القوى العاملة بالقليوبية: توفير 323 فرصة في شركات ومصانع بمرتبات مجزية    وزير الكهرباء: بدء تشغيل محطة الضبعة عام 2029    جامعة قناة السويس تنظم برنامجا تدريبيا لطلاب STEM حول تصميم وتنفيذ كوبري مائي متحرك    محافظ قنا يتفقد مجمع مواقف الأجرة للتأكد من الالتزام بالتعريفة الجديدة    محافظ مطروح يشهد ختام فعاليات ملتقى الفن والحياة الدولي الأول.. صور    "معاك في الغيط" .. الزراعة تكثف حملات دعم وتوعية المزارعين بجميع المحافظات    هاريس تثير مجددا نقطة ضعف منافسها ترامب    أحمد الشناوي: هدفنا التتويج بالسوبر.. ونتمنى تقديم مباراة تليق بالكرة المصرية    موعد مباراة ضمك ضد التعاون في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    مانشستر سيتي وبايرن ميونخ يتنافسان بقوة على موهبة باير ليفركوزن    أحمد الشناوي: اختيارات المنتخب ليست فنية.. وحسام حسن يُسأل عن عدم انضمامي    بأسلوب الخطف.. القبض على عصابة سرقة المواطنين في مصر الجديدة    بدء النظر بجلسة الحكم على سائق أوبر المتهم بخطف فتاة التجمع    وكيل تعليم دمياط يبحث آليات التقييمات الشهرية    شبورة مائية ومائل للحرارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدا الأحد    رئيس الوزراء يتفقد مشروع تطوير مستشفى العدوة المركزي.. صور    وزير الكهرباء: راجعنا استراتيجية الطاقة حتى عام 2030 لتقليل الوقود    «مدبولي»: مستشفى سمالوط يعمل بكامل طاقته ويقدم خدمات متقدمة    ضبط 3 طلاب تحرشوا بسيدة أجنبية في القاهرة    شرطة طوكيو: هجوم بالقنابل يستهدف مقر الحزب الحاكم في اليابان واعتقال مشتبه به    عميد «طب الأزهر» بأسيوط: العمل بروح الفريق سر نجاح المنظومة الصحية بالصعيد    أعضاء الكونجرس الأمريكي يؤكدون للسيسي دعم الولايات المتحدة لمصر    محافظ كفر الشيخ: تحرير 14 محضرًا ضد مخابز مخالفة بدسوق    إصابة 5 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بالقليوبية    «آثار أبوسمبل» تستعد للاحتفال بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني    لو مسافر السعودية .. موعد انتهاء صلاحية تأشيرة العمرة    دخلنا في محافظات العيار الثقيل.. الحكومة تزف بشرى سارة لأهالي المنيا    بالاسم .. الصحة تدشن موقعاً إلكترونياً لمعرفة المثائل و البدائل للادوية الهامة    نائب رئيس جامعة الأزهر: العلم الذي دعا إليه الإسلام لم يقف عند العلوم الشرعية أو العربية    يد الأهلي يواجه فلاورز البنيني في نهائي بطولة إفريقيا    داعية بالأوقاف: الانشغال بالرزق قد يبعدنا عن ما طلبه الله منا    مصر تشدد على ضرورة إيقاف العدوان الإسرائيلي وفك الحصار عن قطاع غزة    التضامن: خطوط الوزارة الساخنة تستقبل 225 ألف اتصال خلال سبتمبر    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لمنطقة كفر طهرمس الأربعاء المقبل    خيري الكمار يكتب : رسالة إلى وزير الثقافة .. المهرجانات فى خطر    14 عبادة مهجورة تجلب السعادة .. عالم أزهري يكشف عنها    تأثير النوم الجيد على صحة العقل والذاكرة    التصرف الشرعي لمسافر أدرك صلاة الجماعة خلف إمام يصلي 4 ركعات    مركز سقارة ينظم دورة للعاملين بالمحليات عن دورة "الخريطة الاستثمارية لمصر "غدا    «8 زلازال في 20 يومًا».. عباس شراقي يكشف أسباب الزلزال المتكررة في إثيوبيا وخطورتها    الشيخ أحمد كريمة يوجه رسالة لمطرب المهرجانات عمر كمال    حزب الله يُعلن استهداف جنود ومواقع إسرائيلية    المخرج عمرو سلامة لمتسابقة «كاستنج»: مبسوط بكِ    رغم اعتراض ترامب.. قاضية تُفرج عن وثائق فى قضية انتخابات 2020    بدر عبدالعاطي: زيارة وزير خارجية إيران لمصر تؤكد حرصنا على منع التصعيد بالمنطقة    بسبب الأجرة.. ضبط سائق تاكسي استولى على هاتف سيدة في القاهرة (تفاصيل)    منتج عمر أفندى يكشف حقيقة وجود جزء ثان من المسلسل    عمرو أديب: المتحف المصري الكبير أسطوري ولا يضاهيه شيء    رابطة الأندية تستعد للإعلان عن رئيس لجنة المسابقات الجديد    بوتين يؤكد «بريكس» لم تنشأ ضد أي اتحاد.. وتعمل انطلاقا من القيم المشتركة بين أعضائها    اللواء نصر موسى يحكي تفاصيل ساعة الصفر في حرب أكتوبر    ليلة لا تُنسى.. ياسين التهامي يقدم وصلة إنشادية مبهرة في مولد السيد البدوي -فيديو وصور    أفضل 7 أدعية قبل النوم.. تغفر ذنوبك وتحميك من كل شر    بطولة إفريقيا ل كرة اليد - موعد مباراة الأهلي ضد فلاورز البنيني في النهائي.. القناة الناقلة    كرة يد - فلاورز البنيني يتأهل لنهائي إفريقيا ويضرب موعدا مع الأهلي    حضور كبير في حفل تامر عاشور بمهرجان الموسيقى العربية.. كامل العدد    تامر عاشور ومدحت صالح.. تفاصيل الليلة الثامنة من فعاليات مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية    الصور الأولى من حفل خطوبة منة عدلي القيعي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقر والي الصعيد
دموشية.. العزب..عزبة الصعايدة
نشر في آخر ساعة يوم 25 - 03 - 2014

مقام وتل أبو خوصة فى الفيوم نقطة فوق حرف الراء غيرت اسم قريته دموشية العرب إلي دموشية العزب بتغير واقعها بعد 1200 سنة كأول تجمع عربي بعد فتح الفيوم (وأصبحواغالبية سكانها) إلي منطقة عزب للأعيان. مجرد نقطة تكشف وسوسة الشيطان للصحابي عبد الله بن سعد بن أبي سرح والي الصعيد (مقره دموشة) أول من كتب الوحي للنبي في مكة وقد أملي عليه وصف خلق الله للإنسان- سورة المؤمنون- فقال منبهراً (تبارك الله أحسن الخالقين) وفي مرة أخري كتب سميع عليم بدلاً من حكيم فقال له النبي اكتبها فكذلك نزلت فافتتن بقدرته علي التغيير في القرآن وهو (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير) هود 1. (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) - فصلت 42. و(لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَي أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعضٍ ظَهِيراً) الإسراء 88. و(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) - الحجر 9).
قائد ميمنة جيش الفتح ووالي مصر (24 35 ه) وبطل معارك النوبة وتونس وذات الصواري وشقيق سيدنا عثمان بن عفان في الرضاعة الذي اعتزل فتنة 35ه في عسقلان؛ في غرب القدس؛ فلم يقاتل المسلمين متمثلا سعد بن أبي وقاص (آتوني بسيف يقول لي هذا مسلم فلا أقتله، ويقول لي هذا كافر فأقتله) واستجاب الله ورسوله لتوبته ثم دعائه أن يموت عقب صلاة الفجر 36ه.
عن مقره كنقطة مثلث يمتد الي بني سويف شرقا والبهنسا جنوبا ومغامرته علي النيل بعد صلاة العشاء ليصلي الفجر(والياً للبلاد) في مسجد الفسطاط (135 كم) كنا نبحث.
لم يعرف الأهالي ولا القساوسة اسم دموشية القديم فاسمها قرية الحادقة وعزبة الصعايدة ووجدت موقعها (تل أبو خوصة الأثري بحوض غبور) أصبح جبانه وقبة طينية لمقام سيدي موسي أبو خوصة قالوا كان به بقايا فخارية قديمة ولم أستدل علي دير العزب إلا من لافتة طريق حديدية قديمة منسية أمامه فاسمه علي بوابته الكبيرة (دير القديس العظيم إبرام) ولم أجد للمنطقة اتصالاً للنيل إلا بحر يوسف علي بعد 5 كيلومترات أما المباشر فعند غرب مدينة بني سويف علي بعد 50 كيلومتراً من الإطماء الطبيعي للنيل غربا لمدة 1400 سنة (بني سويف كانت قرية حتي 1821م) كما ارتبطت الفيوم بالبهنسا 60 كيلومتراً جنوبا وبني سويف شرقا منذ الفراعنة وحتي محمدعلي فجمعهم في مديرية واحدة 3 مرات علي مدي 26 سنة ثم استقل كل منهم1870م.
اجتزنا شوارع الفيوم ومبانيها العصرية وأسواق أطرافها والسكة الحديد وأراضي زراعية حتي طريق الصعيد الصحراوي الغربي ندور للسؤال عن قرية الحادقة وعزبة الصعايدة علي يسارنا بحر يوسف وباليمين بيوت ومحلات فنجد لافتة (دير العزب) علي عمود نعبر قنطرة مسطحة لدير(القديس العظيم إبرام) وبابه الضخم ومستطيل مدخله ثم باب معدني وحوش كبير يطل عليه الدير وعبر سلالمه ومدخله الرخامي تعبر إلي الكنيسة القديمة وحجرة في اليمين لشهداء الفيوم المكتشفين 1994 في حفر بئر دير الملاك جبريل بعضهم بملابس كهنوتية وآخر بيديه قيود حديدية وطفلان مقطعة أطرافهم في الاضطهاد المسيحي.

الحادقة (تكونت إداريا 1930) وككل القري تجتاح مزارعها بيوت أسمنتية بارتفاع 3 - 4 أدوار تجاور أبراج الحمام التاريخية (روثها أقوي سماد طبيعي) ويتوسطها شارع عريض بمحلات للفول والأدوات الزراعية وفرن بلدي وعربات النقل الثقيل والخفيف والتوك توك وتتفرع منه حواري ضيقة وتتداخل البيوت العصرية مع القديمة بالطوب اللبن وعروق الخشب وجزوع النخل معظمها مهجور ولأنها تبعد 3 كيلومترات عن الفيوم ازدحمت بغير القادرين علي أسعار سكنها فزاد الضغط علي الخدمات والمرافق، تعدادها 15 ألف نسمة يعملون في الزراعة والحرف معظمهم عمال يومية وأمام غرفة أسمنتية صغيرة لمكتب العمدة في يسار الشارع تربعنا في مدخله مع خفراء دوار العمدة نشرب شاي صعيدي ثقيل حتي يوقظوا العمدة يوسف محمد عبد المجيد فقد وصلنا مبكرين عن استيقاظ قري الدش وسهر الليالي فأوضح أنه يمر طوال الليل مع شيخ الخفر للتأمين وهو حاصل علي البكالوريوس لكنه يرتدي جلباباً صعيدياً وعصي وعندما لخصت قصة حضوري تحسر وقال لقد درسنا التاريخ في مراحل التعليم كيف لم يدرسوا لنا تاريخنا.
واندهش لسؤالي عن تميز(عزبة الصعايدة) فالفيومية والصعايدة لا يقرون أن الفيوم جزء من الصعيد ولا يحسمون أنها من بحري وهي بالفعل من نشأتها متميزة ومستقلة حتي في جغرافيتها كدلتا فرعية للنيل فرد - طول عمرنا بنقول كده.

وجدت واجهة قرية العزب أكثر ثراء بسرايا حديثة زاهية الألوان من 4 أدوار وسور مستقل لأسر كبيرة من أعيانها أو العمل في الخارج.
وفي الخروج دخلنا سوق الثلاثاء للمواشي نخضع لزحامه وانتظار تحميل جاموسة علي سيارة وعبور بقرة وصعود ركاب بمشترواتهم لسيارة نصف نقل لا يرحمنا إلا سؤالنا عن الطريق فيعرفون أننا غرباء فيفسحون الطريق

وجدت دموشية ودير العزب في رسالة دكتوراه للأنبا إبرام أسقف الفيوم بإشراف الأنبا شنودة الثالث في الجزء التاريخي من كتاب القاموس الجغرافي لمصر للرائع محمد رمزي (دموشية بلدة قديمة بجنوب الفيوم بها دير دموشية وسمي دير العزب لوقوعه بأرضها) ولم يعرف أهل الدير إلا اسمه الحالي وقد أصبح 17 فداناً يضم خمس كنائس أقدمها الكنيسة الأثرية للسيدة العذراء في جنوب شرق فناؤها منخفض عن مستوي الأرض مساحتها 20* 16م في أربعة أروقة طولية تغطي جنوب الرواق الثاني قبتان كبيرتان وعرفت قديماً بدير السيدة العذراء مريم والشهيد أبي سيفين أنشئت في القرن 7م وبعد انقطاع الرهبنة بها استخدمت كمدافن وبعد دفن القديس الأنبا إبرام ذ 1914 م - أصبحت مزاراً عالمياً. وتأثرت ككل أديرة وكنائس الفيوم بزلزال 1992 وتم ترميمها وجوارها قرية دير العزب للعاملين في خدمته.

ولم أجد مراكب شراعية أمام بني سويف وقالوا مسافة النيل للفسطاط 135 كم تقطعها الصنادل بالموتورات في 8 ساعات وصندل شركة السكر في 7 ساعات والمراكب السياحية 10 ساعات (بريا 95 كيلومتراً).
فوصول ابن أبي سرح بمركب شراعي في 14 ساعة لا يتم إلا بأعاجيب المصريين في الأزمات فالحاكم - بديل الفرعون- في طريقه للعاصمة مع سحر خمسة دنانير ذهبية ثم الغموض (الموضوع فيه إن)

فارس بني عامر من المسلمين الأوائل يجيد القراءة والكتابة (الكاتب عند العرب هو العالم) وأول من كتب الوحي في مكة وهاجر- سن 50 سنة ذ وأصبح من 42 كاتباً من خيرة الصحابة منهم أبيُّ بن كعب أول من كتب الوحي بالمدينة وأشهرهم زيد بن ثابت (الذي جمع القرآن وكتبه في عهد أبو بكر) والمتخصصون علي بن أبي طالب للمعاهدات والمغيرة بن شعبة لحوائج الناس، ومعيقب بن أبي فاطمة الدوسي للغنائم، ويكتب عن الجميع عند الغياب حنظلة بن الربيع.
أصل نجاته وسعادته وبلواه أنه شقيق رضاعة عثمان بن عفان زوج ابنتي النبي «رقية وأم كلثوم» وصفاته غير الحياء الشديد كرمه الزائد وبره بأهله وقد حمل حباً لأمهما في الرضاعة «مهابة بنت جابر» واحتفاظها لما يحب من طعام وتحملني وتمشيه وترضعني وتفطمه وتلاطفني وتتركه وعلي النقيض كان ابن أبي سرح بلاء عثمان، في فتح مكة وفي خلافته ومقتله بدأ بهربه إلي مكة يدعي تلاعبه في الوحي وغضبة عظمي للنبي فأحل دمه عند فتح مكة 8ه حتي لو تعلق بأستار الكعبة فلجأ إلي عثمان وقد دخل مكة موفدا من الرسول بالصلح.. وتأخر فظنوه قُتل، فتمت بيعة الرضوان بين النبي والصحابة لأخذ ثأره، لكنهم عرفوا بحياته مقيما في بيته وجاء للنبي يستعطف توبة أخيه وإسلامه )من ذكاء ابن أبي سرح عدم طلب ذلك من شقيقه وهب بن سعد بن أبي سرح وهو صحابي ومن أوائل المهاجرين من مكة .(وأعرض عنه النبي ثلاث مرات، ثم بايعه ثم يسأل يوماً عن أنه لا يرفع عينه في النبي فقالوا يستحي من جرمه فقال إن الإسلام يجُبُّ ما قبله وعاش ابن أبي سرح لا يحب ذكر هذا الأمر.
عاش عامين في الفيوم وتعني البحر العظيم أو الأرض التي جففت من البحيرة و«بر سوبك» التمساح الذي تكاثر في بحيرة مويس قارون وبالقبطي «بي - يم» اليم في قصة موسي (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ) - القصص 7. (في القرآن 275 لفظاً أعجمياً من 77 ألفاً و400 كلمة) وقلب العرب الباء فاء مثل فاو وفوه وأدفو فأصبحت فيوم وأضافوا ال فأصبحت الفيوم والبعض ينسبها إلي سيدنا يوسف الذي استصلحها في ألف يوم وحضارتها قديمة من العصر الحجري وبها حفريات لحيوانات الفيلة والقرود والحيتان والديناصور وعاصمتها القديمة أهناسيا (23 كم شرقاً مركز بني مزار- بني سويف) وكانت مفيضاً نادراً للنيل خلاف البحر المتوسط استخدم في الفيضانات العالية ليحمي الدلتا وأخذ منها الفراعنة أحجار جبل القطراني لتبليط معبد الهرم الأكبر وأقام بها إمنمحات الأول هرم هوارة من الطوب اللبن وسنوسرت هرم اللاهون وبها مسلة الفيوم برأس مستدير غير سائر المسلات (في مدخل مدينة الفيوم) وأهرامات تفتح أبوابها للجنوب بخلاف باقي الأهرامات التي تفتح للشمال. وتختلف مناسيب أرضها (26م تحت سطح البحر في الجنوب و42م تحت سطح البحر في الشمال. فتدور سواقي الهدير والطواحين بدفع المياه فاخترعت الساقية (تروي بالراحة) الأرض العالية فازدادت الأراضي الزراعية وبها السبع سواقي الشهيرة في الأغاني المصرية وشعار علمها وتشتهر بالأسماك والدواجن والفاكهة وبحيرة قارون27 كيلومتراً شمال غرب الفيوم (محمية طبيعية) محطة للطيور المهاجرة في شمالها جبل قطراني به حفريات ثديية من 10 ملايين سنة لقرد وأشجار متحجرة فهي صورة مصغرة لمصر من نيل وبحيرة وزراعة وبدو وصيادين وتحيطها الصحراء الغربية ماعدا جنوبها الشرقي المتصل ببني سويف ولوفرة مياهها نقل لها العرب شتلات الأرز من سوريا.
دخلتها المسيحية في القرن الأول الميلادي وبها مغارات الرهبان في جبال النقلون بتركيبة فريدة لأحجارة الجيرية الهشة التي تفرغ المياه فيها كهوف كبيرة ومستديرة وبها وجدت جثث توضح اختلاف المفاهيم فالفرعوني يدفن الميت ورأسه للغرب لاتجاههم يوم القيامه إليه والعكس في المسيحية ليستقبل الموتي المسيح في عودته من الشرق وقد زار أديرتها الأنبا بنيامين في هروبه من المقوقس الذي زارها أيضا قبل فتح مصر وقاوم رهبانها المذهب الملكاني بقيادة الأنبا صموئيل وعندما اعتنقه الأنبا بقطر أسقف الفيوم تم حرمانه من الأسقفية.

بعد معركة البهنسا (20 ه) استطلع مالك بن ناعمة الصدفي وفرسه الأشقر صحراء غرب النيل فرصد شواشي نخيل الفيوم ولم يعرفوا بها ويستقبلهم أهلها وقد فرت الحامية الرومانية فاستقرت قبائل حضرمية وانصهرت معهم بالمصاهرة وهناك شواهد قبور لرؤسائهم وشيوخهم وترجع لها أسماء بعض الأسر فالمسلمون لم يعرفوا بواحات مصر الغربية قبل90ه عندما وصل سيدي السنوسي داعية من المدينة المنورة الي واحة سيوة فأسلموا ثم عرفوا باقي الواحات 132ه عندما فر إليها جيش معاوية بن محمد آخر الخلفاء الأمويين من معركة بأسيوط فوصلوا الواحات الخارجة والداخلة والبحرية والفرافرة..
(عشقا للأشقر دفنه ابن ناعمة عند نفوقه في حوش بيته بالفسطاط وعندما توسعت المدينة شقت خوخة ذ ممر صغير بين البيوت- فسمي خوخة الأشقر وأصبحت عطفة خوخة في حارة نهايتها علي شارع بمنتصف كورنيش مصر القديمة)

في لقاء غريب بين الخليفة وابن العاص رغم ذكائه طلب خلع ابن أبي سرح لأنه يفسد عليه مكائده الحربية، ولا يجعله يتصرف في الخراج بحرية فرد عثمان- إن عمر بن الخطاب قد ولاه لكفاءته ولم تكن بينهما صلة رحم، فأولي بعثمان أن يوليه والأغرب أن ابن العاص يضع «العقدة في المنشار» إما عزله وإلا فلا.. فولي عثمان شقيقه كل مصر.

بعد شهر ونصف وصل المرسال بعد صلاة العشاء فلم ينتظر للصباح وطلب أمهر مراكبي( طواب) من قرية أطواب (الواسطي -المنيا ) من نواحي دموشية الفيوم ليصلي الفجر في مسجد «أهل الراية» جامع عمرو بن العاص (رغم مخاطر الظلام إلا من شعلة تكشف المسار ودوامات النيل) هل الدنانير الخمسة لريس المركب وماسك الدفة والشراع واثنين للتجديف ولصاحب المدرة بخشبة طويلة صلدة يثبتها في عضلة أسفل كتفه بقوة ذراعيه يدفعها بأقصي عافيته في أرض أي جزيرة يبتعدون عن غرز طميها يتبادلون العمل لراحة تضمن التجديف المتصل بهمة) وقد يقضي ليلته في عبادة واستغفار فعيونه السرحانة أو في غفوة خاطفة لن تري تعرجات النهر ودوائر أسراب طيور نائمة علي المياه وتمساح سابح بعيد ومدن وقري ونخيل ونباح كلب وثغاء ماشية وعواء ذئب وأطلال قديمة وتلال وحواف الجبلين الشرقي والغربي بفضية القمر مراكب راسية علي الضفتين رجالها يتسامرون يأكلون ينامون لشقاء فجر جديد.
وشهر محرم 24ه يعادل سبتمبر بالميلادي والفيضان في قمته وقد جعل مصر (بحر النيل) في 16 ذراعا وارتفاع 8 أمتار(3 أدوار) ومشقة الطرق البرية واتصال الفيوم للنيل بحوض كبير والفرع الغربي القديم (بحر يوسف من ترعة الإبراهمية1870م) وميناؤها الجرزة (حنوب العياط ذ جيزة) وتتضاعف سرعة التيار إلي مترين في الثانية (120م دقيقة ذ 720م ساعة) فيحتاج القارب 20 ساعة للوصول وإذا كان الليل والنهار يتساويان في 21 سبتمبر فالليل يطول لأقصاه 22 ديسمبر- 14 ساعة- والفارق بسواعد المصريين وبحساب 45 يوماً لوصول الرسالة (نوفمبر-ديسمبر) تكون ظروف النهر وزمن الليل مناسباً مع الحماس.

تناقل المراكبية والناس أن الوالي الجديد فاجأ الجميع بإمامة الصلاة بدلاً من ابن العاص، فهو في المدينة المنورة «العاصمة» للقاءعمر بن الخطاب وصدفة اغتياله واختيار الخليفة الجديد وتهنئته ومناقشته في أحوال مصر.
تقدم ابن أبي سرح (سن 72) من مرسي الفسطاط (خط مترو الأنفاق) إلي منطقة تريض الخيلذ الكنائس الغربية وعرض طريق الأسفلت) يمر علي صفين من بيوت الصحابة ذ منتصف مصلي النساء- علي ضوء شعلة متجها للمنبر(منتصف يسار صحن مسجد عمروذ 20 *30 ذراعاً من الطين وجذوع النخيل وسقف من السعف) وآمراً المؤذن «أبومسلم الغافقي» بالأذان تواجه شعلة عبدالله بن عمر(سن 32) قادما من منزله في شرق المسجد مجاورا لمنزل والده ليؤم المصلين نيابة عن والده (سن 51) فدار حوار غاضب عن الحسد والتحاسد أنهاه الوالي بعرض توليته الصعيد ووالده الدلتا ورفض.

جاء التغيير لصالح خلاف بين الخليفة وابن العاص بزيادة الجزية كأيام الرومان 20 مليون دينار، وليس 10 ملايين كما أقنع ابن الخطاب لتنفيذ اتفاقية الإسكندرية، دينارين علي القبط، باستثناء النساء والأطفال والشيوخ فالتخفيف استثمار في الزراعة وخيرها للمسلمين، ويأخذ نصف الجزية محاصيل قمح وزيت وعسل وكسوة ليرسلها للمدينة بعد الحصاد ويستثمر بعض أموالها لتطهير الترع مستخدما 12 ألف عامل قبطي بتكلفة 120 ألف دينار لحفر خلجانها وسدّ ترعها وجسورها وإذا تعمرت القرية وكثر أهلها زيد عليهم وإن قل أهلها وخربت نقصوا لأنه استمر علي النظام البيزنطي في الإدارة.
فأخذ ابن أبي سرح فوق الجزية ديناراً علي رأس كل أفراد الأسرة، فوقع المصريون في أول شدة في الإسلام وعندما لام عثمان، عمرو بالزيادة بأن البقرة قد أتت أكلها أجابه لكنها أضمرت ضرعها، أي أنه جفف روافد خير مصر وتكرر في تمويل غزواته فنفروا منه وطالبوا بعودة ابن العاص متفقين مع رغبة مسلمي القبائل (في خربتا ذ بحيرة) المعترضين علي تصرفات شرائه قصراً بالإسكندرية أهداه له ابن العاص ودار الحنية في الفسطاط، ثم دار الموز، وقصرا كبيرا بني خلال غزوته لأفريقيا، واصطحب له الصحابي المقداد بن الأسود. فقال له: إن كان هذا القصر من مال الله، فقد أسرفت، وإن كان من مالك فقد أفسدت، فندم وقال: لولا يقولون أفسد مرتين لهدمتها - فتمرد 600 من المقاتلين، ذهبوا إلي المدينة وحاصروا بيت عثمان وقتلوه، ومنهم 6 شاركوا في الاقتحام والقتل، وهم الذين جاءهم معاوية حتي بلبيس سلمنت- عُين شمس 36 ه) لا ليأخذهم مع والي مصر محمد بن أبي حذيفة- ابن عمته الذي أعلن نفسه والياً عن الخليفة الجديد علي بن أبي طالب، ليقتلهم في مرور عام علي مقتل عثمان وهم كنانة بن بشر، وعبدالرحمن بن عديس، وسودان بن حمران، وقيترة السكوني والغافقي بن حرب وأبن السوداء..

11 عاماً قاد 4 غزوات تونس 27ه وقبرص 29ه، والنوبة 31ه، وذات الصواري البحرية 34ه في كل عامين غزوة مع وقت تجهيز الجيوش والمسافات 4 آلاف كيلومتر لتونس، وألف للنوبة وأميال بحرية لقبرص فلم يجد وقتاً لمتابعة أمور مصر وتركها لأهل الثقة من أقربائه، أسوة بالخليفة مع تكاليف تسليح ومعيشة 20 ألف مقاتل أخذها من ضرائب المصريين فظهرت قلاقل واضطرابات خاصة من قبائل اليم لبلائهم في القتال بلا عائد مناسب أو مناصب مثل فرسان قريش والأقارب مخالفة أساس الإسلام في المساواة بين البشر فانتهت بفتنة مقتل عثمان 35ه، وحرب أهلية خمس سنوات حتي قتل علي بن أبي طالب 40ه، وتنازل الحسن وخلافة معاوية بن أبي سفيان «41- 60ه» وقيام دولة بني أمية حتي 133ه لمدة 93 سنة.
استغل الروم وجود بقاياهم في الإسكندرية، شجعوهم علي استعادتها وانتقال السلطة وجهل العرب بالبحر فغزوها 25ه وقتلوا ألف مقاتل مسلم، وتقدموا حتي قيرس (حوش عيسي - بحيرة) يخربون القري فطلب المصريون (القبط والمسلمين) ابن العاص ليخرجهم لسمعته ومهابته (كان في الفسطاط ينهي أموره ليقيم في الشام) فتركهم يستهلكون طاقتهم ويعرف القبط أنهم أعداء وأخرجهم من الإسكندرية فأعاده عثمان لولاية الإسكندرية والجيش والصلاة ويبقي الخراج مع ابن أبي سرح، فقال ما لم يقله لابن الخطاب.. وكأنني أمسك قرون بقرة ليحلبها غيري وغادر مصر ثم يقف مع معاوية في معركة صفين ضد علي بن أبي طالب 37ه واستعاد مصر لتتبع والي الشام «معاوية» 37 ه وقتلوا )محمد بن أبي بكر) والي مصر للإمام علي.

في 27ه غزا أفريقيا (تونس في موقعة «سليطلة»، وقتل ملك قرطاج «جرجير» وأخذ جزية 2 مليون ونصف مليون دينار )الدينار- جنيه ذهب خمسة جرامات) فوزع ألف دينار للمقات «المشاة»، وثلاثة آلاف للفارس للفرس سهمين - وأخذ لنفسه 100 ألف دينار، هي خُمس الخمس حسب أوامر الخليفة، اقتداءً بالرسول الذي أعطي من يري في عطائهم خيراً وتبعه أبوبكر وعمر ورأي عثمان أن ابن أبي سرح كوالي يحتاج الزيادة، لكن الذين حملوا الأموال لبيت المال اشتكوا للخليفة فخيرهم بين الموافقة أو يعترضون فيردها فاعترضوا وردها لكنهم لم ينسوها في الفتنة بعد 8 سنوات.
والغنائم تقسم خمسة أجزاء يوزع أربعة علي المقاتلين والخامس يرسل للرسول (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَي وَالْيَتَامَي وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) الأنفالذ 41. واتفق الرأي حالياً مع الإمام مالك بأن ترسل لولي الأمر(الحاكم) يتصرف بها للصالح العام ويري الإمام الشافعي تقسيمها لثلاثة لأن سهم الرسول سقط بوفاته وذوي قرباه يعطون من بيت المال فهم كغيرهم من الفقراء ويري الشيعة أنَّ أسهم الله والرسول وذوي القربي يُفوّض أمرها إلي الإمام (الغائب) أو نائبه يصرفها لمصالح المسلمين والباقي لأيتام بني هاشم ومساكينهم وأبناء سبيلهم فقط.

في 29ه شارك معاوية «والي الشام» لغزو قبرص ولم يتحقق النصر، لكن سواحل الرومان لم تعد بعيدة

في 31ه غزا النوبة، كدولة مسيحية تميزوا بإطلاق السهام علي حدقات العيون «رماة الحدق» في غزوة الأساود، وعقد هدنة يقدمون فيها سنويا 360 عبداً و300 فتاة بِكر عبيد، مع التوابل لتمر تجارتهم في مصر، دون إقامة دائمة لتجارهم ومرور تجار المسلمين عبرالنوبة، وإذا تعرضت حياتهم للخطر تهدم الهدنة فظهر تجار الكارم المسلمين( الكارمية) ونشروا الإسلام، بشرائهم العبيد لحمل البضائع ويحررونهم ويزوجونهم في مصر بشرط الإسلام ووصلت ثرواتهم لتمويل الغزوات حتي المماليك، الذين نافسوه فأفسدوها واشترط عليهم إضاءة وصيانة المسجد الذي أقامه هناك وألا يمنعوا أحداً من الصلاة فيه وقد أهداه ملك النوبة «زكريا بن مرقي» منبراً خشبياً لمسجد الفسطاط ونجاراً ماهراً لتركيبه (بقطر) وكان عقبة بن نافع شقيق ابن العاص من الأم، قد غزا النوبة 21ه وواجه مقاومة شديدة.

في 34ه معركة ذات الصواري البحرية أمام شاطئ (فوكة -الضبعة- الساحل الشمالي) وانتصر المسلمون وكان طبيعياً وصول إمدادات عسكرية من المدينة بقيادة كل من محمد بن أبي بكر «26 سنة) «الابن الأصغر للخليفة أبوبكر الصديق، وتربي مع علي بن أبي طالب الذي تزوج أرملة أبوبكر، (ومحمد بن أبي حذيفة 34 سنة» الذي رباه عثمان بعد استشهاد والده وقد رفض طلبه منصباً في الدولة وأرسله للمرابطة علي سواحل مصر ولم يسترح ابن أبي سرح للحالمين بالسلطة حتي الخطر(قتل ابن حذيفة 36ه وابن أبي بكر عام 37ه) وبادلاه البغض وحرضوا جنود خربتا 10 آلاف مقاتل فتراسلوا مع ابن أبي بكر واستقبلهم في المدينة في عمرة رجب 34ه فطلبوا توليته مصر وفي سفرهم لاقوا عبدا برسالة من عثمان إلي ابن أبي سرح بقتلهم فعادوا وحاصروا منزله 20 يوماً، انتهت بتسلق ابن أبي بكر للبيت مع ثلاثة من مصر، فعاتبه عثمان فخرج محرجاً، لكن الآخرين استكملوا.
وبقي ابن حذيفة في مصر حتي خرج ابن أبي سرح لنجدة الخليفة فانقلب عليه وطرد واليه بالنيابة «عقبة بن عامر «وبعد تولي الإمام علي الخلافة أعلن نفسه والياً له حتي قتله معاوية )ابن خاله) وقد منع دخول ابن أبي سرح لمصر.

وكانت الانتقادات لابن أبي سرح من مسببات الفتنة لفظاظته عندما اشتكوه للخليفة فعاقبهم في أهلهم، وعنف الصحابي (عمار بن ياسر) وقد أرسله عثمان ليستطلع مشاكل مصر فاستماله المعارضون ولم يواجه دعوة ابن سبأ- يهودي ادعي الإسلام ونشر الفتنة بنقد تصرفات وثراء الخليفة وأقربائه.

لم أجد تفسيراً لطول سفره للمدينة خرج رجب 35ه، وأمامه 45 يوماً ليصل في رمضان فلم يصل حتي مقتل عثمان 7 ذي الحجة 35ه بزيادة شهرين إلا إذا كان ذهب للشام يشاور معاوية أو لأمور خاصة في تقصير عن نجدة الخليفة وكيف تراجع في القلزم «السويس أمام رجال ابن حذيفة هل السن «84» أم الفتنة التي قال عنها الرسول «القاعد فيها خير من الماشي».

واعتكف في عسقلان، يستغفر الله..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.