سنوات ثلاث مرت بلا زوار لمدننا الأثرية القديمة في الجنوب وجوهرتها الأقصر.. وبعد جولات لمدة عامين قام بها الفنان أحمد رجب صقر عميد كلية فنون المنيا إلي الأقصر ومعابدها ليعد معرضا عن المفهوم الجداري لجداريات معابد مدينة الأقصر أسماه اجداريات الأقصرب الذي افتتح الخميس الماضي في قاعة إكسترا للفنون بالزمالك يستعد في أغسطس القادم لجولة أوربية تبدأ بمدينة دوسلدورف في ألمانيا لينقل إلي العالم عرضا تشكيليا ذي مستوي كبير مستوحي من آثارنا وحضارتنا القديمة ومرتبط باسم مدينتنا الأقصر أشهر وأقدم مدينة أثرت في العالم التي افتقدت مؤقتا لزوارها ليستمر بهذه العروض التشكيلية من فنانينا المهتمين والمهمومين بقضايا الفن والوطن ليظل وجود تأثيرنا بالفن فيمن حولنا قائما وقويا.. عرض الفنان الكبير يحمل تعددا في قيم الفن ومضمونه.. فالتقنية وأسلوب العمل يعتمد علي التعبير بالضغط الريليفي علي سطح الورق أثناء الطباعة الجرافيكية لرمزياته وشخوصه ومفرداته الغامضة المتصلة شكلا في مجملها بالمظهر الجمالي للغة الهيروغليفية لتصبح لهذه التقنية البارزة لعناصره أبعاد جمالية بما يوحي بالسطح الجداري كما أن له لوحات بالمعرض استخدم فيها الرمال وفي المضمون بما يوحي ببروز ووجود حضارتنا فوق سطح العالم والذاكرة وأنها الحضارة التي اعتمدت وقامت علي ترك بصمتها الجمالية فوق جدران المعابد الجرانيتية القديمة في تحد للزمن لتظل خالدة حتي النهاية بلسان الإنسان المصري القديم وحضارته التي لم يلحق به أحد إليها.. فمنذ البداية هي أول حضارة إنسانية وحتي نهاية التاريخ.. في اللوحات نلاحظ استلهام الفنان منهج التشكيل الأفقي لرموزه وهي فلسفة نقوش جداريات مصر القديمة باعتمادها علي الخط الأفقي والتشكيل داخل مساحات أفقية لأجساد متحركة كأنها دندنات أو إيقاعات بصرية وكأن الفنان قد شحن رموزه بطاقة متواصلة رغم انفصال كل رمز عن الآخر في إيقاعات وأصوات داخل بطن اللوحة ليفرج عن بعضها في مساحات أكثر مساحة وحرية حركة لتتحول العناصر الكبسولية إلي نساء يرقصن ويغنين فوق جداريات اللوحة وإلهامات المدينة العريقة.