في بداية الأمر كانت المشكلة فردية حيث نسمع عن شاب في فرنسا يترك بيته فجأه ، ثم يعرف الأهل بشكل أو بآخر أنه تطوع للجهاد في سوريا . إلا أن الأمر تحول إلي ظاهرة تستقطب المراهقين في مشوار البحث عن الذات فيجدوها في قضية لا تمت لهم بصلة . ويتسلل إليهم دعاة الموت عبر النت أو من خلال وسائل أخري. هؤلاء لم يكتفوا بالشباب بل و صلوا أيضاٌ للفتيات ومنهن من لم تتعد الخمسة عشر ربيعاٌ. و مع تزايد أعداد الفرنسيين الذين شدوا الرحال إلي سوريا عقد بقصر المؤتمرات في ضاحية مونتروي بشرق باريس، منتدي لأئمة فرنسا لدراسة ظاهرة "التكفير والإرهاب"، التي سيطرت علي بعض الشباب من الفرنسيين ودفعتهم للسفر إلي سوريا،.وشارك في الندوة شخصيات من الداخلية الفرنسية والجمعيات الإسلامية ومنظمات المجتمع المدني. جاءت هذه الندوة بعد أن أكدت مصادر من وزارة الداخلية الفرنسية أن فرنسا هي أكثر الدول الأوربية التي طالتها هذه الظاهرة . وكان الرئيس فرانسوا هولاند حذر من هذا الموضوع في شهر يناير الماضي عندما قال إن نحو 700 شخص غادروا فرنسا إلي سوريا. وأصبحت فرنسا التي تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا مركزا رئيسيا لتجنيد هؤلاء. وأن الجيل الاول من المجندين عادوا الي الوطن لجلب أصدقائهم. بحث أئمة المساجد الفرنسية خلال المؤتمر أسباب إقبال الشباب الفرنسي المتزايد علي السفر إلي سوريا، وحملات غسل المخ التي يتعرض لها الشباب من قبل متطرفين . وحمّل أئمة وخطباء المساجد، الحكومة الفرنسية المسئولية لتأخرها في مناقشة هذه المشكلة وغياب المراقبة علي بعض المساجد في الضواحي التي تعاني إهمالا وتهميشا لأبناء الجاليات الإسلامية. واتفقت الجمعيات العربية والإسلامية في فرنسا مع مجلس أئمة فرنسا علي العمل علي توعية الشباب وتوفير فرص العمل لهم حتي لا يكونوا فريسة للمتطرفين. إذ لعب الإنترنت دوراٌ كبيراُ في هذه الظاهرة التي تقلق العائلات الفرنسية.