كيلو البانجو ب300 جنيه.. وأوقية الحشيش ب30 ألفاً.. وكيلو الكوكايين بمليون تسببت الجهود الحثيثة للإدارة العامة لمكافحة المخدرات في وزارة الداخلية خلال العام 2014 في ظهور أزمة جديدة يعاني منها فقط المدمنون وأصحاب "الكيف" من متعاطي المواد المخدرة، حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني في الفترة الأخيرة، نتيجة للضربات المتلاحقة التي وجهتها الوزارة في هذا الاتجاه من خلال ضبط عدد كبير من أباطرة وتجار السموم، وهو ما أدي بدوره إلي اختفاء عقار "الترامادول" وارتفاع سعر المخدرات وعلي رأسها الحشيش. في سياق هذا التحقيق يكشف ضباط مكافحة المخدرات ل"آخرساعة" خريطة أسعار المواد المخدرة في سوق الاتجار غير الشرعية وأسباب ارتفاعها وسر اختفاء الترامادول، مؤكدين رفضهم فكرة تقنين الحشيش، التي نادي بها البعض مؤخراً. شن مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء أحمد الخولي هجوماً علي رئيس رابطة تجار السجائر أسامة سلامة بسبب طرح الأخير لفكرة تقنين مخدر الحشيش بدعوي توفير أكثر من 4 مليارات جنيه سنوياً للدولة، وقال اللواء الخولي: نحن كوزارة رفضنا الرد من الأساس علي هذا الشخص، لأن الفكرة مرفوضة تماماً ولن يتم حتي التفكير في دراستها، والتفسير الوحيد لطرح هذا الشخص لهذه الفكرة هو إثارة البلبلة وشغل الرأي العام بقضايا تافهة. وأكد اللواء الخولي أنه وفقاً لتوجيهات اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية، بذلت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات مجهودا كبيرا خلال عام 2014 في ضبط كبار تجار الكيف وتصفية أخطر البؤر الإجرامية التي يتخذها التجار وكراً لهم وكان لذلك أثر كبير في ندرة العديد من أنواع المخدرات من سوق الاتجار غير الشرعي ، ففي عام 2014تم ضبط 43436قضية مخدرات ضمت 47693متهما رهن التحقيقات ،حيث شملت القضايا ضبط 373طن بانجو و55طن حشيش و600كيلوجرام هيروين ونصف طن كوكايين إضافة إلي 158مليون قرص مخدر. ويشير اللواء الخولي إلي أن الأحداث التي مرت بها البلاد في السنوات الأربع الأخيرة وكذلك عدم الاستقرار الأمني في بعض دول الجوار أدت إلي تزايد قدرات عصابات المخدرات وأعدادها بصورة كبيرة؛ مما تطلب ضرورة تزايد وتعاظم جهود وقدرات المكافحة؛ لذا سعت وزارة الداخلية في تصديها للمشكلات الأمنية إلي تطوير الأداء والاستعانة بكل ما استحدث في المواجهة. ويكشف وكيل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات اللواء أحمد عمر ل"آخرساعة" أبرز توصيات وقرارات أهم المؤتمرات الإقليمية والدولية التي شاركت فيها الإدارة لمواجهة مشكلة المخدرات وفقاً لمقتضيات التعاون الدولي قائلاً " لقد شاركت الإدارة في اجتماع الدورة رقم 57للجنة المخدرات التي عقدت بالعاصمة النمساوية فيينا،وأبرز ما تم الاتفاق عليه في نهاية الدورة هو تعزيز وتوطيد استراتيجيات وطنية فعالة بشأن مراقبة المخدرات بحيث تستند إلي أدلة علمية، وتشمل عناصر ترمي إلي تقليص الطلب علي المخدرات وتتضمن الوقاية الأولية والتدخل المبكر والعلاج والرعاية وإعادة التأهيل والنقاهة وإعادة الإدماج في المجتمع ،واتخاذ التدابير اللازمة لضمان انتفاع الجميع من التدابير الشاملة في مجال خفض الطلب علي المخدرات، مع مراعاة الاحتياجات الخاصة للنساء والأطفال والظروف التي يواجهونها فيما يتعلق بمشاكل المخدرات". موضحاً أن عدد المدمنين الذين تقدموا للعلاج في مستشفيات الصحة النفسية خلال عام 2014بلغ 42432حالة .. ويوضح مساعد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات للمنطقة المركزية اللواء أحمد عبدالكريم أن الإدارة عقدت مؤتمراً عاما لمديري إدارات ورؤساء أقسام مكافحة المخدرات تم الإتفاق خلاله علي عدة توصيات لمواجهة وتحجيم الاتجار بالمخدرات ،وأبرز ما تم الاتفاق عليه أن يتم تفعيل دور اللجان الأمنية المشكّلة بالمنافذ الشرعية للبلاد من وزارة الداخلية متمثلة في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومصلحة أمن المواني والأمن الوطني والأمن العام، ووزارة المالية متمثلة في مصلحة الجمارك وزارة النقل بهدف فرض رقابة حاكمة علي تلك المنافذ،والتنسيق مع القوات المسلحة لتنفيذ عدة حملات لإبادة الزراعات المخدرة بجانب الحملات السنوية المتفق عليها،والتنسيق مع مديريات الأمن علي مستوي الجمهورية وقطاع مصلحة الأمن العام لعمل دراسات أمنية متكاملة للبؤر الإجرامية بالمحافظات لتصفية تلك البؤر وضبط القائمين عليها بالاشتراك مع إدارات وأقسام المكافحة وتعاون فاعل مع قطاع الأمن المركزي. وحول أنواع المخدرات الجديدة التي ظهرت يقول مساعد مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لمنطقة غرب الدلتا اللواء مجدي السمري : تلاحظ في الآونة الأخيرة إقبال بعض الشباب علي تعاطي نبات عشبي جديد يعرف في الأسواق باسم الفودو أو الماريجوانا الهولندي أو الإسبايسي وهو عبارة عن أعشاب مجففة معبأة في أكياس مدون عليها غالباً عبارة (غير مصرح للاستخدام الآدمي)، ويباع في أكياس بحجم كف اليد ويتراوح ثمن الكيس من 250 إلي 300 جنيه، ونظراً للآثار السلبية السيئة التي ظهرت سريعاً لهذا العشب، تم عمل دراسات عديدة حوله من قبل مصلحة الطب الشرعي والأمانة العامة للصحة النفسية وتبين أنه ذو تأثيرات مشابهة للحشيش بل أكثر فاعليه منه تم إدراجه علي جداول المواد المخدرة. وأرجع اللواء السمري السبب في ارتفاع أسعار المخدرات إلي النجاحات العديدة التي حققتها الإدارة في ضبط العديد من الشحنات الكبيرة قبل دخولها البلاد وتجزئتها وتوزيعها علي تجار التجزئة، كما أدت جهود الضبط إلي وجود أزمة وندرة في عقار الترامادول وارتفع سعره بشكل كبير نظراً لعدم توافره حيث وصل ثمن الشريط الواحد إلي 200جنيه بعدما كان ب30جنيها. ويكشف اللواء السمري ل"آخرساعة" متوسط الأسعار المتداولة للمواد المخدرة في سوق الاتجار غير المشروع خلال عام 2014 في محافظات الجمهورية قائلاً " نتيجة تضييق الخناق علي تجار المخدرات وضبط كميات كبيرة منها قبل دخولها مصر ،أدي ذلك إلي ارتفاع أسعار المواد المخدرة في سوق الاتجار غير المشروع. وأوضح: ارتفع ثمن جملة أوقية الحشيش المغربي من 20ألف جنيه إلي 30ألف جنيه ووصل سعر القرش "قطاعي" الذي يزن أربعة جرامات إلي 200 جنيه، وارتفع سعر كيلو البانجو من 250 جنيها إلي 300 جنيه ووصل سعر الباكتة منه إلي 30 جنيها، بينما وصل ثمن أوقية الأفيون إلي 35ألف جنيه بعدما كانت ب25ألف جنيه والقرش منه وصل إلي 250جنيها، وارتفع أيضاً ثمن كيلو الهيروين من 80ألف جنيه إلي 120ألف جنيه والجرام 200جنيه ، بينما وصل سعرالجملة لكيلو الكوكايين إلي مليون جنيه بعدما كان ب600ألف جنيه في الأعوام السابقة و1200جنيه للجرام، كما تضاعف سعر قرص عقار الإكستاسي ووصل إلي 200جنيه بعدما كان بمائة جنيه، كما ارتفع سعر لتر عقار الماكس من 15 ألف جنيه إلي 25 ألف جنيه ووصل سعر ال3 سنتيمتر منه إلي 30 جنيهاً.