برحيل الدكتور عصمت عبدالمجيد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية وزير الخارجية الأسبق عن دنيانا فقدت مصر والمنطقة العربية قامة دبلوماسية وقانونية وسياسية من طراز فريد، فلقد كان الفقيد رحمه الله يعمل بدون ضجيج وحاسما في قراراته لا يساوم في الحق ولا يقبل الخطأ وتاريخ عمله الدبلوماسي حافل بالإنجازات الكبيرة علي المستويين الوطني والقومي.. الدكتور عصمت عبدالمجيد هو الابن البار للمرحوم فهمي عبدالمجيد رئيس جمعية المواساة الذي أسس مستشفي المواساة في الإسكندرية.. وقد تعرض والده لظلم كبير من رجال القصر ودفعوه لتقديم استقالته.. وجاء رد الاعتبار مع قيام ثورة يوليو المجيدة وكانت مواقف والده مبعث فخر له بصفة دائمة.. كان لفقيد الدبلوماسية المصرية والعربية صولات وجولات ناجحة.. فشارك خلال عام 4591 في المفاوضات المصرية البريطانية حول جلاء القوات الإنجليزية عن مصر وشارك عام 7591 في الوفد المصري الذي تفاوض مع الفرنسيين لعودة العلاقات التي قطعت مع مصر بعد العدوان الثلاثي وتم تعيينه وزير دولة لشئون مجلس الوزراء في أول وزارة شكلها الزعيم الراحل أنور السادات.. الدكتور عبدالمجيد كان أيضا شاهدا علي حرب أكتوبر 3791 وعملية السلام وقاد المعركة الدبلوماسية قبيل حرب أكتوبر وفيما بعدها في دهاليز الأممالمتحدة بصفته مندوب مصر الدائم لدي المنظمة الدولية في نيويورك وكلفه الرئيس الراحل أنور السادات بإعداد المؤتمر التحضيري للسلام في مينا هاوس عام 7791 وكان مقررا عاما لاجتماع السادات مع بيجين في الإسماعيلية وكانت له مواقفه الحاسمة في مفاوضات السلام.. في يونيو 4891 عين الدكتور عصمت عبدالمجيد وزيرا للخارجية وعاصر خلال فترة توليه قيادة الدبلوماسية المصرية أزمة طابا وتشكلت اللجنة القومية للدفاع عن طابا برئاسته ونجحت مصر في إعادتها للسيادة المصرية بعد معركة دبلوماسية وقانونية تمت قيادتها بكل حنكة واقتدار.. وعند عودة الجامعة العربية إلي أحضان مصر من جديد صدر قرار بالإجماع من وزراء الخارجية العرب بتعيين الدكتور عبدالمجيد أمينا عاما في 51مايو 1991.. وقد حمل الدكتور عبدالمجيد الشعلة العربية في وقت عصيب كانت تعاني خلاله الأمة العربية من تداعيات الغزو الكويتي للعراق ونجح في عبور هذه الأنواء في هدوء دون ضجيج أو دعاية فنال سجلا غير مسبوق من التقدير الإقليمي والدولي.. وقد نعت رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية بمزيد من الحزن والأسي والألم الدكتور عصمت عبدالمجيد الذي يعد قامة دبلوماسية مصرية رائدة وفريدة ورمزا وطنيا وشخصية عربية بارزة.. وأشاد نبيل فهمي وزير الخارجية بأثر الفقيد الكبير وتاريخه الحافل علي المستويين الوطني والقومي وتفانيه بالجهد الخلاق والعمل الدؤوب من أجل رفعة الوطن والأمة العربية خلال لحظات تاريخية فارقة..