انتهي مؤتمر المجلس الأعلي للشئون الإسلامية بعد يومين من الفعاليات الجادة بفضل حسن التدبير والاستعداد والجهود المضنية للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف حتي يؤتي المؤتمر ثمارا ناضجة صالحة للتطبيق والتنفيذ وليست ككل التوصيات التي تصبح وتمسي حبرا علي ورق ولاتساوي ثمن الحبر الذي كتبت به وقد عانينا نصف قرن من هذه الملهاة التي أدمنتها الأمة في مؤتمراتها العقيمة التي تنفض وتسقط بعد جلسة الأضواء وكلمات الافتتاح ، وهنا أحيي الدكتور الوزير علي إصراره أن تتحمل مصر وحدها كافة النفقات ومن قبل كنا نتسول تكاليف المؤتمر من دول صديقة لماذا لا أدري! توصيات المؤتمر مست قضايا الإعلام ودوره في نشر الفكر الوسطي ومن قبل وهنا في هذا العمود حذرت من حرب فضائية شيعية وهابية عبر 60 قناة فضائية تدعمها دول في إيران والخليج بينما تلفزيون الدولة الوطني أهمل البرامج الدينية حتي شاع القول " اقتل برنامجا دينيا تكن حبيبا لصفوت الشريف وبرغم تحذيراتي المتكررة لم يتغير شيء ومازال التلفزيون الوطني في غيبوبة طويلة وسكتة دماغية تشيعه للقبر ! وأما التوصية بكون الأزهر المرجعية للشئون الإسلامية، فهذا يقتضي استكمال العدد القانوني بالهيئة وضم نخبة من علماء الأمة الراسخين في العلم إليها بحصتهم وتعديل القانون ليسمح بأن يتولي مشيخة الأزهر من تختاره الهيئة ولو لم يكن مصريا كما كان الحال من قبل وقد تولاها الشيخ التونسي الخضر حسين مرة حينئذ سيكون كلام الهيئة نافذا مسموعا وسلطة الأزهر الروحية مبسوطة علي ربوع الأمة وبغير ذلك لا سلطة للأزهر ولا كلمة مسموعة لهيئة كبار العلماء فلكل دولة هيئة ورجال!! وأما التوصية بسرعة إطلاق قناة الأزهر لكأني أشم رائحة الشكوي بضيق ذات اليد.. وأقول إن إدارة قناة فضائية كهذه تحتاج خبرات عالمية وكوادر مدربة وتقنيات متقدمة وأفكارا غير تقليدية لاتوجد في محيط علماء الأزهر بالطبع ولو أصر الشيوخ علي إدارتها ودس أنوفهم فيها ستسقط كما سقطت جريدة صوت الأزهر وقد اقترحت علي د.زقزوق من 15 سنة أن تضخ وزارة الأوقاف استثمارات من ريع " وفي سبيل الله " لتشغيل القناة الدعوية بدلا من زراعة الأسماك في مزارع الصرف !!! وأخير أهنئ فضيلة الدكتور الوزير بنجاح المؤتمر شكلا وأما نجاحه موضوعا فمرهون بتنفيذ التوصيات والضغط حتي تتحول السطور إلي حقائق وأفعال ولا أظن أن اللجنة قادرة علي التنفيذ إلا أن يتابع الوزير بنفسه ليذ كر له التاريخ أنه أول رئيس مؤتمر قال فصدق .