الخطأ القاتل في الولاياتالمتحدة والذي يمكن أن يلقي بمن يرتكبه إلي الجحيم هو أن يقدم علي توجيه النقد لليهود.. وهذا ما حدث مؤخرا لواحد من أنجح مقدمي البرامج التليفزيونية علي شبكة (CNN). وهو »ريك سانشيز«.. وكان سانشيز قد وصف في حديث إذاعي جون ستيوارت وهو يقدم واحدا من أكثر برامج الحوار شعبية بأنه أي ستيوارت »متعصب دينيا« ولما كان ستيوارت يدين باليهودية لسوء حظ سانشيز فقد تم طرده من عمله بمجرد انتهاء البرنامج.. وكان سانشيز قد تمادي طبقا لحق حرية التعبير الذي تلوح به الولاياتالمتحدة وردا علي سؤال عما إذا كان من يعملون علي إدارة شبكة التليفزيون التي يعمل بها مثل ستيوارت الذي اتهمه بالتعصب فقال بتردد: »أعتقد ذلك«.. وراح هذا المذيع المشهور ضحية تهوره بتوجيه النقد لليهود وهو ليس أول أو آخر من يعاقب لإقدامه علي انتقاد اليهود.. فقد سبقته منذ عدة أشهر الصحفية المخضرمة هيلين توماس وغيرها ممن أصيبوا بمرض الشجاعة. وإذا كانت الولاياتالمتحدة تملأ الدنيا ضجيجا في حديثها عن حرية التعبير وحرية الصحافة في كافة أنحاء العالم فإنها تعجز حتي عن التعبير عن الضيق إذا أبعد صحفي أو سياسي عن منصبه إذا تناول حديثه اليهود.. بل قد يقتضي الأمر تقديم أي ناقد للمحاكمة في ظل قانون يجرم معاداة السامية ويعتبر أي حديث تصريحا أو تلميحا دعوة لنشر العداء والكراهية. وقد قام سانشيز وهو من أصل كوبي بالاعتذار عما صدر عنه من تصريحات وذلك خوفا من أن يكون طرده هو النهاية المؤسفة لعمله في أي مجال إعلامي في المستقبل حيث إن أغلب وسائل الإعلام تخضع لسيطرة اليهود الأمريكيين.. وهذا لا يعني أن حرية الكلمة أو حرية الصحافة غير مكفولة في الولاياتالمتحدة بل علي العكس تماما إذ إن هذه الحرية تصل أحيانا إلي حد الخروج عن أدب اللياقة.. ومتابعة الأحاديث الإذاعية في الولاياتالمتحدة تبرهن علي ذلك. ومن أشهر المذيعين في الولاياتالمتحدة راسن ليمبو وهو ينتمي للتيار اليميني المحافظ وبالتالي فهو لا يكف عن توجيه النقد من العيار الثقيل للرئيس باراك أوباما.. وقد وصفه مؤخرا بأنه »مغفل« هكذا دون تردد وجاء ذلك في نفس الوقت الذي وقع فيه سانشيز في خطأ توجيه النقد لليهود.. ونقلت وسائل الإعلام ما ذكره ليمبو عن الرئيس الأمريكي في إطار حرية الصحافة.. ومحصلة متابعة ما يجري في الوسط الإعلامي والسياسي في الولاياتالمتحدة توضح أن تعريف حرية الكلمة والصحافة هو أن كل شيء مسموح به حتي لو تناول رئيس الدولة أو الأخلاق أو القيم وحتي التدخل في الشئون الداخلية للدول أما توجيه أبسط نقد لليهود الأمريكيين أو للعزيزة المدللة إسرائيل فهو خط أحمر..