تأتي احتفالات أعياد أكتوبر المجيدة وسط متغيرات داخلية وإقليمية متسارعة، وستظل ذكري انتصارات حرب أكتوبر علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، فهذه الحرب جسدت إرادة أمة في الإصرار علي تخطي الهزيمة والعبور إلي النصر، فحرب أكتوبر حققت جميع أهدافها بما أحدثته من نتائج قلبت الموازين في السياسة الدولية وفنون الحرب والعسكرية.. إلي جانب التحولات الاقتصادية.. ويحسب للزعيم الراحل أنور السادات أنه تحمل مسئولية قرار الحرب في أحلك الظروف.. وأذهل الأداء البطولي الرائع لجيش مصر العظيم العالم كله.. ومازالت خطط الحرب التي قام بها الجيش المصري تدرس في الأكاديميات العسكرية العالمية.. أيضا كان هناك تنسيق رائع بين مصر وسوريا في هذه الحرب، إلي جانب الدور المهم الذي قام به سلاح البترول الذي ساند المعارك الفاصلة التي دارت في سيناء والجولان. وبعد مرور أكثر من أربعين عاما علي ذكري حرب أكتوبر تشهد المنطقة العربية أحداثا متسارعة يتعين مواجهتها بالمزيد من التضامن، فالصراعات الداخلية التي تشهدها العراق وسوريا واليمن وليبيا، والدور التخريبي الذي تقوم به التنظيمات المتطرفة مثل داعش وغيرها تستدعي أهمية التكاتف والسعي نحو إعادة بناء مقومات الدولة في تلك البلدان للخروج بالمنطقة العربية إلي آفاق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي.. فهناك مسئولية تاريخية تطوق أعناق الجيل الحالي بضرورة استعادة التضامن العربي فدروس وعبر التاريخ تؤكد ذلك!