حقيقة لا ينكرها إلا جاحد ويراها جلية القاصي والداني فمصر تتغير للأفضل في كل شيء رغم الاعتراف بأن هناك تحديات نعيشها لكن يكفي شرف محاولة الخروج من هذه التحديات لمشارف العالم المتقدم. الأمثلة علي أن مصر تتغير كثيرة ويصعب حصرها في تلك المساحة لكني أركز علي ثلاثة مشاهد تعكس الفكر الجديد التي تدار به الدولة في عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي وأولها انعقاد أول قمة عربية أوروبية في مدينة السلام شرم الشيخ حيث تتجه أنظار العالم أجمع إلي مصر وهي تستضيف قمة كبيرة تشارك فيها 49 دولة بين ممثليها 20 ملكا ورئيس دولة وعدد من رؤساء الحكومات. المشهد كبير لاشك في حوار عربي أوروبي فريد يعكس شراكة طويلة من التعاون في كافة المجالات وكذلك اهتمامات مشتركة يجب العمل سويا علي مواجهتها في ضوء مسئولية كل طرف وهما مواجهة الهجرة غير الشرعية والإرهاب ذلك الغول الذي يهدد العالم أجمع ولم تسلم دولة من شروره وويلاته، بجانب القضية الفلسطينية التي تمثل القضية العربية المفصلية وتسويتها بشكل عادل يمثل أساس أي استقرار وتنمية منشودة في منطقة الشرق الأوسط. المشهد الثاني افتتاح د. محمد سعيد العصار وزير الإنتاج الحربي ود. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة لمصنع النجيل الصناعي »الترتان» في الهايكستب.. وصدقوني إذا كنا قد شاهدنا مشهد الافتتاح منذ سنوات قليلة لكنا قد ضحكنا بل انتباتنا نوبة ضحك لكن الفكر الجديد التي تدار به الدولة يضع الشباب في مقدمة اهتماماته فهم طاقة الحاضر وأمل المستقبل. وبجانب كون هذا المصنع إضافة حقيقية لاقتصادنا القومي لسداد الاحتياجات المحلية والتصدير لكنه أيضا تعكس توجها قوميا لاستعادة النشاط الرياضي بشكل عام بدأ في خطوات جادة لإعادة تأهيل مراكز الشباب المنتشرة في القري المصرية علي امتداد البلاد. خطوة تعكس فكر القيادة وإيمانها المطلق بقدرات الشباب فاستثمار طاقة الشباب في الرياضة أنجع وسيلة لمكافحة العديد من الأمراض الاجتماعية التي تنتج عن البطاقة فتوفير أماكن مناسبة لممارسة الشباب لهواياتهم حتما سيبعدهم عن الإرهاب والتطرف وكذلك عن غياهب المخدرات والكيف اللعينة. المشهد الثالث الذي يعكس الفكر الجديد للدولة تمثل في اجتماع للدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء مع د. محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ود. علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية لمناقشة الإسراع بالربط الكهربائي بين مصر والسودان الشقيق. قد تتساءل لأول وهلة ما علاقة د. علي المصيلحي وزير التموين بمشروع الربط الكهربائي لكن مع الفكر الجديد الذي تتبعه الحكومة بتوجيهات القيادة ارتأت أن تسوية طرق الدفع لمشروع الربط من الأهمية بحيث يعقد لها اجتماع يترأسه الوزير الأول حيث تم الاتفاق علي تسوية قيمة الكهرباء التي سنمد بها السودان مقابل سلع مهمة نستوردها من الأشقاء وفي مقدمتها اللحوم. ولعل هذا الاجتماع يكون مدخلا مهما لحل مشكلة تمويل الصادرات والواردات التي عانيناها طويلا مع عدد من الدول الإفريقية من خلال العودة للتعامل خاصة مع الدول الإفريقية الشقيقة بنظام الصفقات المتكافئة وأذكر أننا في تسعينيات القرن الماضي كنا نصدر لروسيا مرق الدجاج مقابل استيراد سلعة استراتيجية مهمة هي الأخشاب مع ضرورة الاهتمام بتسيير حركة النقل الملاحي بين مصر والدول الإفريقية وهذا الأمر الذي أكدت مصر أنه يمثل أولوية لها خلال عام رئاستها للاتحاد الإفريقي. قطار الفكر الجديد السريع انطلق ونتطلع لأن يستمر دون محطات توقف.