سيادة النائب المحترم.. بعد التحية والذي منه.. اسمح لي.. أن أبعث لك برسالة شخصية من مواطنة عادية لا حول لها ولاقوة لا في دنيا السياسة ولا في دنيا البيزنس.. ولكنها تريد أن تعيش بحرية وكرامة وأن تعمل عملا شريفا أساسه الكفاءة والسمعة الطيبة.. وبالتالي فإنها تريد من يمثلها أن يكون بنفس المعايير .. نائبا مخلصا يري في العمل أنه عبادة وعلي ترشيح الناس وإيصاله علي أكتافهم إلي مقعد في البرلمان علي أنه تكليف. ليحمي مصالحهم ويدافع عن حقوقهم ويراقب حكومتهم الذكية »أو هكذا المفروض فيها هذه الصفة«... ويمنع ترزية القوانين من إصدارها في عتمة الليالي لخدمة ناس معينة يهدفون لمصالح شخصية بحتة وطز ألف مرة في المجتمع والناس.. نائب هو عيننا وسلاحنا في مواجهة السلطة التنفيذية بكل صلاحيتها وجبروتها وتوغلها علي حساب السلطة التشريعية.. ومؤخرا السلطة القضائية... نائب نختاره بكامل إرادتنا نثق في إخلاصه فلا ينتقل كاللهو الخفي مابين المستقل والمعارض والحزبي علي حسب ظروف الأيام والليالي والذي منه. أجل برلماني بجد.. ويذكرنا هذا بشعار الانتخابات زمان.. عندما كان يهتف الفلاحون في وقت الانتخابات عندما يأتي (البيه) ليمثلهم علي أنه (فلاح) رغم »بدلة الافندية« ويوعدهم.. وهو يدمع من التأثر علي أحوالهم المعيشية التي تصعب علي الكافر وأنه سيعمل أقصي ما يستطيع حتي توفر لهم الجمعية الزراعية التقاوي والمبيدات »التي لم تكن وقتها مسرطنة« ويعدهم بأغلظ الأيمان أن الحكومة ستأخذ المحاصيل المفروض عليهم زراعتها بأغلي الأسعار.. فيشتعل الحماس.. ويهتفون جميعا.. يعيش.. الرجل الجد.. يحب الجد.. ويعطيهم جنيها!! يعني الموضوع (برضك) كان فيه جنيه وكان وقتها حاجة كبيرة قوي يمكن أن تشتري بها.. كيلو كباب بجد!!
سيدي النائب.. المحترم بعد التحيات والسلامات.. مازلت أنا الإنسانة المصرية البسيطة ولكنني لست غبية ولا ساذجة ومازالت چينات قدمائنا المصريين والفراعنة العظام تجري في عروقي وأفهم بالضبط حقوقي جيدا قبل واجباتي التي أسمعها تزن علي في كل وسائل الإعلام ليلا.. ونهارا.. اعلم جيدا.. يا سيادة النائب.. أن عملك لا علاقة له بالبيزنس يعني ليس من مقتضيات الوظيفة.. أن تنتهز فرصة معرفتك بالوزير الفلاني.. أو رجل الأعمال العلاني وأن تطلب لنفسك أشياء معينة تعرفها جيدا.. فالمثل الشعبي يقول »إذا بليتم فاستتروا«... ولكن من الطبيعي أن تطلب »حقوقا« وضع ألف خط تحت هذه الكلمة.. من الهيئة البرلمانية الموقرة بأن توفر لهم مايحتاجونه في حياتهم.. عن طريق طلب إحاطة وتمرير قوانين تعطي لكل مصري بسيط حقه في التعليم والصحة والعمل والمنزل فهذه حقوقه كمواطن..ونسيت حقه في السكن وهو أمر بديهي ولكن في أيامنا هذه أصبحت ضمن المستحيلات المعروفة.. الغول والعنقاء والخل الوفي.. تطالب بكل هذا بحزم وقوة ورأسك مرفوعة تصول وتجول أنت ورفاقك الشرفاء الذي يعرفون قدرهم كنواب عن الشعب.. لا.. أن تنتهز فرصة استراحة وكسل وتراخ في الجلسة.. لتنحني أمام الوزراء حتي تحصل علي تأشيرة لمواطني دائرتك.. أو.. للجني الأزرق الله أعلم وبعض الظن إثم والعياذ بالله.. نعم.. تطالب وتراقب وتحاسب وظهرك محمي بالحصانة وبأصوات ناخبيك الذين سيعيدون انتخابك مرة ومرات لأنك كنت نعم الممثل لأحلامهم قبل مطالبهم.. ونعمة السمعة الطيبة التي تطمئن الذين أعطوا لك ثقتهم بأنه لا يجتمع أبدا سيئ السمعة مع العمل الجاد والمراقبة الواعية.. الشريفة التي لابد أن يتحلي بها.. نواب برلمانات العالم كله.
السيد النائب المحترم.. بعد التحية مازلت معك علي الخط.. وعلي الورق أخط إليك رسالتي هذه.. ولا أكشف لك سرا. أنني بدأت أقلق من فترة طويلة علي ما يتردد بين الناس وفي بعض الجرائد الرسمية.. وكثير.. كثير من التي تسمي مستقلة ومعارضة كلام كده لا يسر عدوا.. ولا حبيبا عن أداء بعض من النواب المفروض أنهم محترمون وعلي هذا تم اختيارهم من الحكومة والأحزاب ومن المستقلين أيضا. لا أعرف متي وكيف حدث ذلك أن بدأنا نري النواب الأجلاء.. لا يحضرون الجلسات وإن حضروا انتهزوها فرصة للنوم والشخير.. وإن استيقظوا وبعد أكل اللب والفول السوداني الشهير. يبدأون في عقد التربيطات وهات وخذ.. وفوت ده.. أفوتلك.. كل ده.. والأنكي من هذا وذاك.. نسمع كثيرا من الإشاعات حتي لو رفعت الحصانة وحكمت المحكمة يظل ما قيل عليهم افتراء وأكاذيب وتعاد المحاكمة وتعود الحصانة وكأنك ياأبوزيد ما غزيت.. وما عدنا نعرف نصدق مين ولا الموضوع إيه.. برئ هذا النائب ولا الموضوع كيدي.. مدان هذا الآخر ولكن للإدانة وجوه كثيرة.. وما كان يعتبر في العرف (خطأ.. وربما جرما) لم يعد كذلك.. حد فاهم حاجة؟ طبعا حد يفهمني.. كيف تحول السادة النواب ممثلو »الشعب المحترم«.. الصابر.. الحمول الذي مازال يكتب الجوابات ويحطها علي شباك (ستنا السيدة النفيسة) نفيسة العلم والإيمان، يشكون حالهم.. وخيانة نوابهم وحكومتهم ووزرائهم لعهودهم ووعودهم من تغير الحال.. لقد صدقوا في شيء واحد فعلا ولا ينكره إلا مجرم.. جاحد. لقد تغير الحال إلي أسوأ.. فاسوأ.. تبخرت الطبقة الوسطي.. ونزلت إلي مستوي الفقراء الذين يستحقون الزكاة.. أما الباقي فحدث ولا حرج.. ابتلعتهم العشوائيات ونزلوا تحت خط خط أم الفقر بجد.. وبدأوا يسنون السكاكين ويتذكرون شعار ياواخد قوتي. ياناوي علي موتي واللي ما يشفوش من الغربال.. يبقي اعمي.. ونحن شعب عينه واسعة ويري جيدا الخطر القادم كزرقاء اليمامة.. فهل ترونها.. ياسيادة النواب المحترمين؟ هل أوصلتموها لأولي الأمر.. أم تتصورون.. إنكم وحدكم ناجون من الطوفان القادم..؟ لا تتفاءلوا.. فإن حدث.. فلن ينجو منها أحد ألا تقومون بواجبكم وتنقذون السفينة حتي لا تغرق..؟
سيادة النواب المحترمين.. لا تحية ولا سلام.. فلقد كتبت المقدمة.. تأدبا مني لمقام الوظيفة.. وشرف النيابة عن الشعب.. ولكن البعض منكم.. خذلنا والبعض الآخر فضحنا والبعض القليل خان الأمانة والوظيفة و»جرسنا« في الملاهي الليليلة.. ومع النساء إياهن ومن قامر.. ومن صاع علينا.. ومن تاجر وهرب.. كل شيء حتي الفياجرا (ربما هي الوحيدة التي لهم عذر فيها.. فأحوال الأزواج أصبحت محرجة جدا أمام العشيقات وليس الزوجات.. فمازلن بنات الاصول يؤمن بأنهن ستر وغطا علي أبوالعيال).. ومن ارتشي ومن سكت... ولم يشهد علي الانحرافات التي رآها تمارس عيني عينك.. ومن قرر الكسب الحرام ومن لم يراع ضميره في دواء منتهي الصلاحية أو مبيدات جعلت السرطان »يسري كالهواء في أجساد الجميع بلا استثناء.. نعم.. لقد قالها الطبيب لإحدي الزميلات بعد أن ضرب السرطان زوجها في مقتل. أتعرفين.. من لم يصبه السرطان ليس محظوظا ولا صحته سليمة.. هو فقط.. لم يعلم.. بعد.. يانهار أسود.. تصورته مجنونا أو مفزوعا من انتشار المرض كالإنفلونزا العادية.. ولكن بعدها بسنين فقط وجدت نصف معارفي وأصدقائي وعائلتي وكل من أعرفهم.. أصابهم جميعا السرطان.. لم يكذب الطبيب ولم يبالغ.. إنما كان هناك (مجرم) لم يراع ضميره.. اكسب يا أخي.. وتاجر في كل شيء واستفد من سلطاتك ومعارفك.. ولكن لا تقتل شبابا وأطفالا لسه عودهم أخضر والحياة أمامهم تقول لهم.. صباح الخير علي الشباب الحلوين.. الطيبين.. الذين مازالوا يرون في الوظيفة العامة.. وسيلة لخدمة الشعب؟
سيادة النواب المحترمين والمواطنين المحترمين أيضا.. بعد التحية قديما قالوا لا يضيع حق وراءه مطالب »أتتذكرون هذه المقولة المعجزة التي للأسف لا أتذكر قائلها ولكني أرسل له كل تحية وتقدير وتبجيل واحترامات وتشكرات.. أعرف أن الظروف صعبة.. والشر دائما أقوي من الخير ولا يرتدع ويدخل إلي الجحور المظلمة التي خرج منها إلا.. بالوقوف جميعا معا.. يدا في يد.. نوابنا المحترمين.. ومواطنينا الشرفاء.. بحيث نتكاتف ونردع كل من لم يراع ضميره ونسي في غمره نشوة الجاه والسلطة والكأس والنساء.. أن هناك من يراقب وسوف يحاسب وسوف يستميت حتي يصل بنواب محترمين ومسئولين إلي مجلسنا الموقر.. هذا هو دورنا وواجبنا.. وسوف نتقبل الثمن الذي يجب أن يدفع فالحداية لا ترمي الكتاكيت.. بل تنتهز فرصة غياب الأم وحذرها.. وتخطفها في ثانية.. فيا أيها النواب.. ويا أيها المواطنون.. أحموا أصواتكم باختيار المناسب.. ويا أيها النواب اعلموا أن الحصانة تحميكم.. عندما يحميكم زملاؤكم.. قفوا وقفة حق.. ضد من يكيدون للشرفاء.. فيقفون معكم.. وقفة حق.. ويحمونكم.. عندما تنتهي مدي صلاحيتكم لهم.. فالأيام.. دول نداولها بين الناس..
سيادة النواب المحترمين الأجلاء.. بجد. تحية مني لكل شريف منكم.. لكل من دافع عن أبناء دائرته.. لكل من قاوم تمرير قانون مشبوه.. لكل من تصدي لفاسد وكشف عورته في ميدان عام أمام أعين من لم يختاروه ومع ذلك.. وصل لهذا المقام الشريف.. تحية لكل نائب حزبي.. وقف ضد حزبه في تصويت ما.. لأنه وجد أنه ظلم وعدوان علي أبرياء.. ووضع المصلحة العامة قبل أي مكاسب حزبية ودفع الثمن غاليا.. لكل هؤلاء.. أصرخ بكل صوتي.. يعيش.. يعيش.. يعيش.. نوابنا المحترمون.