أراد لي الفنان أحمد ماهر أن أقوم بأداء الخدمة العامة بمركز شباب جديد به أنشطة مسرحية كان يشرف عليها ذهبت للمكان رغم بعده عن سكني وفي طريق عودتي ضللت العودة لبيتي فاعتذرت له ومن يومها تجمعنا صداقة قوية عاش أحمد ماهر طفولة حالمة أحب الشعر وقرأه واستمع إليه وإلي أغاني الفن الجميل ونما داخله حب الفن فأخذ يختزن الصور والأحداث الاجتماعية والسياسية في ذاكرته وينهل من القراءة في فروع شتي بدأ نشاطه الفني بوضع منضدة قديمة في حوش بيته يصعد عليها معتبرها أول خشبة مسرح يعتليها يقف ليغني ويردد ما حفظه عن ظهر قلب من مسلسلات وأوبريتات الإذاعة وكان يشترك في كل أنشطة المدرسة الفنية وخاصة النشاط المسرحي واستمر به الحال حتي وصل للمرحلة الثانوية حينها تأكد أن المسرح هو هدفه وغرامه وحبه وحصل فيها علي جوائز في الإلقاء والتمثيل في المسرحيات التي كانت تقدمها مدرسته علي المسرح القومي وبحضور نجوم الفن واتجه مباشرة لدراسة التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومع بداية انطلاقته الفنية قدم أدوارا بمسرحيات هاملت والحكم بعد المداولة والحالمة والمخططين وشارك أحمد ماهر في بطولة 18 فيلما سينمائيا وبعدها قدمه نور الدمرداش في دور هام بمسلسل علي باب زويلة وهو مارشحه وأهله لأدواره الهامة بذئاب الجبل والهجان وجنكيز خان وهولاكو ويعتز أحمد ماهر بأدواره الإذاعية رغم كثرتها لأنه فنان يتقن اللغة العربية السليمة لذا تجد أدواره اهتماماً اغير عادي من المستمع ويقول عن أعماله أراعي أن تكون الأعمال هادفة تحترم عقل وفكر المستمع وضروري أن تحمل مواصفات ونواحي فنية وثقافية لأن مثل هذه الأدوار تحتفظ بقيمتها ورونقها علي مدي الأيام مع ماتبعها من أدوار عديدة مختلفة في كل المجالات الفنية أما أعماله المسرحية فيتذكر منها دائما عربة اسمها الرغبة والتربيع والتدوير وروميو وجوليت وعرابي وشهريار وعطيل وهو الممثل الوحيد الذي ينتقي إكسسوارات أدواره بنفسه لأنه يري أنها من مكملات الشخصية الهامة للعرض وأن التمثيل في المسرح له سلطان وبريق وعشق وتواصل مدفوع بشكل فوري من الجمهور ولهذا فإن المسرح بالنسبة له يظل حبه المنشود.