❊❊ بدأت يسرا اللوزي تصوير فيلمها الجديد " إذاعة حب" و الذي يشاركها بطولته كل من منة شلبي وشريف سلامة و إدوارد و مني هلا ويخرجه أحمد سمير فرج و كتبه محمد ناير . وتدور أحداثه في إطار شبابي خفيف يتم من خلاله مناقشة عدة مشاكل للشباب كان صدمة كبيرة حين أمسكت الجريدة صباح يوم الجمعة 23 يونية.. وقرأت في الصفحة الأولي رحيل عاطف الطيب.. ياااه.. هكذا أُختطف عاطف الطيب في لمح البصر. وأمسكت بالتليفون لأتحدث إلي »نور الشريف« صديقه ومشجعه.. والذي كان يستشعر النجاح في المخرج الجديد.. وقام ببطولة فيلمه »سواق الأتوبيس« الذي حقق نجاحا كبيرا وعرف اسم عاطف الطيب وبداية السينما الواقعية الجديدة.. وجدت نور حزينا جدا.. لم يكن يتصور أن أجله جاء قريبا جدا وهو في عز الشباب والعطاء.. ولم يكمل بعد ال 47 عاما من عمره.. وكان يوما حزينا. التقيت بعاطف الطيب منذ هذا الفيلم ا لذي كان شهادة ميلاد لمخرج جديد.. وفي عدة مهرجانات التقينا وجلسنا معا بعد حصوله علي الجوائز في فترات متتالية.. وأجري حوارا معه. سألت المخرج الكبير صلاح أبوسيف حين أجريت معه حوارا عن المخرجين الشبان في ذلك ا لوقت وأيضا حوارا معا في التليفزيون قال لي صلاح أبوسيف رحمه الله »كان عاطف الطيب تلميذي في معهد السينما كان هادئا.. طيب الخلق.. لا أذكر مرة أنه وجه لي سؤالا أو شارك في مناقشة.. فلم أضعه ضمن الطلبة الذين توقعت لهم مستقبلا سينمائيا«.. ويستطرد: »ومرت الأيام وبعد 10 سنوات رأيت المفاجأة التي قلبت كل توقعاتي »سواق الاتوبيس« من إخراج عاطف الطيب.. وبعد عدة أفلام استحوذ عاطف الطيب علي عقلي وقلبي فلم يكن بالنسبة لي مجرد مخرج متميز بين أبناء جيله.. إنه يشبهني فنا وفكرا لدرجة أنني أقف أمام بعض المشاهد وأتصور أني أنا الذي أخرجتها.. تلك المشاهد التي يصور فيها الحواري والشوارع الشعبية وشقق الطبقة المتوسطة بتفاصيلها الصغيرة.. وأتصور أنني كنت سأقدمها بنفس الأسلوب الذي قدمه«. ❊ ❊ ❊ كانت الصدمة الكبري التي تلقاها عاطف وزملاؤه من هذا الجيل هو هزيمة 1967 التي ترسبت في أعماقه وكانت لها بصماتها في كل أعماله.. أما الضربة الكبري له فهي رحيل جمال عبدالناصر.. والتحق مجندا بالقوات المسلحة .. وكان قائده في ذلك الوقت محسن زايد الذي التقي به بعد ذلك في فيلم »قلب الليل« كما بدأت الصداقة هناك بينه وبين خيري بشارة الذي كان يخرج أول أعماله التسجيلية »صائد الدبابات« وتواصلت أيام الخدمة في الجيش وامتدت خمسة أعوام.. ❊ ❊ ❊ وكان أول فيلم قدمه وحقق نجاحا جماهيريا وفنيا كبيرا هو »سواق الاتوبيس« ومع بداية النجاح كانت هناك مفاجأة سارة.. يبدو أن الدنيا بدأت تضحك له كان لقاؤه »بأشرف« التي أصبحت بعد ذلك زوجته.. ونشأت بينهما قصة حب استمرت 7 سنوات لاختلافهما في الآراء.. حتي جمعهما نجاح »سواق الاتوبيس« ولم يفترقا حتي آخر العمر. قدم عاطف أهم أفلام السينما في تلك الفترة.. كانت السينما هي عشقه.. وقد كان له عالمه الخاص علي الشاشة قدم عاطف خلال العشر سنوات حوالي 21 فيلما هي أهم الأفلام ومثل نور الشريف منها 9 أفلام. ❊ ❊ ❊ اتسم عاطف بالجرأة خاصة حين التقي بوحيد حامد حين قدما معا أفلاما تواجه ممارسات الشرطة في تلك الفترة ومنها »الحب فوق هضبة الهرم« قصة نجيب محفوظ عن شابين من الأسر المتوسطة التي لاتمتلك شيئا ويتزوجان سرا ويمارسان الحب علي هضبة الهرم فيلقي البوليس القبض عليهما. أيضا فيلم »التخشيبة« الذي تتعرض فيه البطلة البريئة للقبض عليها ويتخلي عنها الجميع حين تتهم في قضية دعارة إثر بلاغ كاذب لتوضع في التخشيبة. أيضا فيلم »ملف في الآداب« الذي يلقي فيه القبض علي مجموعة من الفتيات العاملات في وسط البلد اللاتي يمضين فترة الراحة لتناول الغداء ويتهمن بممارسة الدعارة ليلقي البوليس القبض عليهن. أما فيلم »البرئ« أيضا قصة وسيناريو وحيد حامد حين كان البوليس يلقي القبض علي أي شاب يهتم بالعمل السياسي ويقومون بتعذيبهم حتي الموت وهم أبرياء ومنهم من لايعرف معني السياسة مثل »أحمد زكي« في الفيلم الذي رأي بعينيه ماذا فعلوا بأصدقاء المعسكر فيطلق الرصاص علي ضباط المعسكر. وانتقل عاطف من نجاح إلي نجاح قدم فيها أهم الأفلام منها »أبناء وقتلة« و»البدرون« و»كشف المستور« و»الدنيا علي جناح يمامة« و»البرئ« و »الزمار« و »قلب الليل« وكان آخر فيلم عرض له هو »ليلة ساخنة« الذي حصل فيه علي عدة جوائز آخرها جائزة مهرجان القاهرة الذي ذهب ليتسلمها من وزير الثقافة وهو يعاني من مرض القلب.. أما الفيلم الأخير الذي لم يكمله فهو »جبر الخواطر« بطولة شيريهان التي بكت عليه وهي تقول لي .. »إن فيلمي ولد يتيما«. ❊ ❊ ❊ لم يكن المشاهد يعرف مرض عاطف الطيب الذي يعاني من مشاكل في القلب إثر حمي روماتيزمية وهو صغير.. كانت وجهة نظره أنه إذا علم المنتجون بذلك سيرفضون إسناد العمل إليه.. يتصورون أنه ممكن أن يمرض أو يودع الحياة أثناء التصوير الذي يكلفهم الكثير. وتجاهل عاطف الألم الذي بدأ يقسو عليه لكنه لم يستسلم وأخذت قسوة المرض تشتد عليه منذ فيلم »البرئ«. سلام لك ياطيب.. ستظل أفلامك نقطة تحول مضيئة في حياة السينما المصرية.