التقت "آخرساعة" قيادات الإدارة العامة للحماية المدنية لمعرفة دور الإدارة والخدمات التي تقدمها، وكذلك التعرف علي استعداداتها لتأمين المصلين خلال شهر رمضان أثناء صلاة التراويح ، وأحدث الأجهزة التي وصلت الإدارة وكيفية تدريب وتأهيل ضباط وأفراد الإدارة ، وكان اللقاء التالي مع ثلاث من قيادات الإدارة في تخصصات مختلفة وهم وكيل الإدارة اللواء إيهاب مجدي ومدير إدارة المفرقعات العميد محمد الجندي ومدير إدارة التدريب العميد طارق الجمال.. ٭ ما دور إدارة الحماية المدنية كأحد أهم الإدارات الخدمية بوزارة الداخلية؟ يجيب اللواء إيهاب مجدي قائلاً "الإدارة تضم مجموعة من الفروع والإدارات، ونحن نعمل في الإطفاء والإنقاذ والمفرقعات والتدريب كل منها يشمل فرعين وهما الوقاية والتعامل، ففيما يتعلق بالإطفاء نقوم بعمل إجراءات وقائية للمؤسسات والمنشآت وفي نفس الوقت إذا حدث حريق بتلك المنشآت نتعامل معه وكذلك الأمر بالنسبة للإنقاذ والمفرقعات أما بالنسبة للتدريب فهو يشمل تدريب أفراد وضباط ومجندي الإدارة علي مستوي الجمهورية علي كيفية التعامل مع البلاغات. ٭ ما خطتكم خلال شهر رمضان وخاصة تأمين المصلين أثناء صلاة التراويح ؟ يوضح اللواء إيهاب مجدي أن هناك إدارة للحماية المدنية بكل مديرية أمن تتابعها الإدارة العامة للحماية المدنية من الناحية الفنية ، وكل إدارة بكل مديرية تفحص الوضع الأمني لديها وتحدد أماكن التجمعات والمناطق المتوقع حدوث أعمال عدائية بها وذلك بالتنسيق مع مدير الأمن وأجهزة البحث الجنائي والأمن الوطني وطبقاً للمعطيات والمعلومات المتوافرة لديهم يتم وضع خطة شاملة لمواجهة ذلك ، وأثناء عمل خطة التأمين نضع في الحسبان جميع السيناريوهات المحتملة حتي نكون مستعدين للتعامل معها . ٭ كثير من البلاغات تكون سلبية ..هل يؤثر ذلك علي عمل رجال الإدارة ويجعلهم لا يهتمون ببعض البلاغات؟ يؤكد اللواء إيهاب أن المبدأ العام لدي الإدارة أن جميع البلاغات إيجابية ، ونحن نطمئن المواطنين بأننا لا نغضب من أن يكون البلاغ سلبيا لكن ما يحزننا هو البلاغ الكيدي . ٭ كم تبلغ نسبة البلاغات الإيجابية ؟ يشير اللواء إيهاب هنا إلي أنه من 15 إلي 20% من بلاغات المفرقعات إيجابية، أما بلاغات الإطفاء فتفوق ال90% . ٭ ما هي الطبيعة الفنية للتعامل مع المفرقعات ؟ يقول العميد محمد الجندي "ندرب ضباطنا علي التعامل مع الأنواع المختلفة للبلاغات وكيفية إبطال مفعولها، أما بالنسبة لأسلوب التعامل فهو متوقف علي طبيعة البلاغ وذلك حسب المكان الموجودة به العبوة وطبيعتها . ٭ وبما تنصح المواطن عندما يري جسما غريبا؟ يوضح العميد محمد الجندي أن القاعدة العامة للتعامل مع المفرقعات هي عدم تغيير ظروف المكان الموجود به البلاغ فيجب عدم تحريكها من مكانها أو الاقتراب منها ،وأطالب المواطنين بالإبلاغ الفوري عن أي جسم غريب بمجرد رؤيته . ٭ ما أحدث أنواع القنابل وأخطرها؟ يشير العميد محمد الجندي إلي أن القنابل التي يتم تفجيرها عن بعد باستخدام المحمول هي أحدث أنواع القنابل وأخطرها ، وتكمن الخطورة في أنه قد يتم عمل عبوة ووضعها في مكان بحيث تكون مكشوفة للجميع وبجوارها عبوة أخري ثانوية يتم تفجيرها عن بعد عندما يصل رجل المفرقعات وأثناء تعامله مع العبوة الأولي ويكون المستهدف هنا رجال المفرقعات، وهذا النوع لم يكن منتشرا في التسعينيات لكن قمنا بدراسة هذا النوع وتم التوصل إلي طرق التعامل معه لإبطال مفعوله وهناك نتائج جيدة في ذلك . ٭ هل أصبح من السهل تصنيع القنابل أم أن جهات خارجية تصنعها وترسلها إلي مصر؟ يؤكد العميد محمد الجندي أن الإرهابيين لديهم عناصر علي علم بكيفية التصنيع ويستطيعون تصنيع القنابل بجميع أنواعها . ٭ ماذا عن تأهيل رجال الحماية المدنية وتدريبهم ؟ يقول العميد طارق الجمال "معهد التدريب بالحماية المدنية معني بتأهيل جميع ضباط وأفراد الشرطة وكذلك العاملين المدنيين بوزارة الداخلية وفقاً لدور كل منهم وثقافته بالنسبة لتعامله مع البلاغات". ٭ ما أحدث الأجهزة التي وصلت الإدارة؟ يوضح العميد طارق الجمال : أحدث جهاز بإدارة التدريب هو جهاز محاكي لعمليات الحريق "سميليتور" وهو صديق للبيئة ويعمل بالغاز، وهذا الجهاز عبارة عن «كونتنر» كبير ويتم تشكيل عدة أشياء بداخله سواء مطبخ أو غرفة نوم ..إلخ ويتم تدريب الضباط علي كيفية التعامل مع تلك المواقف ويتم وضع عوائق قد تقابله أثناء التعامل ومنها الأدخنة التي تعيق الرؤية ومن هنا يتم تدريبه علي التعامل مع أسوأ سيناريو قد يقابله في البلاغات . ٭ بالنسبة لمديريات الأمن ..هل يتم عمل اختبارات لمعرفة مدي كفاءة رجالكم؟ يقول العميد طارق الجمال: بالتأكيد توجد متابعة مستمرة من قيادات الإدارة العامة للحماية المدنية بإشراف المدير العام اللواء سامي يوسف للأداء العملي بالإدارات المختلفة للوقوف علي مدي قدرتهم علي التعامل مع المواقف المختلفة التي تقابلهم ومستوي التدريب الذي وصلوا إليه وندعم ذلك من النواحي التدريبية ، فإذا تم اكتشاف وجود عجز في قدراتهم فإننا نعيد تدريبهم ،وللعلم كان يتم تخريج حوالي 100فرد سنوياً مدربين علي التعامل مع المفرقعات لكن مع زيادة عمليات التفجير في الفترة الأخيرة منذ 30يونيو العام الماضي قمنا بتخريج نحو 700فرد مدربين علي الاستكشاف والتعامل مع المواد المتفجرة، وكذلك بالنسبة للضباط حيث كان يتم تخريج حوالي 35ضابطا سنوياً لكن هذا العام تم تخريج 165ضابطا مؤهلين للتعامل بشكل مباشر وتقني مع العبوات الناسفة لموائمة الظروف الحالية لمواجهة تلك العمليات الإرهابية بحيث يكون لدينا أعداد كافية لإحباطها. ٭ ظهر مؤخراً نوع من القنابل يستهدف خبراء المفرقعات .. هل تم التدريب علي التعامل مع هذا النوع الخطير؟ يجيب العميد طارق الجمال علي السؤال بالتأكيد ويضيف : هناك استهداف بالفعل لرجال المفرقعات لأنهم هم من يحبطون مخططات الإرهاب بإبطال مفعول العبوات الناسفة لذلك فكر الإرهابيون في تصنيع نوع من القنابل يتم تفجيره عندما يبدأ رجل المفرقعات التعامل معه لكننا نجحنا أيضاً في اكتشاف ذلك ،وللعلم لا يتوقف الأمر علي إبطال مفعول القنبلة بل يمتد إلي تفكيكها لعرضها علي الضباط الذين يتلقون دورات تدريبية ويتم عمل مؤتمرات لمديري أقسام المفرقعات بمديريات الأمن ونطلعهم علي أحدث التطورات التي وصلنا إليها أو تلك التي وصل إليها الإرهابيون وليكون لدي الضباط والأفراد نوع من الحذر عند التعامل مع تلك العبوات ونطلعه علي الإجراءات الاحترازية التي يجب اتباعها. ويتدخل اللواء إيهاب مجدي في الحوار ويشير إلي أنه يتم عمل دراسة شاملة لكل بلاغ بإيجابياته وسلبياته لتحديد نوع المادة المستخدمة في القنبلة أو العبوة الناسفة وطريقة التفجير ، وبعد عمل تلك الدراسة وتحليلها يتم الاتصال بمديري إدارات المفرقعات بكل مديريات الأمن ونطلعهم علي جميع التطورات وذلك بطرح المشكلة والحل في الوقت ذاته . ٭ أضحي مترو الأنفاق هدفاً للجماعات الإرهابية .. ما خطة تأمينه؟ يقول اللواء إيهاب مجدي : أي مكان حيوي أو منشأة عامة لها خطة تأمين، والإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات وضعت خطة للتأمين سواء داخل المحطات أوداخل القطارات . ٭ هل لكم دور في تأمين السجون ضد أي عمليات تفجير في ظل وجود قيادات الإخوان بها؟ يؤكد اللواء إيهاب مجدي وجود وحدات للحماية المدنية بالسجون بالإضافة إلي وجود حرم لكل سجن ،كما يوجد مرور مستمر عليها. ٭ ماذا عن دور وحدات الحماية المدنية في سيناء في ظل الشكوي من وجود نقص بالأجهزة هناك؟ ينفي اللواء إيهاب مجدي وجود أي نقص في أجهزة الحماية المدنية بسيناء ،ويؤكد أنه يتم التعاقد علي أحدث الأجهزة وبعدها يتم توزيعها علي كل المديريات ، ونحن نعتبر سيناء من المناطق الحساسة نظراً للعداوات الموجودة فيها من قبل الإرهابيين ، وللعلم خلال أيام سيتم تزويد مديريتي أمن شمال وجنوب سيناء بأجهزة جديدة وحديثة للتعامل مع المفرقعات وجميع البلاغات . ٭ كيف يتم تأمين رجال المفرقعات أثناء التعامل مع البلاغات ؟ يوضح العميد محمد الجندي أن أخطر عبوات تواجه رجال المفرقعات التي يتم تفجيرها عن بعد ،كاشفاً أن الإدارة ستقوم بشراء أجهزة لإعاقة الترددات اللاسلكية بحيث يتحرك الفرد أو الضابط بهذا الجهاز الذي يعوق أي اتصال في المنطقة التي سيتواجد بها ولتوفير الأمان له خشية وجود عبوات يتم تفجيرها عن بعد سواء بالريموت كنترول أو الهاتف المحمول. *هناك شكوي تتكرر كثيراً بتأخر وصول سيارات الإطفاء ..ما تعليقك؟ يوضح اللواء إيهاب مجدي: يتم النزول لكل مديريات بالتنسيق مع مدير الأمن ويتم عمل بلاغات وهمية لمعرفة سرعة تحرك سياراتنا ووصولها مكان البلاغ وللعلم الزمن المطلوب لتحرك سيارة الإطفاء دقيقتين وأنا واثق تماماً أنه قبل الدقيقتين يتم التحرك لكن الجميع يعلم أن هناك بعض المعوقات سواء الازدحام المروري والإشغالات بالطرق وكذلك يوجد عدم وعي لدي بعض المواطنين ولا يقوم بالإفساح لسيارات الإطفاء لكننا نحاول تقليل هذا الزمن المستغرق في الإزدحام بحيث يتم تحريك ثلاث سيارات من ثلاثة اتجاهات مختلفة للوصول بأقصي سرعة لمكان البلاغ،لكن أحياناً يحدث تأخر في الإبلاغ نفسه نتيجة الإنشغال في الحريق وقد يكون المكان مخالفا وصاحب المكان لايريد الإبلاغ حتي لا تكتشف الحماية المدنية وجود مواد بترولية بهذا المكان علي سبيل المثال لذلك فإنه يقنع جيرانه بأنه قام بالإبلاغ ولكن سيارات الإطفاء تأخرت.