تسعدني وتثلج صدري مبادرات الأمل التي يطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي تباعا والتي تستهدف في معظمها الفئات الأكثر احتياجا وأعتبرها دون تحيز أو مبالغة أفضل تطبيق لتوسيع شبكات الحماية الاجتماعية تفاديا لتبعات برنامج الإصلاح الاقتصادي الناجح بشهادة غالبية المؤسسات العالمية. مصدر سعادتي بتلك المبادات الكريمة أنها تستهدف بالفعل الفئات الأولي بالرعاية في المناطق الأكثر احتياجا بجانب تركيزها علي الاهتمام بقضايا المجتمع وعلي رأسها التعليم والصحة وزيادة الإنتاج بشكل عام ومواجهة مشكلة أظنها مفصلية تتعلق بمعدلات البطالة التي يعانيها جانب كبير من شبابنا والذين هم طاقة الحاضر وأمل المستقبل. ومن الأمور الإيجابية الكثيرة في تلك المبادرات الخلاقة سرعة التخطيط والإنجاز بتكاتف وتناغم يكاد يكون فريدا بين أجهزة الدولة ومنظمات رجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني وعلي رأسها صندوق تحيا مصر الذي كان له فضل السبق في المسارعة بالمشاركة الفعالة في المبادرات التي تستهدف الإنسان المصري في المقام الأول وليس جديدا أن نعرف أن الصندوق ذاته كان مبادرة أطلقها الرئيس. ليس هذا فقط بل في اعتقادي أن نجاح مثل هذه المبادرات يرتبط بالعمل فيها بشكل متوازن دونما انتظار للانتهاء من مبادرة لنبدأ غيرها وهذا شعار رفعه الرئيس في كل المشروعات القومية العملاقة التي تبناها ليتم الإنجاز وفق المواعيد المحددة وبأعلي جودة ممكنة. وبعد النجاح الكبير لمبادرة »100 مليون صحة» التي تستهدف الكشف عن علاج مرضي فيروس سي في مبادرة شاملة لم أسمع عن مثل ضخامتها من قبل حيث تستهدف جميع فئات الشعب سرعان ما أطلقت القيادة السياسية مبادرة لا تقل أهمية عن سابقتها بل هي استكمال لها تتعلق بحملة مواجهة السمنة والنحافة والتقزم لدي تلاميذ المدارس من باب أن العقل السليم في الجسم السليم. وتكتمل منظومة مبادرات الأمل في برامج غير مسبوقة مثل برنامج إنعاش قطاع السياحة الذي تأثر كثيرا بأحداث ما بعد يناير 2011 في شكل تمويلات من البنوك بقروض ميسرة وتأجيل سداد المديونيات لمدد كافية لحين عودة السياحة للعمل بكامل طاقتها وهو الأمر المتوقع حدوثه في المستقبل القريب وبدأت بشائره في الظهور.. وكذلك مبادرة »مشروعك» التي حقق فيها جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر نجاحات كبيرة.. وغيرها من المبادرات التي يصعب حصرها في تلك المساحة والتي استهدفت إعادة تشغيل المصانع المتعثرة وتطوير الصناعة الوطنية لتحل بديلا للاستيراد ووقف نزيف العملات الصعبة. وتتوالي المبادرات مع إطلاق الرئيس منذ أيام قليلة مبادرة »نور حياة» لمكافحة والعلاج المبكر لأمراض ضعف وفقدان الإبصار وقرار الرئيس بتخصيص مليار جنيه من صندوق »تحيا مصر» لتنفيذ المبادرة في جميع محافظات الجمهورية. شكرا للقيادة التي تدفع بمبادرات تواجه تحيات يواجهها المجتمع وأناشد أجهزة الدولة ومؤسسات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني بل وأفراد المجتمع جميعا أن تواصل دورها الداعم لمثل هذه المبادرات التي تستهدف بناء الإنسان الذي هو غاية أية تنمية مهما اختلفت العقائد والنظم السياسية. الشيخ سلطان القاسمي المأثور الشعبي المصري يقول: من حبنا حبناه وصار متاعنا متاعه ومن كرهنا كرهناه ويحرم علينا اجتماعه.. من هذا المنطلق انتظر بشغف زيارات الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة لمصر ليسمعنا كعادته كلمات ليست كالكلمات قصائد عشق من محب لمصر وأهلها. أراه إنسانا بمعني الكلمة متذكرا لفضل بلد استضافه طالبا بجامعة القاهرة وشرب من نيلها وصاحب أهلها وعاشرهم واستنتج صدق حبهم ومشاعرهم.. أراه مثقفا واعيا بقضايا أمته العربية مدافعا عن حقوقها.. أراه محبا للحضارة والثقافة فزيارته الحالية للمشاركة في افتتاح مبني دار الكتب المصرية بعد ترميمه بمساهمة مالية منه.. وهذه ليست المرة الأولي التي يساهم فيها بأعمال تخدم العلم والثقافة.