأحداث العمل.. ثم تقديم رسالة مباشرة لطرح المشاكل وحلولها بطريقة ساخرة قريبة من قلوب الناس.. ومن خلال رؤية أدبية ناجحة من الأساس للمؤلفة أماني ضرغام كانت عبارة عن مقالات وأصبحت كتابا ناجحا له طبعات كثيرة استثمرها المبدع المنتج والمخرج أحمد أنور وحولها بحاسته الفنية لعمل فني متميز.. ولا غرابة في ذلك لأننا زمان كنا نري أغلب الأعمال الفنية تؤخذ من روايات لكبار الكتاب أمثال إحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وطه حسين ويوسف السباعي وغيرهم.. وجميعها حصدت نجاحات لا حصر لها.. وقد أكد مسلسل زوجة مفروسة أننا نرجع للاستعانة بالأدب الجيد لتقديم نوعية أعمال درامية ناجحة. ما طقوسك في محطات الإبداع؟ طقوسي تبدأ منذ لحظة قبولي للعمل.. وعندما أقع في غرام الشخصية أركز علي جوانبها الإنسانية.. وأقرر تقديمها بعد شعوري بأني مفتون بكل كلمة في السيناريو والحوار.. ومن هنا يبدأ مشوار الإبداع والجمال.. ومعايشة الشخصية.. وطقوسي كلها تختصر في كلمة «إخلاصي» للناس وللعمل وللفن الذي يرضي الذوق والضمير. وهل الدراما التليفزيونية سحبت البساط من السينما؟ - لا ولكنها أخذت حيزا كبيرا جدا في الحياة الفنية - رغم أن السينما أصبحت في حالة غير جيدة تقدم في الغالب أعمالا سطحية وفقدت رومانسيتها وإحساسها بجمال الموضوع والصورة والتعبير والحوار وأصبح التعبير بالكاميرا قاسيا ليناسب موجات العنف والاغتصاب والإدمان التي سادت أفلامنا وساهمت في نشر الظواهر السلبية في مجتمعنا ولو رجعنا للوراء سنجد أن السينما كانت تنتج في الماضي أكثر من 50 فيلما في العام الواحد أما الآن فننتج خمسة أو ستة أفلام في العام وقد استغل مؤلفو الدراما التليفزيونية الفرصة وأبدعوا في تقديم مسلسلات ذات قيمة فنية عالية تحترم المشاهد وتعالج قضايا المجتمع ولهذا السبب تحول أغلب نجوم وفناني السينما إلي التليفزيون. لأي مدي تؤمن بمثل «ابن الوز عوام» بعد سماعنا أن لك تجارب فنية في التأليف؟ - لايوجد عندي ملكة كتابة عمل بالكامل ولكني يمكنني كتابة فكرة يتم تحويلها لفيلم مثلما حدث في فيلم الديكتاتور ومشاركتي في كتابة فيلم أمير الظلام الذي جسدت فيه شخصية أعمي يعيش في دار فاقدي البصر مع مجموعة من الشباب وأنا فخور بهذا المثل لأن والدي الدكتور سمير سرحان رئيس مجلس إدارة هيئة الكتاب كان نبعا فكريا وعلميا لايقارن ووالدتي الكاتبة الصحفية نهاد جاد رحمهما الله وأنا لي الشرف لكوني أبنهما وكان نفسي أن يسمع والداي كل الأخبار التي تطمئنهما علي مستقبلي كفنان وكان نفسي أيضا أن يشاهد الدكتور سمير سرحان أعمالي وبالأخص يوميات زوجة مفروسة. من صاحب الفضل عليك في دخولك مجال التمثيل؟ - الزعيم عادل إمام هو الذي أكتشفني وأعطاني تأشيرة الدخول لعالم الفن وأنا في معهد السينما حيث أعطاني مشهدا صغيرا في فيلم رسالة إلي الوالي - وعندما أعجب بأدائي كتب لي دورا بخط يده في الفيلم وبعدها أعطاني المخرج الكبير محمد فاضل فرصة عمري في بطولة مسلسل (العائلة والناس) وذاع صيتي وقتها وأنا طالب أيضاً بمعهد السينما وأشاد بي فريق العمل بالمسلسل وخصوصا الراحل القدير كمال الشناوي وكان تشجيعه لي سببا في اختياري في أعمال كثيرة منها مسلسل أميرة في عابدين مع الفنانة القديرة سميرة أحمد - والعطار والسبع بنات مع الأستاذ نور الشريف وأضيف أن كل من تعاملت معه من المخرجين والمؤلفين والنجوم الكبار والصغار أضافوا لي خبرات كثيرة ساهمت في رحلة نضوجي الفني وأن أكون شخصية متفردة لها طابعها الخاص فهم جميعا أصحاب فضل عليّ في مشواري الفني. هل تداعبك شخصية معينة تتمني تقديمها مجددا؟ - أكثر من شخصية - فهناك عملان أتمني إعادة كتابتهما بشكل عصري جديد الأولي شخصية سعيد مهران الذي قدمه العظيم شكري سرحان وأتمني أن يكون أمامي ممثل قوي يلعب دور رؤوف علوان الذي قدمه كمال الشناوي في رائعة نجيب محفوظ في فيلم «اللص والكلاب» والعمل الثاني فيلم الكيف لمحمود أبوزيد ونفسي أعمل شخصية محمود عبدالعزيز بشكل عصري خاصة أن الكوميديا خارجة من الشخصية - وأتمني أيضا إعادة تقديم فيلم «4 في مهمة رسمية» للراحل العظيم أحمد زكي.. وأنا متأكد أن هذه الأعمال لو أعيد كتابتها بشكل عصري ستقلب الدنيا رأسا علي عقب. ما أحب الأدوار إلي قلبك؟ - الذي أسعدني أني قدمت أدواراً متنوعة بروح الإبداع والتحدي ومنها علي سبيل المثال لا الحصر أفلام حريم كريم السفارة في العمارة - كان يوم حبك رسالة إلي الوالي كامل الأوصاف أمير الظلام التجربة الدانمركية الديكتاتور، ومسلسلات العائلة وسكة الهلالي وأميرة في عابدين وأوان الورد صاحب السعادة سرايا عابدين الصندوق الأسود - مولانا العاشق يوميات زوجة مفروسة بخلاف مسرحية جزيرة القرع وبودي جارد. ما جديدك علي الساحة؟ - انتهيت من تصوير فيلم «عيال سيس» تأليف عمرو سمير عاطف، إنتاج وليد صبري وإخراج أحمد نادر جلال والفيلم سيكون مفاجأة للمشاهدين.. وأمامي أكثر من سيناريو لمسلسلات درامية مازالت تحت مرحلة القراءة.