قبل نهاية شهر رمضان الماضي وجدت رسالة علي بريدي الالكتروني تحمل اسما نسائيا تقول فيها إنني كتبت عنها في مقالي الذي تحدثت فيه عن الصراع والحرب في البوسنة والهرسك عند كتابة يوميات »الأخبار» عن زيارتي لقوات السلام في سراييفو..وأضافت انها حصلت علي البريد الالكتروني من صديق مصري وتتمني ان يكون صحيحا وتركت رقم تليفون لكي نتواصل علي »الواتس» ولم تنس أن تكتب لي »بالفرنك ارب» تهنئة بمناسبة شهر رمضان. بصراحة توجست خيفة فكم حمل بريدي رسائل من أشخاص مجهولين يحكون أنهم أحد مدراء البنوك وأن ثريا مات وترك ثروة من ملايين الدولارات وليس له وريث..وتم اختياري لأحصل علي هذه التركة حتي لا تذهب للحكومة..وكل ما علي فعله هو ارسال بياناتي وتليفوني ورقم حسابي حتي يتم التحويل عليه..ولأني دائما حريص من المجهول كنت أتجاهل تلك الرسائل وإن لعب الشيطان بعقلي في إحدي المرات وكدت أن أخوض التجربة..واكتشفت مع الأيام أنها عصابات تنصب مستغلة طمع وشغف الناس بالثراء السريع بدون مجهود وقرأت حكايات عديدة عن سقوط بعض أفراد تلك العصابات والقبض عليهم.. ورغم اختلاف الحكايات والروايات وأماكن وجود النصابين وارسال عناوين قريبة من بنوك وشركات عالمية لم أقع في الفخ. المهم أنني بعد تفكير بحثت عن رقم التليفون وتأكدت أنه فعلا من سراييفو..ولكن مازال الفأر يلعب في »عبي» فكتبت الرقم علي الواتس وظهرت لي صورة فتاة تركب موتوسيكلا وترتدي خوذة تغطي وجهها..لم يطمئن قلبي فقلت لنفسي صبرا لنري إن كان الأمر صحيحا ام نصبا..وبعد ما يزيد علي الشهر كتبت رسالة ترحيب إلي رقم التليفون.. ولم انتظر كثيرا ووجدت »امينة » ترد وقالت لي انها تعشق القوات المصرية التي لها افضال كثيرة عليها من توفير الأمان والطعام وقت الحرب وأنها تعلمت اللغة العربية علي أيديهم وتعمل الآن مترجمة للزائرين العرب وهي من عشاق مصر والمصريين.. وشكرتني علي الكتابة عن الحرب المرة التي عاشوها بعد انهيار الاتحاد اليوغسلافي السابق.. وقالت ان لديها الكثير من الحكايات التي ترغب في أن يعرفها العالم وتتمني ان ازور سراييفو لتحكي عنها ليعرف العالم.. ودعوتها للحضور للقاهرة واني سوف اخبرها اذا زرت سراييفو..ومازلنا حتي الآن علي اتصال وتبادل التهنئة في المناسبات وآخرها عيد الأضحي المبارك..رسل السلام المصريون من مقاتلي قواتنا المسلحة يتركون تأثيرا في كل مكان يخطون فيه وكلي شوق لأسمع حكايات أمينة.