ديلما روسيف.. هي أحدث امرأة تتولي مقاليد الحكم في بلدها البرازيل أكبر دولة في قارة أمريكا اللاتينية.. وهي أحدث من تنضم لنادي السيدات اللاتي يحكمن العالم من استراليا مرورا بأوروبا وأفريقيا وآسيا وحتي أمريكا الوسطي واللاتينية.. وكلهن جئن بانتخابات حرة.. باستثناء واحدة منهن فقط هي رئيسة دولة قرقيزستان إحدي دول الاتحاد السوفيتي السابق التي تم اختيارها لتقود بلادها في ظروف صعبة جدا بعد قلاقل واضطرابات أدت لطرد الرئيس السابق وبعد أخذ ورد وحالات قتل بين الأقليات في بلدها.. ورغم ذلك اختارت أن تخوض المغامرة في بلد لا يعترف أساسا بحق المرأة في المساواة مع الرجل.. فما بالك بحقها في قيادة البلاد؟! عندما اختارو ديلما روسيف بعد جولة إعادة ثانية لرئاسة البرازيل.. رفعت يدها ملوحة لأنصارها بعلامة النصر وقالت كلمتين لا ثالث لهما: النساء قادمات.. والحقيقة أن النساء كن قد جئن بالفعل لقيادة دفة الحكم كرئيسات ورئيسات وزارات حول العالم وفي كل قاراته من استراليا ومرورا بأفريقيا وأوروبا وآسيا حتي أمريكا اللاتينية والوسطي. وربما .. كانت حالة ديلما روسيف.. حالة خاصة إما بحكم رئاستها لأكبر دولة في أمريكا اللاتينية.. أو لأنها أول رئيسة يتم انتخابها في بلدها البرازيل. ديلما 62 عاما لها تاريخ حافل منذ كانت شيوعية سابقة ومناضلة لنيل صوت العمال من خلال عملها في نقابات العمال ومشاركتها في حركات الكفاح المسلح في بلدها في ستينات وسبعينات القرن الماضي ضد الحكم العسكري وقتها.. بل ودخولها من أجل ذلك السجن ولمدة وصلت لثلاث سنوات كاملة. وديلما هي التلميذة النجيبة للرئيس البرازيلي السابق لولا دي سيلفا.. وهو الذي وقف بجوارها لتنال ثقة أكثر من 130 مليون ناخب برازيلي ولتصل بعد معركة مريرة مع عدد من المرشحين.. لجولة ثانية من الانتخابات اجتازتها بصعوبة وبعد حصولها علي 56٪ من الأصوات.. لتكون أول امرأة تتولي الرئاسة في بلدها وقد وعدت مع توليها الحكم مع بدايات العام القادم بأن يكون للبرازيل دور أكبر وسط البلدان النامية وبأن تكون صوتهم في المؤسسات المالية الدولية وبخاصة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. ولاشك أن ديلما.. تريد ذلك كله وعينها علي نماذج السيدات الناجحات حول العالم واللاتي وصلن للحكم سواء كرئيسات أو رئيسات للوزارات.. وأشهرهن علي الإطلاق.. المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الكيمائية السابقة 55 عاما والتي تتولي منصب المستشارية أو رئاسة الوزراء في بلدها منذ 22 نوفمبر 2005 . ويلقبونها بالمرأة الحديدية تشبها بمارجريت تاتشر المرأة الحديدية البريطانية ورئيسة وزرائها القوية السابقة.. وميركل أول امرأة يتم تعيينها للمنصب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وهي قوية بمعني الكلمة بسياستها النقدية والاقتصادية التي أهلت بلادها لأن تتخطي الأزمة الاقتصادية العالمية الأخيرة بنجاح. وعلي بعد غير قليل منها تقف الشيخة حسينة 62 عاما وهي رئيسة وزراء بنجلاديش الدولة الصغيرة في جنوب شرق آسيا.. لها تاريخ حافل وهي ناشطة سياسية ومحترفة وتتولي السلطة منذ 6 يناير 2009 وتعد أكبر أخواتها.. ووالدها كان من مؤسسي البلاد وكان أول رئيس لها.. وفي العام 1975 تم اغتياله هو وعدد من أفراد أسرته ورغم هذا الحزن الذي لايتحمله بشر.. أصرت الشيخة حسينة علي مواصلة مشواره.. حتي وصلت للسلطة لأول مرة في العام 1996 وحتي العام 2001 ثم عادت لفترتها الثانية وحتي الآن. وفي أقصي الشمال الأوروبي.. هناك نموذجان فريدان. ففي أيسلندا.. تتولي رئاسة الوزارة السيدة جوانا سيجورا 67 عاما وهي أول امرأة تتولي مثل هذا المنصب في بلدها منذ أول فبراير 2009.. وسبق لها أن كانت عضوة في البرلمان منذ العام 1978 وبانتخابات حرة بلغت 8 انتخابات متتالية نجحت فيها كلها. وعلي بعد قليل منها .. في فنلندا نجد ماري كيفبنيمي 41 عاما فقط التي تتولي رئاسة الوزارة وتعد الثانية في بلدها التي تتولاه وهي ابنة بسيطة لمزارع دواجن وعملت بالسياسة منذ سن مبكرة جدا 22 عاما وخلال السنوات التالية تولت العديد من المناصب في الحكومة حتي نجحت للوصول لأعلي منصب. وفي أوروبا أيضا.. تتولي رئاسة الوزراء في كرواتيا السيدة »جادرنكا كوسور« 56 عاما وهي صحفية ومحامية سابقة وصلت للسلطة منذ 6 يوليو من العام الماضي.. وبدأت عملها كصحفية محترفة ومن خلال عضويتها لحركة الربيع الكرواتي التي كانت تنادي بنيل الحقوق القومية لكرواتيا وحتي تستقل تماما كجزء من دولة يوغوسلافيا السابقة.. وبالفعل تم ذلك وعملت كنائبة في البرلمان ومن بعده بدأت انطلاقاتها السياسية لتتولي رئاسة الوزراء في النهاية. أما في فيرقيزستان.. وهي دولة صغيرة من دول الاتحاد السوفيتي السابق في أوروبا واستقلت عنه مؤخرا.. فتجلس امرأة لاتقل صلابة عن ميركل أو جلدا عن الشيخة حسينة وهي »روزا أوتونيفا« 59 عاما رئيسة الدولة التي جاء اختيارها بعد ظروف صعبة جدا جرت في أبريل الماضي بين الأغلبية القوفاز والأقلية الأوزبك في الجنوب وهو ما أدي لثورة شعبية أطاحت بالرئيس السابق باكييف وطرده خارج البلاد.. لتأتي هي لترأس الدولة. وفي أمريكا الوسطي واللاتينية.. يبدو أن المرأة تحظي هناك بتقدير خاص.. فقبل اختيار ديلما روسيف للرئاسة في البرازيل.. هناك في أمريكا الوسطي وبالتحديد في جزيرة صغيرة تدعي »ترينداد وتوباجو« امرأة تدعي »كاملا بيرساد« 58 عاما تتولي رئاسة الوزراء وهي محامية وتربوية سابقة وفي السلطة منذ مايو الماضي فقط درست القانون في بلدها. وفي الأرجنتين تتولي السيدة كريستينا فرناندز 57 عاما للرئاسة منذ ديسمبر 2007 وهي عضوة في مجلس الشيوخ سابقا وتولت العديد من المناصب السياسية منذ وقت طويل. وحتي وصلت للسلطة لتواجه تحديات عديدة في بلدها.. أما في كوستاريكا المجاورة.. فهناك خبيرة أمنية وناشطة لعدة جمعيات أهلية غير حكومية وعملت بصورة متواصلة في عدة منظمات دولية غير حكومية من أفريقيا وحتي أمريكا اللاتينية.. وهي السيدة »لورا شينشلا 51 عاما التي تتولي الرئاسة منذ مايو الماضي. أما في أقصي جنوب الكرة الأرضية وفي استراليا بالتحديد فهناك امرأة مثيرة للجدل هي »جوليا جيلارد« 48 عاما عادت لرئاسة الوزراء بعد طرح الثقة فيها داخل البرلمان الاسترالي وهي محامية سابقة وفي السلطة منذ يونية الماضي وخلفت رئيس الوزراء السابق كيفن رود. أما آخر عنقود الرئيسات ورئيسات الوزارات.. فهي هنا في القارة الأفريقية وهي السيدة إيلين جونسون 71 عاما التي تعد ليست أول امرأة سوداء تتولي الرئاسة في بلدها ليبيريا في أقصي الغرب الأفريقي وفي أفريقيا كلها فقط بل في العالم كله.. وتولت السلطة في بلد عاني لعشرات السنين من الحروب الأهلية والانقلابات العسكرية و.. الفساد.. وهي اقتصادية سابقة وفي السلطة منذ 16 يناير 2006 ووصلت إليها عن طريق حركة سياسية سلمية تدعي »نساء ليبيريا من أجل السلام«.. وهي أول امرأة تصل لهذا المنصب عن طريق الانتخابات الحرة.