بروح الإصرار والتحدي الممزوجة بأداء فني وتكتيكي راق في الرغبة القوية في تحقيق فوز يرد اعتبار التعادل في اللقاء الأول بنيجيريا. وقد تحقق ما تمنته جماهير مصر وعاش الملايين نشوة الفرحة بالفوز الكبير.. بعد التعادل مع شبيبة القبائل الجزائري وبهذا الفوز علي هارتلاند النيجيري صعد للدور قبل النهائي قبل لقائه القادم أمام الإسماعيلي. دخل الأهلي.. وهارتلاند اللقاء وظروفهما متساوية وكلاهما يعاني من ضعف في المركز الهجومي ولكن نجح حسام البدري المدير الفني في حل هذه المشكلة وليضمن الأهلي الصعود للدور قبل النهائي والمربع الذهبي، فمنذ بداية مشوار الأهلي الأفريقي لم ينس لاعبوه وجماهيره خاصة الألتراس مرارة الهزات التي تعرض لها الفريق مما جعله يجمع خمس نقاط فقط قبل لقائه مع هارتلاند في أجواء غير طبيعية. ولذلك تضاعفت الهمة وزاد الحماس داخلهم لينتفض الشياطين الحمر ويكشروا عن أنيابهم في فرصة من ذهب مدتها 90 دقيقة فقط.. ولم يبذل حسام البدري المدير الفني جهدا في تهيئة اللاعبين نفسيا خاصة بعد هزيمة الإسماعيلي من شبيبة القبائل الجزائري وضاعت فرصة الدراويش نهائيا في الصعود.. كما لم يجد لاعبو الأهلي مجالا للتفكير في حل آخر.. وحرص البدري علي تذكير اللاعبين بما سبق في المباريات السابقة وتفرغ البدري للتكتيك الفني. وفي المقابل دخل سامسون سياسيا المدير الفني لفريق هارتلاند بفكره التقليدي مراهنا علي الحماس الذي ظهر به لاعبوه في المباريات التجريبية التي خاضها الفريق النيجيري ودرسها الجهاز الفني للأهلي ولاعبوه إلا أن أحداث المباراة تسببت في حالة من الشلل التكتيكي لفكر سياسيا المدير الفني فكانت السيادة والغلبة للون الأحمر. كل العوامل كانت مهيأة منذ بداية اللقاء لفوز الأهلي علي هارتلاند أهمها دوافع نفسية مخزونة لدي لاعبي الأهلي جميعا.. وكذلك نجاح البدري في وضع تكتيك فني متميز من خارج الخطوط.. وتوظيف اللاعبين حسب سير المباراة.. وإصرار اللاعبين علي مساندة البدري في مهمته من خلال روح الجماعة التي يتميز بها لاعبو الأهلي .. والأهم من ذلك أن الجو الكروي نقي خال من التوتر والإرهاب.. أما التحكيم فكان متميزا وصاحب شخصية قوية، وفر الهدوء والأمان لدي الطرفين خاصة أن الأهلي استخدم سلاح رود الأعصاب والثبات الانفعالي أمام انفلات أعصاب لاعبي هارتلاند. بدأت المباراة بين الجانبين وهم كتاب مفتوح وقد وضح أن حسام البدري اضطر إلي وضع تشكيل الفريق بغياب نجوم مؤثرين لظروف اضطرارية حيث يغيب أحمد حسن الصقر بسبب الإصابة.. وكذلك النجم الزئبقي محمد بركات، وأيضا حسام غالي بسبب الإيقاف أربع مباريات. ولذلك اهتم حسام البدري في التشكيل أمام هارتلاند بإشراك حسام عاشور وشهاب وجدو وأبوتريكة مع استغلال ظهيري الجنب سيد معوض في انطلاقاته إلي جانب أحمد فتحي في الناحية اليمني.. كما أن خط ظهر الأهلي واجه صعوبات شديدة أمام مهاجمي هارتلاند ورغم ذلك أحكم مدافعو الأهلي قبضتهم مهاجمي الفريق النيجيري كما أن أبو تريكة لم يهدأ ونجح في إزعاج دفاع هارتلاند وبمرور الوقت رجحت كفة الأهلي لعبا وأداء لتبقي الكرة معظم الفترات بالقرب من منطقة جزاء الهارتلاند وحارس مرماه الذي تصدي لأكثر من فرصة حقيقية من أقدام نجوم الأهلي بعد مراوغات وتمريرات متقنة من لاعبي وسط الأحمر. وأمام التفوق النسبي الكروي للأهلي بدأت النوايا السيئة للاعبي هارتلاند في استخدام العنف أحيانا بهدف استعادة التوازن.. وكانت محاولات الأحمر حسم المباراة لصالحهم. ولذلك بدأ لاعبو هارتلاند يفقدون أعصابهم مع تفوق الأهلي وامتلاكهم وسط الملعب من خلال جانبي الملعب سيد معوض، وأحمد فتحي، كما لعب مهاجمو ووسط الملعب دورا كبيرا في خلخلة دفاع هارتلاند. ولذلك نجح في إحراز هدفين الأول للمدافع أحمد فتحي من ضربة ثابتة.. وتراجع أداء الفريق حتي انتهاء الشوط الأول. ومع بداية الشوط الثاني ظهرت تكتيكات حسام البدري عندما أحرز محمد فضل الهدف الثاني للأحمر من جملة تكتيكية رائعة بدأها أبوتريكة ومنها إلي سيد معوض أهداها إلي القناص محمد فضل ليحرز هدف فريقه الثاني. ولكن ما لبث أن تهاون مدافعو الأهلي واطمأنوا إلي تحقيق الفوز وما لبث أن سجل مهاجم هارتلاند هدف فريقه ليعطي الثقة لفريقه ويحاول السيطرة علي منتصف الملعب لولا صحوة لاعبي الوسط في الأهلي ليبادل فريق هارتلاند الهجوم وهاجم الأهلي وكاد يحرز الهدف الثالث من خلال محمد طلعت الذي كان يميل إلي الأنانية ولذلك قام حسام البدري بالدفع باللاعب محمد شوقي وسحب اللاعب محمد جدو بهدف الحفاظ علي نتيجة المباراة 1/2 لصالحه. وخرج حسام البدري عن شعوره ووجه انتقادات عنيفة للاعبين لأنهم تسابقوا في إهدار الفرص الواحدة تلو الأخري في منطقة جزاء هارتلاند. مما جعل البدري يطلب من طلعت الانضمام إلي خط الهجوم لإرباك المدافعين ومنعهم من التقدم للأمام. ثم قام بسحب محمد فضل ليشرك محمد غدار اللبناني في نفس الوقت كانت تغييرات سامسون ساسيا المدير الفني للفريق النيجيري هجومية بحتة حيث أخرج لاعبين من خط الدفاع ليشرك بدلا منهما مهاجمين وهي تغييرات انتحارية.. ثم قام البدري بسحب أبوتريكة بعد أن شعر بالإجهاد وأشرك أحمد شكري.. واستمرت المباراة علي وتيرة واحدة هجوم من الأهلي بلا فاعلية.. وهجمات نادرة من هارتلاند ولكنها كانت خطرة علي دفاع الأهلي وشريف إكرامي الذي أنقذ مرماه في الدقيقة الأخيرة من المباراة، وبهذا الفوز يكون الأهلي صعد للمربع الذهبي في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري. وتسود فرحة هستيرية بين اللاعبين خاصة أن الشد العصبي الذي سيطر علي أجواء اللحظات الأخيرة من المباراة ألقي بمزيد من الإرهاق البدني والذهني علي اللاعبين قبل أن يطلق حكم المباراة صافرته معلنا النهاية ووصول الأهلي للمربع الذهبي. الأهلي والاسماعيلي ومواجهة صعبة من ناحية أخري تنتظر جماهير الكرة المصرية لقاء حاسما بين الأهلي والاسماعيلي في ثاني جولات دوري المجموعة برابطة الأبطال الافريقية والذي سيقام الأحد القادم وهي مواجهة شرسة من العيار الثقيل.. مواجهة الشياطين الحمر والدراويش هي الأقوي في سلسلة لقاءات الناديين والتي دائما تتسم بالإثارة والسخونة في الدوري أو كأس مصر إلا إنهما يلتقيان للمرة الثانية في بطولة افريقيا بعد فوز الأهلي في اللقاء الأول علي ستاد القاهرة بهدف الفوز.. ونفس الغرض سيكون في اللقاء القادم ليضمن الصعود للدور قبل النهائي. وتبدو أن القوة الضاربة للأهلي جاهزة لهذه المواجهة الشرسة في ظل وجود وفرة عددية من النجوم داخل القلعة الحمراء ولذلك يراهن حسام البدري علي كثرة نجومه الذين يملأون التشكيلة الحمراء بدءا من شريف إكرامي.. ووائل جمعة.. ومحمد أبو تريكة.. ومحمد بركات وفضل وبالتالي تظل كفته الأرجح في الفوز والصعود للدور قبل النهائي. والملحوظة الجديرة بالذكر أن الأهلي يدخل هذا اللقاء مستعينا بالنجوم السابقين من لاعبي الاسماعيلي سواء أحمد فتحي ومحمد بركات وسيد معوض وشريف عبدالفضيل ومحمد فضل. وهذا مايجعل ا لمواجهة صعبة في ظل موقف الاسماعيلي الصعب.