منهجية الأسلوب صارت تحكم طريقة الحزب الوطني في التعامل مع الأحداث والقضايا السياسية، ولم يكن أهم من الانتخابات البرلمانية لكي تظهر آليات هذه المنهجية واضحة في التنظيم الحزبي وفي السياسات أيضا . من قبل كان الحزب يرشح أعضاءه لخوض الانتخابات مع قليل من الدعم المعنوي، علي غرار، إذهب أنت وربك فقاتلا، وها نحن هاهنا قاعدون، تاركا المرشح حسب قدراته واجتهاداته، لتأتي النتائج حسبما يوجهها الريح في الشارع السياسي . اليوم شمر قيادات الحزب عن سواعدهم خائضين في خضم المعركة الانتخابية لدعم مرشحي الحزب . ومن الحكم المتناقلة عبر التاريخ " تكلم حتي أراك" وقد تكلم جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني وأمين السياسات، طل علي الجماهير من خلال شاشتي قناة العربية وبرنامج مصر النهاردة بالتلفزيون المصري. حديث جمال مبارك في القناتين جاء وكأنه كتاب مفصل لتفسير كل ما عنّ للمواطن المصري من سؤال عن أي قضية خلال الفترة الماضية . أمين السياسات أجاب عن كل الأسئلة التي طرحت من جانب المذيعين خيري رمضان ورندا أبو العزم، بما في ذلك الأسئلة التي يتداولها الشارع بناء علي التركيز الإعلامي عليها والخاصة بطموحات جمال مبارك الشخصية . انطباعات المشاهدين عن حوارات جمال مبارك عكست مدي المصداقية التي تحدث بها أمين السياسات الذي خاطب المواطن بلغة جديدة تماما، لغة واقعية، تتضمن كلماتها وعباراتها نبرة هادئة غير انفعالية تدل علي ثقة كبيرة فيما يطرحه من قضايا . وقد لفت الانتباه التركيز العميق من جمال مبارك خلال الحوارين، لدرجة إجابته علي الأسئلة جميعها بما تضمنته من أرقام، من ذاكرته وهو ما يدل أيضا علي استغراقه في كل ما طرح من قضايا سواء في الجوانب السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية . وإذا كان أمين السياسات يمثل نموذجا للاحتراف السياسي، إلا أنه كان »دوغري« .. مخلصا في تبنيه القضايا.. لا يلف ولا يدور، إجابات محددة، بتركيز كبير علي ترسيخ الكيان المؤسسي للحزب، فهذا هو الهدف الذي كان وراء الفكر الجديد . أمين السياسات حرص علي عدم انتساب الفضل كله له في عملية تجديد الحزب الوطني بمنهجية سياسية وتنظيمية، أكد أن قيادات الحزب كان لها توجه مشترك في اتجاه تطوير الحزب لمواكبة قضايا المستقبل . حوارات التلفزيون، ربما تكون محدودة الوقت زمنيا، لكنها أعطت دفعة لا تقدر بثمن لمرشحي الحزب الوطني في الشارع السياسي، لم يكونوا ليحصلوا عليه مقابل أموال كثيرة، فمتابعة جمال مبارك علي الشاشة جذبت الملايين ليعرفوا تفاصيل مرحلة النضج السياسي للحزب الذي يسعي لكسب ثقة المواطنين وحثهم للتصويت لبرنامجه الذي عرضه أمين السياسات بشكل مبسط أظهر من خلاله مدي الإنجازات التي تحققت من الحزب وحكومته لصالح المواطن في كل مكان وخاصة البسطاء والفقراء الذين يركز جمال مبارك علي قضاياهم والذين يري أنهم الأكثر دراية بما يحدث من تطور مجتمعي خاصة في المناطق الريفية، بخلاف المدن التي يشوش فيها الإعلام علي الكثير من إنجازات حكومة الحزب. جمال مبارك تناول في حديثه الكثير من القضايا .. نطرحها في النقاط التالية : كان من الضروري إصدار برنامج انتخابي للحزب الوطني يخوض به مرشحوه الانتخابات . فالبرنامج الانتخابي ليس مجرد وجاهة . في عام 2005 حددنا أهدافا، حققنا منها الكثير مما تضمنه البرنامج الانتخابي، فالمواطن البسيط يصعب عليه تفسير الأرقام والأفكار الموجودة في البرامج الانتخابية، لكن علي الأقل يمثل البرنامج عقدا اجتماعيا بين الحزب ومرشحيه من جانب والمجتمع وكل المواطنين من جانب آخر . الإطار المؤسسي يحكم الحزب الوطني، والنظام داخل الحزب يحترمه الجميع بدءا من رئيس الحزب وصولا إلي أصغر قيادة علي المستوي المحلي، لذلك لن أضيع وقتي فيما تثيره بعض وسائل الإعلام بشأن مسألة اختيار مرشح الحزب الوطني في انتخابات الرئاسة القادمة، فداخل الحزب يتخذ القرار من خلال إطار مؤسسي . لم ندع أننا سنقضي علي البطالة خلال السنوات الخمس الماضية . قلنا إن لدينا القدرة والثقة في توفير 4.5 مليون فرصة عمل، واقتربنا من تحقيق هذا الهدف . لم ندع أننا سنقضي علي الفقر ومعاناة الأسر الفقيرة في كل مصر، لكننا وعدنا بإعطاء أولوية كبيرة للبعد الاجتماعي في الإنفاق . راجعوا عدد الأسر التي تحصل علي معاش الضمان الاجتماعي والذي تضاعف، راجعوا عدد الذين يحصلون علي السلع من خلال البطاقات التموينية والذي تضاعف أيضا، كلها إجراءت تحمي الأسر الفقيرة . هدفنا إخراج 1.5 مليون أسرة من دائرة الفقر، ما يشغلنا، كيفية الوصول إلي الفقير . الحزب رصد الألف قرية الأكثر فقرا والتي يقيم بها حوالي 50٪ من الفقراء لكي يحقق أهدافه بشأن تحسين مستوي معيشتهم . استطعنا تجاوز مخاطر الأزمة المالية العالمية . النمو الاقتصادي تأثر وهناك غلاء في الأسعار، لكن الاقتصاد يتحسن . الناس بالفعل لا تأكل مؤشرات اقتصادية ولكنهم يشعرون ويتأثرون إيجابيا في حياتهم اليومية، فمد مظلة حماية الأسر الأولي بالرعاية بتوسيع البطاقة التموينية وزيادة السلع، أمر يشعر به الناس . مضاعفة معاش الضمان الاجتماعي، يشعر به الناس . مضاعفة الاعتمادات بما يعادل خمسة أمثال تقريبا للصرف الصحي في القري المحرومة من هذه الخدمة، أمر يشعر به الناس . توفير فرص العمل لأربعة ملايين شاب ومتعطل، أمر يشعر به الناس . الزيادة في دخول المعلمين والعاملين في الجهاز الإداري للدولة، أمر يشعر به الناس . واليوم نطرح تعهداتنا بأن نستمر في مضاعفة أجور العاملين بأجهزة الدولة ومكافحة التضخم . لابد من أن نخرج من القاهرة، لكي ندرك حجم الإنفاق علي البنية الأساسية، حجم الإنفاق علي الكباري، علي رصف مداخل القري الترابية، أمور كثيرة لا يلتفت إليها أحد، لكننا خصصنا في البرنامج الجديد برنامجا داخليا للارتقاء بالقاهرة، لأنها العاصمة، ولكن لا ننسي أيضا بقية المحافظات . اخترنا مرشحينا بأسلوب غير مسبوق، واضح شفاف، شارك في الاختيار حوالي 1.5 مليون عضو بالحزب . هدفنا عمل تنظيمي مؤسسي لمساندة مرشحي الحزب . لا أنا ولا الأمين العام ولا أي قيادة من قيادات المكتب السياسي بالحزب تدخلت بشكل أو بآخر في اختيار أو تزكية مرشح علي آخر . احتكمنا للمعايير التي أعلناها والتقييم الذي تم علي المستوي المحلي والانتخابات الداخلية واستطلاعات الرأي . أي حديث عن الانشقاقات داخل الحزب يكون خارج السياق . لا أريد تضييع الوقت في كلام ليس له أساس من الصحة . الرئيس قال للذين لم يقع عليهم الاختيار للترشيح، إن الحزب يحمل لهم كل الفخر والتقدير والاعتزاز . كلمة الرئيس لها مغزي كبير، وهذا هو الكيان المؤسسي والقيادات التي لم تختر سوف تتفهمها بمعناها الحقيقي . وأقدر موقف الذين لم يتم اختيارهم، فنحن بشر وكل منهم يري أنه الأصلح لتمثيل الحزب في الانتخابات، لكن الحزب عليه اتخاذ قرار، ولو كنت مكانهم ربما كنت سأشعر بنفس شعورهم، فهذه طبيعة الأمور . نسبة المنشقين عن الحزب في الانتخابات القادمة لا تقارن بانتخابات 2005، لأن الكثيرين علي اقتناع بأن اختيار مرشحي الحزب تم بنظام مؤسسي . ترشيحات الحزب في بعض الدوائر لم تكن مفتوحة، إنما كانت ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، وذلك بسبب التقارب الكبير في نتائج المرشحين في المجمعات الانتخابية والانتخابات الداخلية واستطلاعات الرأي العام . أولوية الإصلاح في المرحلة القادمة لما أعلنا عنه، نقل الإصلاح تشريعيا وعمليا للمحليات، لأن أي حديث عن الديمقراطية والمشاركة فقط، علي المستوي المركزي، لا يحقق الهدف المطلوب . نطرح هذه القضية برغبة حقيقية في توسيع قاعدة المشاركة علي المستوي المحلي أولا، وثانيا لأن الديمقراطية ليست مجرد آلية فحسب، بل هي في النهاية تخدم هدفا . سيتم وضع 222 برنامجا محليا لكل دائرة من وحي البرنامج الانتخابي العام للحزب . الحزب الوطني هو حزب الوسطية والاعتدال وسياساته تتضمن عدم الانزلاق في المخاطر التي تعانيها بعض الدول المجاورة . هناك من يريد جرنا إلي الوراء ويهدم ما تم إنجازه . وعلي من يعارض سياساتنا أن يطرح بديلا قابلا للتنفيذ . ضم 15 مليون مستفيد إلي مظلة التأمين الصحي في الفترة القادمة بعد إقرار القانون بمجلس الشعب، ودعم الفلاح عنصر أساسي في البرنامج الانتخابي . مواجهة الفساد علي رأس أولويات الحزب . لا يوجد أي دليل علي أننا تدخلنا لعرقلة أي تحقيق قضائي مع أحد أعضاء الحزب . أي مرشح وطني يلجأ إلي العنف أو البلطجة أو يحاول الخروج عن المسار المخطط سيكون حسابه من الحزب عسيرا، لأن القضية أكبر من أن تكون قضية حزب . غير مسموح لأي وزير مرشح في الانتخابات باستغلال وزارته أو نفوذه في العملية الانتخابية. أرفض ربط الإنجازات التي تحققها أمانة السياسات باسمي فقط . السياسات ليست مرتبطة بشخص، فهي تخرج من كيان مؤسسي يعتمد بشكل أساسي علي الحوار علي المستوي المحلي مع كوادر مرتبطة بالشارع من القري والمدن والمراكز والمحافظات، تعيش هموم ومشاكل المواطن ويعقبها حوارات ومناقشات مع أمانات ولجان الحزب المختلفة . الإحساس بالتطور الكبير الذي حدث في السنوات الخمس الماضية يختلف من شخص إلي آخر، فقد يشعر البعض بأن هذا التطور لم يرض طموحه، وقد يشعر آخر أن من حوله تحسنا بدرجة أكبر منه وهنا يشعر بالظلم، وقد يردد مقولات من عينة أن هناك فسادا أو محاباة للبعض علي حساب الآخرين، لذلك علينا أن نتساءل : ماذا يكون الوضع، لو أننا لم نوفر 4 ملايين فرصة عمل ! ماذا لو لم تتم زيادة المعاشات لصالح الفئة الأكثر تضررا ! . قد يشعر البعض أنه يحتاج إلي المزيد وهذا حق مشروع نتفهمه. لا يستطيع أي حزب أن يتعهد بالقضاء علي البطالة . وإذا خرج حزب ليعلن ذلك، علي الإعلام أن يحاسبه لكي يفصح عن وسائله لتحقيق ذلك . نحن لم نعلن أبدا عن قدرتنا علي القضاء علي البطالة ولا يمكن لأحد أن يتعهد بذلك . شعارنا مستمد من مشاعر المواطن المصري، فمن الطبيعي أن يقلق الإنسان علي مستقبله ويسعي للاطمئنان علي أولاده ومستقبلهم . لذلك كان توجه الحزب واستهدافه مختلف فئات المجتمع لطمأنتهم علي مستقبل أولادهم، فالحزب وحكومته يستهدفان أصحاب المعاشات لمواجهة أعباء الحياة ويستهدف الشباب بتوفير فرص العمل لتمكينهم من تكوين أسر والحصول علي إعانة بطالة لو لم يتمكنوا من ذلك . هدفنا الأساسي المواطن البسيط وهذا التزام واضح وليس مجرد شعار أجوف . أيضا هناك فئات ميسورة الحال لكن لديها قلق علي المستقبل فهي تفكر بشكل مختلف، فهناك تنافس سياسي بين الحزب الوطني وآخرين، والحزب الوطني هو حزب الوسطية والاعتدال لذلك من حق المواطن أن يقلق من وجود تيارات تهدد مستقبل البلاد وتريد العودة بنا إلي الوراء . والناس تقارن بين الأفكار المطروحة وتقرر، من الذي يملك الرؤية الواضحة لصنع المستقبل وليده القدرة علي تحقيق هذه الرؤية وبعدها تختار . أي شخص ينخرط في العمل العام لابد أن يكون لديه القدرة علي تحمل ومواجهة والإحساس بمشاكل الآخرين، وإلا لن يكون قادرا علي العطاء . أحيانا أواجه بهجوم خلال جولاتي بالمحافظات، لكني أتحمل هذا الهجوم وأحتويه وأتعامل معه بصورة إيجابية وأسعي إلي إقناع من يختلف معي . وأؤمن بأن التفاعل الموجود علي الساحة تفاعل إيجابي، وقد يثير ضيقي أن يكون هناك أحيانا إساءات، لكني مع الوقت أتجاوز وأسعي إلي تحويلها إلي حوار موضوعي . ليس لديٌ طموح شخصي، وهدفي الإسهام في العمل الوطني والتغيير للصالح العام، وأفكر فقط في المهم الكبيرة في الفترة القادمة فبلدنا يستحق الكثير . منهجية الأسلوب صارت تحكم طريقة الحزب الوطني في التعامل مع الأحداث والقضايا السياسية، ولم يكن أهم من الانتخابات البرلمانية لكي تظهر آليات هذه المنهجية واضحة في التنظيم الحزبي وفي السياسات أيضا . من قبل كان الحزب يرشح أعضاءه لخوض الانتخابات مع قليل من الدعم المعنوي، علي غرار، إذهب أنت وربك فقاتلا، وها نحن هاهنا قاعدون، تاركا المرشح حسب قدراته واجتهاداته، لتأتي النتائج حسبما يوجهها الريح في الشارع السياسي . اليوم شمر قيادات الحزب عن سواعدهم خائضين في خضم المعركة الانتخابية لدعم مرشحي الحزب . ومن الحكم المتناقلة عبر التاريخ " تكلم حتي أراك" وقد تكلم جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني وأمين السياسات، طل علي الجماهير من خلال شاشتي قناة العربية وبرنامج مصر النهاردة بالتلفزيون المصري. حديث جمال مبارك في القناتين جاء وكأنه كتاب مفصل لتفسير كل ما عنّ للمواطن المصري من سؤال عن أي قضية خلال الفترة الماضية . أمين السياسات أجاب عن كل الأسئلة التي طرحت من جانب المذيعين خيري رمضان ورندا أبو العزم، بما في ذلك الأسئلة التي يتداولها الشارع بناء علي التركيز الإعلامي عليها والخاصة بطموحات جمال مبارك الشخصية . انطباعات المشاهدين عن حوارات جمال مبارك عكست مدي المصداقية التي تحدث بها أمين السياسات الذي خاطب المواطن بلغة جديدة تماما، لغة واقعية، تتضمن كلماتها وعباراتها نبرة هادئة غير انفعالية تدل علي ثقة كبيرة فيما يطرحه من قضايا . وقد لفت الانتباه التركيز العميق من جمال مبارك خلال الحوارين، لدرجة إجابته علي الأسئلة جميعها بما تضمنته من أرقام، من ذاكرته وهو ما يدل أيضا علي استغراقه في كل ما طرح من قضايا سواء في الجوانب السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية . وإذا كان أمين السياسات يمثل نموذجا للاحتراف السياسي، إلا أنه كان »دوغري« .. مخلصا في تبنيه القضايا.. لا يلف ولا يدور، إجابات محددة، بتركيز كبير علي ترسيخ الكيان المؤسسي للحزب، فهذا هو الهدف الذي كان وراء الفكر الجديد . أمين السياسات حرص علي عدم انتساب الفضل كله له في عملية تجديد الحزب الوطني بمنهجية سياسية وتنظيمية، أكد أن قيادات الحزب كان لها توجه مشترك في اتجاه تطوير الحزب لمواكبة قضايا المستقبل . حوارات التلفزيون، ربما تكون محدودة الوقت زمنيا، لكنها أعطت دفعة لا تقدر بثمن لمرشحي الحزب الوطني في الشارع السياسي، لم يكونوا ليحصلوا عليه مقابل أموال كثيرة، فمتابعة جمال مبارك علي الشاشة جذبت الملايين ليعرفوا تفاصيل مرحلة النضج السياسي للحزب الذي يسعي لكسب ثقة المواطنين وحثهم للتصويت لبرنامجه الذي عرضه أمين السياسات بشكل مبسط أظهر من خلاله مدي الإنجازات التي تحققت من الحزب وحكومته لصالح المواطن في كل مكان وخاصة البسطاء والفقراء الذين يركز جمال مبارك علي قضاياهم والذين يري أنهم الأكثر دراية بما يحدث من تطور مجتمعي خاصة في المناطق الريفية، بخلاف المدن التي يشوش فيها الإعلام علي الكثير من إنجازات حكومة الحزب. جمال مبارك تناول في حديثه الكثير من القضايا .. نطرحها في النقاط التالية : كان من الضروري إصدار برنامج انتخابي للحزب الوطني يخوض به مرشحوه الانتخابات . فالبرنامج الانتخابي ليس مجرد وجاهة . في عام 2005 حددنا أهدافا، حققنا منها الكثير مما تضمنه البرنامج الانتخابي، فالمواطن البسيط يصعب عليه تفسير الأرقام والأفكار الموجودة في البرامج الانتخابية، لكن علي الأقل يمثل البرنامج عقدا اجتماعيا بين الحزب ومرشحيه من جانب والمجتمع وكل المواطنين من جانب آخر . الإطار المؤسسي يحكم الحزب الوطني، والنظام داخل الحزب يحترمه الجميع بدءا من رئيس الحزب وصولا إلي أصغر قيادة علي المستوي المحلي، لذلك لن أضيع وقتي فيما تثيره بعض وسائل الإعلام بشأن مسألة اختيار مرشح الحزب الوطني في انتخابات الرئاسة القادمة، فداخل الحزب يتخذ القرار من خلال إطار مؤسسي . لم ندع أننا سنقضي علي البطالة خلال السنوات الخمس الماضية . قلنا إن لدينا القدرة والثقة في توفير 4.5 مليون فرصة عمل، واقتربنا من تحقيق هذا الهدف . لم ندع أننا سنقضي علي الفقر ومعاناة الأسر الفقيرة في كل مصر، لكننا وعدنا بإعطاء أولوية كبيرة للبعد الاجتماعي في الإنفاق . راجعوا عدد الأسر التي تحصل علي معاش الضمان الاجتماعي والذي تضاعف، راجعوا عدد الذين يحصلون علي السلع من خلال البطاقات التموينية والذي تضاعف أيضا، كلها إجراءت تحمي الأسر الفقيرة . هدفنا إخراج 1.5 مليون أسرة من دائرة الفقر، ما يشغلنا، كيفية الوصول إلي الفقير . الحزب رصد الألف قرية الأكثر فقرا والتي يقيم بها حوالي 50٪ من الفقراء لكي يحقق أهدافه بشأن تحسين مستوي معيشتهم . استطعنا تجاوز مخاطر الأزمة المالية العالمية . النمو الاقتصادي تأثر وهناك غلاء في الأسعار، لكن الاقتصاد يتحسن . الناس بالفعل لا تأكل مؤشرات اقتصادية ولكنهم يشعرون ويتأثرون إيجابيا في حياتهم اليومية، فمد مظلة حماية الأسر الأولي بالرعاية بتوسيع البطاقة التموينية وزيادة السلع، أمر يشعر به الناس . مضاعفة معاش الضمان الاجتماعي، يشعر به الناس . مضاعفة الاعتمادات بما يعادل خمسة أمثال تقريبا للصرف الصحي في القري المحرومة من هذه الخدمة، أمر يشعر به الناس . توفير فرص العمل لأربعة ملايين شاب ومتعطل، أمر يشعر به الناس . الزيادة في دخول المعلمين والعاملين في الجهاز الإداري للدولة، أمر يشعر به الناس . واليوم نطرح تعهداتنا بأن نستمر في مضاعفة أجور العاملين بأجهزة الدولة ومكافحة التضخم . لابد من أن نخرج من القاهرة، لكي ندرك حجم الإنفاق علي البنية الأساسية، حجم الإنفاق علي الكباري، علي رصف مداخل القري الترابية، أمور كثيرة لا يلتفت إليها أحد، لكننا خصصنا في البرنامج الجديد برنامجا داخليا للارتقاء بالقاهرة، لأنها العاصمة، ولكن لا ننسي أيضا بقية المحافظات . اخترنا مرشحينا بأسلوب غير مسبوق، واضح شفاف، شارك في الاختيار حوالي 1.5 مليون عضو بالحزب . هدفنا عمل تنظيمي مؤسسي لمساندة مرشحي الحزب . لا أنا ولا الأمين العام ولا أي قيادة من قيادات المكتب السياسي بالحزب تدخلت بشكل أو بآخر في اختيار أو تزكية مرشح علي آخر . احتكمنا للمعايير التي أعلناها والتقييم الذي تم علي المستوي المحلي والانتخابات الداخلية واستطلاعات الرأي . أي حديث عن الانشقاقات داخل الحزب يكون خارج السياق . لا أريد تضييع الوقت في كلام ليس له أساس من الصحة . الرئيس قال للذين لم يقع عليهم الاختيار للترشيح، إن الحزب يحمل لهم كل الفخر والتقدير والاعتزاز . كلمة الرئيس لها مغزي كبير، وهذا هو الكيان المؤسسي والقيادات التي لم تختر سوف تتفهمها بمعناها الحقيقي . وأقدر موقف الذين لم يتم اختيارهم، فنحن بشر وكل منهم يري أنه الأصلح لتمثيل الحزب في الانتخابات، لكن الحزب عليه اتخاذ قرار، ولو كنت مكانهم ربما كنت سأشعر بنفس شعورهم، فهذه طبيعة الأمور . نسبة المنشقين عن الحزب في الانتخابات القادمة لا تقارن بانتخابات 2005، لأن الكثيرين علي اقتناع بأن اختيار مرشحي الحزب تم بنظام مؤسسي . ترشيحات الحزب في بعض الدوائر لم تكن مفتوحة، إنما كانت ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، وذلك بسبب التقارب الكبير في نتائج المرشحين في المجمعات الانتخابية والانتخابات الداخلية واستطلاعات الرأي العام . أولوية الإصلاح في المرحلة القادمة لما أعلنا عنه، نقل الإصلاح تشريعيا وعمليا للمحليات، لأن أي حديث عن الديمقراطية والمشاركة فقط، علي المستوي المركزي، لا يحقق الهدف المطلوب . نطرح هذه القضية برغبة حقيقية في توسيع قاعدة المشاركة علي المستوي المحلي أولا، وثانيا لأن الديمقراطية ليست مجرد آلية فحسب، بل هي في النهاية تخدم هدفا . سيتم وضع 222 برنامجا محليا لكل دائرة من وحي البرنامج الانتخابي العام للحزب . الحزب الوطني هو حزب الوسطية والاعتدال وسياساته تتضمن عدم الانزلاق في المخاطر التي تعانيها بعض الدول المجاورة . هناك من يريد جرنا إلي الوراء ويهدم ما تم إنجازه . وعلي من يعارض سياساتنا أن يطرح بديلا قابلا للتنفيذ . ضم 15 مليون مستفيد إلي مظلة التأمين الصحي في الفترة القادمة بعد إقرار القانون بمجلس الشعب، ودعم الفلاح عنصر أساسي في البرنامج الانتخابي . مواجهة الفساد علي رأس أولويات الحزب . لا يوجد أي دليل علي أننا تدخلنا لعرقلة أي تحقيق قضائي مع أحد أعضاء الحزب . أي مرشح وطني يلجأ إلي العنف أو البلطجة أو يحاول الخروج عن المسار المخطط سيكون حسابه من الحزب عسيرا، لأن القضية أكبر من أن تكون قضية حزب . غير مسموح لأي وزير مرشح في الانتخابات باستغلال وزارته أو نفوذه في العملية الانتخابية. أرفض ربط الإنجازات التي تحققها أمانة السياسات باسمي فقط . السياسات ليست مرتبطة بشخص، فهي تخرج من كيان مؤسسي يعتمد بشكل أساسي علي الحوار علي المستوي المحلي مع كوادر مرتبطة بالشارع من القري والمدن والمراكز والمحافظات، تعيش هموم ومشاكل المواطن ويعقبها حوارات ومناقشات مع أمانات ولجان الحزب المختلفة . الإحساس بالتطور الكبير الذي حدث في السنوات الخمس الماضية يختلف من شخص إلي آخر، فقد يشعر البعض بأن هذا التطور لم يرض طموحه، وقد يشعر آخر أن من حوله تحسنا بدرجة أكبر منه وهنا يشعر بالظلم، وقد يردد مقولات من عينة أن هناك فسادا أو محاباة للبعض علي حساب الآخرين، لذلك علينا أن نتساءل : ماذا يكون الوضع، لو أننا لم نوفر 4 ملايين فرصة عمل ! ماذا لو لم تتم زيادة المعاشات لصالح الفئة الأكثر تضررا ! . قد يشعر البعض أنه يحتاج إلي المزيد وهذا حق مشروع نتفهمه. لا يستطيع أي حزب أن يتعهد بالقضاء علي البطالة . وإذا خرج حزب ليعلن ذلك، علي الإعلام أن يحاسبه لكي يفصح عن وسائله لتحقيق ذلك . نحن لم نعلن أبدا عن قدرتنا علي القضاء علي البطالة ولا يمكن لأحد أن يتعهد بذلك . شعارنا مستمد من مشاعر المواطن المصري، فمن الطبيعي أن يقلق الإنسان علي مستقبله ويسعي للاطمئنان علي أولاده ومستقبلهم . لذلك كان توجه الحزب واستهدافه مختلف فئات المجتمع لطمأنتهم علي مستقبل أولادهم، فالحزب وحكومته يستهدفان أصحاب المعاشات لمواجهة أعباء الحياة ويستهدف الشباب بتوفير فرص العمل لتمكينهم من تكوين أسر والحصول علي إعانة بطالة لو لم يتمكنوا من ذلك . هدفنا الأساسي المواطن البسيط وهذا التزام واضح وليس مجرد شعار أجوف . أيضا هناك فئات ميسورة الحال لكن لديها قلق علي المستقبل فهي تفكر بشكل مختلف، فهناك تنافس سياسي بين الحزب الوطني وآخرين، والحزب الوطني هو حزب الوسطية والاعتدال لذلك من حق المواطن أن يقلق من وجود تيارات تهدد مستقبل البلاد وتريد العودة بنا إلي الوراء . والناس تقارن بين الأفكار المطروحة وتقرر، من الذي يملك الرؤية الواضحة لصنع المستقبل وليده القدرة علي تحقيق هذه الرؤية وبعدها تختار . أي شخص ينخرط في العمل العام لابد أن يكون لديه القدرة علي تحمل ومواجهة والإحساس بمشاكل الآخرين، وإلا لن يكون قادرا علي العطاء . أحيانا أواجه بهجوم خلال جولاتي بالمحافظات، لكني أتحمل هذا الهجوم وأحتويه وأتعامل معه بصورة إيجابية وأسعي إلي إقناع من يختلف معي . وأؤمن بأن التفاعل الموجود علي الساحة تفاعل إيجابي، وقد يثير ضيقي أن يكون هناك أحيانا إساءات، لكني مع الوقت أتجاوز وأسعي إلي تحويلها إلي حوار موضوعي . ليس لديٌ طموح شخصي، وهدفي الإسهام في العمل الوطني والتغيير للصالح العام، وأفكر فقط في المهم الكبيرة في الفترة القادمة فبلدنا يستحق الكثير .