شهد المهرجان الذي عاد إلي الحياة بعد توقفٍ دام لأربعِ سنوات انطلاقة رائعة مدفوعاً بدعمٍ قوي من هيئة تنشيط السياحة التي ترعي المهرجان للمرة الأولي في تاريخه. تعطشُ الجمهور لمنافسات الخيول ألهب الأجواء المفعمة بالحماسة، وبمشاركة 130 فرسا من المهور والطلائق انطلقت مسابقات جمال وأدب الخيول التي استمرت علي يومين بحضور سعيد عبدالعزيز محافظ الشرقية ومجدي سليم وكيل وزارة السياحة ورئيس قطاع السياحة الداخلية ووكلاء وزارة الرياضة والطرق، وعدد من رجال الأعمال وأعداد كبيرة من مربي وهواة الخيول في مصر والوطن العربي الذين احتشدوا في المدرجات. تواجدنا في موقع المهرجان قبل بدء فعالياته بساعتين لنرصد استعدادات مربي الخيول والمدربين والساسة الذين توافدوا منذ ساعات الصباح الأولي. وهناك التقينا كرم سرحان أحد قدامي مدربي الخيول في مصر، يصف لنا مدي سعادته بعودة مهرجان الشرقية للخيول لما له من أثر في رواج السوق لأنه يبرز الخيول المميزة، يمسح بيده علي جبهة "فريدة" المهر التي يُشارك بها في المهرجان كما يصفها وعن تدريب الخيول: يقول مسابقات الجمال تحتاج إلي تدريباتٍ معينة يخضع لها الحصان ليبرز مواطن جماله ويلفت الأنظار، وتبدأ التدريبات بإعداد الحصان بدنياً وتقوية عضلاته بطريقة معينة، وتدريبه علي المشية منتظمة الخطوات التي تبيّن جمال قوامه ورشاقته، إلا أن حركة إبراز جمال الرقبة في وضع الثبات تظل الأصعب في تدريبها بحسب سرحان. فعاليات المهرجان بدأت بعرضٍ باهرٍلفرقة الفنون الشعبية لمحافظة الشرقية والذي حاز إعجاب الجمهور وتفاعل معه، قبل أن تبدأ مسابقة جمال الخيول العربية المسجلة وغير المسجلة التي أجريت علي ثلاثة مستويات حسب المرحلة العمرية المحددة لكل فئة. وبمجرد إعلان بدء مسابقة المهور انطلقت الجميلات في حلبة العرض سالبةً قلوب الجماهير، لغةٌ خاصة يتواصل بها المدرب مع حصانه، بإيماءات وحركات معينة يبرز جماله، بينما تحوم حولهم عيون أعضاء لجنة التحكيم متفحصةً كل تفصيلة في جسد الحصان ومشيته. وعن صفات الجمال التي تقيمها لجنة التحكيم يقول الدكتور أحمد حامد مدير مسابقات الجمال بالمهرجان: هناك معايير أساسية تُحدد الصفات التي تميّز الحصان العربي الأصيل وعلي أساسها يتم منحه نقاط التقييم بواقع 20 نقطة في البند الواحد، وأهم هذه المعايير نقاء النوع والسلالة العربية، وانحناءة خط الظهر وجمال الرأس والرقبة بما يشمله من استدارة العينين وصغر الأذن واتساع الأنف، وتناسق الأرجل والقوام وانسيابية الحركة. ويشير حامد إلي أن تقييم هذه الصفات ليس أمراً سهلاً مهما بدت واضحة للعامة، لأنها تحتاج إلي تدقيق شديد لذا تم اختيار أعضاء لجنة التحكيم من أبرز الخبراء المعنيين بالخيل ومن لهم ثقل علي مستوي التحكيم الدولي. عشرُ مهرات حصدت المراكز الأولي في مسابقة الجمال من ضمنها المهرة "زينة" المملوكة للإعلامي توفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين الذي شارك في المهرجان، كما تألقت المهرة "شقراء" و"دهب" وخطفت "فريدة" الأضواء بمشاركة طاغية تفوقت فيها علي نظيراتها. وقام سعيد عبدالعزيز محافظ الشرقية بتسليم الجوائز لأصحاب الخيول، وفي كلمته أكد المحافظ أن مهرجان الخيول يمثل قيمة كبيرة لمحافظة الشرقية التي تضم 80% من الخيول العربية الأصيلة في مصر. وأعلن المحافظ عن ثلاثة مشروعات بدأت المحافظة تنفيذها في إطار خطةٍ تطوير السياحة في الشرقية والتي تبدأ من استغلال هذا الحدث المهم الذي تتفرد به المحافظة، وأول هذه المشروعات إنشاء ناد للفروسية علي أرض المهرجان، وإقامة أكبر مستشفي للخيول علي مستوي العالم العربي ومجموعة اصطبلات لاستضافة الخيول التي تشارك من الدول الأجنبية، وتشييد فندق سياحي علي أعلي مستوي ومجموعة مطاعم لتقديم الأكلات الشعبية التي تتفرد بها المحافظة.