أسوان حزينة.. شوارع بلا سياح.. مراكب شراعية تأبي التحرك بدون بشر.. وأخري أطفأت أنوارها التي تضيء بحر النيل.. ووجوه سمراء خزينة تنتظر في شغف عودة المحافظ من بورصة برلين للسياحة.. والدكتور صابر عرب في محاولة لرسم البسمة يرقص علي أنغام الدفوف وصوت الأزاميل وهي تحفر حكايات علي صخور الجرانيت.. في ختام سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت في دورته ال 19 ثمانية فنانين فقط شاركوا هذا العام حتي يستمر السمبوزيوم..؛ وزارة الثقافة تحاول جاهدة في أن تستمر فاعليات المهرجانات في أسوان والأقصر.. لكن للأسف أسوان بلد التاريخ والحضارة.. والبشرة السمراء حزينة مكتئبة . رغم نجاح السمبوزيوم الذي شهدت أسوان مولده في عام 1996. ومنذ هذا التاريخ وهو يقام سنويا في منشأ فن النحت إلا أن السؤال الذي يراودني الآن أين اختفت تلك البسمات من أصحاب البشرة السمراء بعيونهم اللامعة وهم يغازلون النيل بمجاديف فلوكاتهم، وهم يتعاملون مع زوار أسوان سواء من العرب أو الأجانب؟ شهد الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة، ورومن بترووف سفير بلغاريا بالقاهرة حفل ختام الدورة 19 من مهرجان سمبوزيوم أسوان الدولي الذي امتدت فعالياته خلال الفترة من 21 يناير وحتي 7 مارس الجاري تحت شعار «أسوان آمنة ومصر أم الدنيا» والتي شارك فيها 9 فنانين من مصر ودول إنجلترا، هولندا، بلغارياوإيطاليا بالإضافة إلي 3 فنانين مشاركين بالورشة المصاحبة للسمبوزيوم. علي أنغام الدفوف النوبية وفرقة النوبة للفنون الشعبية، شارك الدكتور محمد صابر عرب في حفل ختام سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت، حيث شاركت الفرقة الفنية بالرقص، قائلا: إن العالم يحتاج إلي لقاءات إنسانية مثمرة كما يحدث في سمبوزيوم النحت الدولي بعيدا عن الزيف والصراعات. وأكد الفنان آدم حنين، قومسير السمبوزيوم، أن السمبوزيوم أصبح محط أنظار فناني العالم، ويعتبر ثالث أهم حدث تاريخي، بعد بناء السد العالي ونقل معبد أبوسمبل. وقال خالد جلال، رئيس صندوق التنمية الثقافية، إن السمبوزيوم ينمو بخطي ثابتة، ويحظي بمكانة دولية، موجها الشكر إلي محافظة أسوان لاستضافتها أهم فناني العالم في النحت.. وحضرالمهندس محمد مصطفي سكرتير عام محافظة أسوان نائبًا عن محافظ أسوان بالإضافة إلي الفنان خالد جلال رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، أيضا المهندس محمد أبوسعدة رئيس جهاز التنسيق الحضاري وبدأت فعاليات حفل الختام بتفقد أعمال السمبوزيم ل 12 فنان من دول إيطالياوبلغارياوهولندا علاوة علي مصر، فيما انتقلت فعاليات حفل الختام إلي المتحف المفتوح للسمبوزيم بمنطقة الشلال الذي يضم 137 عملا فنيًا من إجمالي 250 عملا من إنتاج فنانين من مختلف دول العالم شاركوا في الدورات السابقة. وقد أكد الدكتور صابر عرب في كلمته أن فن النحت هو السبب الرئيسي في حفظ التاريخ المصري والوسيلة الهامة التي حافظ بها المصري القديم علي تراثه وثقافته وحضارته، معرباً عن إشادته بفكرة المتحف المفتوح بالشلال والذي يقع في بقعة ساحرة تطل علي نهر النيل ليؤكد هذا المتحف أن المصريين هم أول من جسدوا تاريخهم وحضارتهم علي الحجر، وأشاد وزير الثقافة بدور محافظ أسوان في تقديم التسهيلات أمام استمرار دورات السمبوزيوم المتعاقبة علي مر السنوات بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية وأيضًا مختلف السفارات التي تشارك دولها في دورات السمبوزيوم. - ومن جانبه أشار السكرتير العام لأسوان في كلمته خلال حفل ختام السمبوزيوم أن المتحف المفتوح سيتم ضمه لأجندة الزيارات السياحية من خلال التنسيق مع منظمي البرامج السياحية وهو يقع في منطقة ساحرة علي مساحة 33 فداناً تتعانق فيها عبقرية المكان مع عبقرية الإنسان، مؤكدًا علي حرص المحافظة علي، احتضان الأعمال الفنية للسمبوزيوم في منظومة التطوير والتجميل داخل الميادين وبالشوارع الرئيسية لتشكل معاً بانوراما فنية تليق بمكانة أسوان. وقال إن محافظ أسوان مصطفي يسري، شارك الآن في فعاليات بورصة برلين العالمية للسياحة والسفر، المقرر تنظيمها في الفترة من 5 إلي 9 مارس الجاري. وذلك لعرض المقومات السياحية التي تتمتع بها أسوان في الملتقي السياحي، الذي يُعد من أهم الأسواق السياحية العالمية. أترك أسوان وأنا لم أتخيل أن أري الحزن يكسو شوارعها.. وحواريها.. نيلها ومراكبها الشراعية.. هذه المدينة الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.. لا أشتم عبق التاريخ الذي كانت تفوح به أركانها، فبعد ثلاثة أعوام ونصف من آخر زيارة لي لأسوان وقد كنت في شوق إليها لكني لم أرها في هذه المرة، لم أر ضفائرها التي تتدلي وكأنها تتدلل علي صفحة النيل الخالد، ولم أر الابتسامة علي وجوهها السمراء.