مقام حاليا معرض هام في "جاليري مصر" بالزمالك للفنان رضا عبد الرحمن بعنوان "الأسطورة".. عرض فيه الفنان تسع عشرة لوحة كبيرة الحجم أقرب للجدارية بتقنية عالية كي توحي بالقدم رغم الزخرفية في كثير من اللوحات.. المعرض يدور حول عدة مفاهيم للأسطورة يمد بها الفنان جسراً من القديم الي المعاصر في الرؤية والمفهوم الخاص من أساطير مصر القديمة ومناظرتها أو إيجاد صدي في الممارسات لها من مشاهداته ومعايشته لأهالي جزيرة الذهب بوسط النيل فيما عدا لوحتي "ملكة سبأ" و"البراق".. هذا الاتجاه المرتبط بأرض مصر وتاريخها وفنها أحاط بالفنان منذ كان يدرس في كلية الفنون الجميلة جامعة المنيا بجنوب مصر المُحاطة بمعابد ومشاهد من عمارتنا وفنوننا القديمة.. كما تأثر بتجربة حديثة خاضها في رسم مجموعة من اللوحات استوحاها من "برديات" للكاتب الكبير محمد سلماوي عام 2010 في تواصل إبداعي بين النص الأدبي واللوحة كصورة من النص.. وليأتي معرضه هذا في حالة تكثيف لجماليات التراث القديم مع المعاصر المحيط في إيقاعات لونية تحتوي المشاه لضخامة اللوحات بما أعطي مهابة وفخامة علي اللوحة وموضوعها.. ليقدم بمجمل لوحاته أسطورة مصرية أو مصر الأسطورة بأهلها وممارسة حياتهم بقيم وجماليات متوارثة جيلاً بعد جيل ولا ننسي جوهر الرسالة والحكمة في الأسطورة القديمة والتي ندركها من معالجات الفنان بالمحافظة علي هيئة الأجساد وموضعيتها كذلك في ألوانها إضافة الي عمقها الأخلاقي.. وتعد أقدم أسطورة مكتوبة مؤكدة التاريخ هي الباقية من مصر القديمة ترجع الي الدولة الوسطي وكُتبت باللغة المصرية القديمة الوسطي.. والأساطير التي بقيت من مصر القديمة أقل كثيراً من تلك التي عرفها المصريون أنفسهم لأن معظم السير الأدبية كانت محكاة شفهياً ولم تُدون والتي كانت من أهم جوانب العقيدة المصرية لأنها تعكس فكر وعقيدة المصري القديم - والتي لازال المصري اليوم يعيش بكثير قيمها - وتُعد الأسطورة الأكثر شهرة عند المصري اليوم هي أسطورة "إيزيس وأوزوريس" وأخذ منها وعاش المصري البسيط بفكرة الإخلاص حتي ولو لم يقرأ الأسطورة أو حتي لم يزر معبدا من المعابد القديمة لكنها وكغيرها من الأساطير الأخلاقية تجري في جينات المصري التي جعلت من مصر نفسها وبأهلها أسطورة.. ولنري اليوم أحد فناني مصر المعاصرين يحيي الأسطورة جمالياً وليجعلها تتماس مع مشاهد من حكمة الحاضر وبساطة المشهد الذي من شدة بساطته من فلاحي جزيرة الذهب التي يسكنها الفنان تكاد تقترب بخيوط وعناصر الأسطورة .. ويُسمي لوحاته: «الملكة وأنوبيس».. ابنتي إيزادورا».. «أنوبيس الحارس".. الملكة والربيع».. «إيزيس وأوزوريس».. «زواج اللوتس».. «الحكمة 1و2».. «البراق».. «عروس النيل». والفنان رضا أسس في مارس 2006 مجلة "«بورتريه» للفنون التشكيلية للإسهام في نشر الثقافة الفنية لدي المشاهد غير المتخصص ولخدمة الفنانين.. ومنذ حصوله علي بكالوريوس الفنون بجامعة المنيا قسم التصوير شعبة الجداريات عام 1988 عمل في تدريس الفن ثم تفرغ لأعماله الفنية داخل مرسمه بجزيرة الذهب ولمشاركاته في حركة التشكيل المصري.