يعد المسرح الجامعي النواة الحقيقية لتطور الحركة المسرحية بصفة عامة.. وقدرته علي تشكيل وجدان شباب الجامعات في مرحلة دقيقة من حياتهم، ومن خلال السعي إلي إيجاد استراتيجية واضحة لدور المسرح الجامعي ، باعتباره لا يعد ترفًا يقدم إلي شباب الجامعات من أجل المتعة والترفيه، بل تكمن أهميته في تنمية الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية والعقائدية.. لذلك في خطوة جريئة غير متوقعة تبني الدكتور خالد جلال مدير صندوق التنمية والثقافية فكرة عودة المسرح الجامعي الذي يبدأ خلال أسابيع قادمة لما تمثله مرحلة الشباب التي تعد أحد أهم المراحل العمرية التي تحتاج إلي معرفة ما يجول بخاطرهم، والتعبير عن قضاياهم والنقاش حولها بحرية، ويعد المسرح إحدي الوسائل المساعدة علي ذلك. تحت عنوان عودة الروح خرجت فكرة عودة المسرح الجامعي في محاولة لإعادة إحياء المسرح المصري ..يهدف المشروع لضخ واكتشاف مواهب فنية جديدة للوسط الفني والمسرحي عن طريق تنظيم موسم المسرح الجامعي الذي من المقرر أن تبدأ دورته الأولي خلال شهر رمضان القادم وعن المشروع والفكرة قال جلال نحن آخر جيل من مسرح الجامعة ضخ نجوما للحركة الفنية في مصر. ويقول خالد جلال إن فكرة مواسم المسرح الجامعي تتلخص في أن الصندوق سيدعم عمل موسم تسابق بين طلبة الكليات الممارسين للعملية الفنية، وهذا شرط أساسي للمشاركة بالموسم، وفي النهاية ستقام لجان مشاهدة لاختيار عشرة عروض تتسابق مع بعضها خلال شهر رمضان القادم وسيكون هذا هو بدء الموسم الأول الذي سيقام تحت عنوان «عودة الروح» لمسرح الجامعة. ويقول: هذا الموسم سيكون خلال النصف الثاني من شهر رمضان وأثناء فترة التسابق سوف يعقد لقاء يومي موسع بين صناع هذه العروض وأحد نجوم مسرح الجامعة مثل هنيدي وفتحي عبد الوهاب وهاني رمزي وغيرهم، وسيحكي كل منهم عن تجربته للطلبة مع مسرح الجامعة وكيف أثر هذا المسرح في نجاحه، وأعتقد أن هذه اللقاءات ستمنح الشباب أملا وقوة وطاقة إيجابية، كما ستقام خلال فترة الموسم ورش فنية للفرق المتسابقة مع مخرجين كبار وممثلين ومهندسي ديكور ومصممي أزياء لأننا خلال هذا الموسم نعمل بمنطق المضاد الحيوي بمعني أننا أخذنا عينة من داخل الجسم وهو مسرح الجامعة كي نعيد ضخها وإحياءها داخل الجسم من جديد لتطوير آليات المسرح الجامعي في الداخل وإعادة إحيائه، ومن المقرر أن يحصل هؤلاء المخرجون علي خطاب من وزير الثقافة موجها لوزارة التربية والتعليم، لإخراج عروض مسرحية لطلبة المدارس وبالتالي سنكون ذهبنا لمنطقة ونقطة أبعد من مسرح الجامعة وهو المسرح المدرسي. ويضيف: أما من سيفوز بالجوائز الفردية فسيأخذ منحة دراسية مجانية بورشة مركز الإبداع الفني وفي الحقيقة أعتقد أن هذه هي الجائزة الكبري لأننا نختار من بين أربعة آلاف حتي نحصل علي 200 طالب وطالبة، فهم سيجتازون مرحلة الاختبار وسيحصلون علي المنحة مباشرة والعروض الفائزة سيتاح لها العرض علي خشبة مسرح مركز إبداع القاهرة والإسكندرية وسيتاح لهم المشاركة بمهرجانات جامعية في الوطن العربي وبعد ستة أشهر سيقام نفس المهرجان لكن مسموح المشاركة لأي طالب من أي جامعة في مصر لأننا في المرحلة الأولي اقتصرنا علي ثلاث جامعات فقط القاهرة وعين شمس وحلوان حتي نستطيع السيطرة علي أعداد المشاركين من البداية، وسنقيم لجان مشاهدة في القطاعات بمعني أن اللجنة ستسافر بكل محافظة وتختار العروض التي تمثل المنطقة الخاصة بها، وبالتالي ستزيد عدد الفرق المشاركة. ويري خالد جلال النشاط المسرحي في الجامعة، بالضرورة لا يجوز تقييده بقوانين تشتت أنشطة هؤلاء الشباب، وتضع القيود علي نوع الإبداع، الذي من الممكن أن يقدمه خاصة في مجتمعاتنا الحالية، التي أصبحت للمعتقدات السياسية والفكرية والدينية الكثير من الضغوط علي المناهج الدراسية، فمنح الطالب مساحة من الحرية يعطيه الثقة بالنفس، وعلي الإدارة أن تقبل وجود منهج مسرحي في الجامعات، وأن يخصص له من ميزانية الجامعة لأن كل الأنشطة المسرحية تتطلب ميزانية،.وعموما في إطار الدور الذي يقوم به الصندوق من دعم وتنمية الأنشطة الثقافية والفنية، ولما كان المسرح الجامعي هو النواة الأولي للحركة الفنية في مصر كما كان في الماضي فكان لابد من عمل مشروع لإعادة إحياء المسرح الجامعي تحت اسم " مواسم نجوم المسرح الجامعي . وأكد خالد جلال أن الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة وافق علي الفور بمجرد علمه بفكرة المشروع، كما طلب الالتقاء بالطلبة الجامعيين في مكتبه ، لحثهم علي ضرورة العمل الثقافي والفني داخل الجامعة التي أصبحت تفتقد المسرح الجامعي، مضيفا: بأن المشروع يهدف لإتاحة الفرصة لمبدعي المسرح الجامعي الشباب الممارسين في فرق الجامعة للتسابق من خلاله، حيث سينطلق الموسم الأول للمشروع في شهر يوليو 2014 بمشاركة شباب المسرح الجامعي من جامعات القاهرة وعين شمس، حلوان لتقديم عروضهم الفنية وإقامة ورش التدريب، قائلا بأن الدورات التالية للموسم ستتسع لباقي الجامعات في بقية محافظات الجمهورية، متمنيا أن يشمل المشروع أيضا المسرح المدرسي. ويؤكد خالد جلال إن المسرح هو مؤشر علي صحة المجتمع وعلي مستواه الثقافي لذا يجب أن نتمسك به وبتعريفه كمؤسسة اجتماعية تقوم علي عمل الأفراد وتنتج منتجا استهلاكيا يساهم في الترقية وفي اللحمة الاجتماعية ولكن الدور الأهم مساهمته في إغناء الحياة الفكرية والفنية للمجتمع لأنه الأكثر قدرة علي قراءة العالم والمعاناة البشرية وتحليل الأفكار والمواقف. المسرح هو التجسيد العصري لواحد من أهم الفنون التعبيرية تأثيراً علي الإطلاق لأنه القناة التي تتفاعل علي خشبته وتنصهر كل القضايا الاجتماعية والثقافية والتربوية وبقالب حي ومؤثر لتقف الفنون الأخري عاجزة عن مستوي التأثير الذي يتركه المسرح علي المتلقي. وبدوره المسرح الجامعي كان قادراً علي تقديم مجمل من القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية وحتي الإنسانية فمنها ما قدم لواقع معاش ومنها ما قدم لقضية عامه اجتماعية.